مقالات

آه....يا غزة

 

 د / يحيى زكريا الأغا المستشار بسفارة دولة فلسطين - قطر



صورة تبين دخان متصاعد من  الاماكن التي تم قصفها في مدينة خان يونس- قطاع غزة صباح هذا اليوم


يا غزة الموشحة بالسود، يا غزة الصابرة الصامدة، يا غزة الأبية، يا غزة من الشمال إلى الجنوب، على مساحة 365 كيلومتر، يا غزة،

نبحث في قواميس اللغة عن كلمات عزاء فلم نجدها، نبحث عن كلمات إدانة لهذا العدوان فلم ترقى اللغة لكلمات إدانة لهذا العدوان، فعدونا نعرفه ويعرفه، ومن يتذكر عام 2000 يعرف من هو العدو الإسرائيلي، يعرف قبل ثمان سنوات كيف استطاعت إسرائيل تدمير البنية التحتية للسلطة الوطنية الفلسطينية في غزة، وها هي اليوم تقوم بنفس الحملة الهمجية ضد الشعب الفلسطيني بعد أن استنزفت قواه. ماذا نقول اليوم بعد سقوط أكثر من مائة وثمانين شهيداً في لحظة واحدة من أبناء القطاع الغالي، ولكن نتمنى من الله أن يتقبلهم عنده شهداء ابرار بإذن الله. من رفح الصابرة المصابرة إلى خان يونس مدينة الشهداء، إلى النصيرات والبريج ودير البلح والمغازي، وبيت لاهيا، وبيت حانون، ومدينة غزة، ماذا عسانا أن نقدم لكم، والله ما لنا إلا القول بأنكم الأطهر، والأفضل، والأكرم لأنكم تواجهون عدواً لا يعرفه إلا أنتم، لا يعرفه إلا الشرفاء أمثالكم، فلكم الصبر الصبر ايها الأشاوس، فغزة من شمالها إلى جنوبها تسجل اليوم اسطورة المواجهة من عدوٍ غاشم، تواجه أقسى عدوان عرفته البشرية لأنهم يدافعون عن ديارهم. اليوم يحق لنا أن نقول لتتوحد الكلمة، وتتوحد البندقية، وتتوحد الإرادة، وتتوحد القيادة، فإسرائيل اليوم لا تمييز بين إنسان وآخر، الكل اليوم كما كان بالأمس مستهدف بالصواريخ المدمرة التي لا تبقي ولا تذر، اليوم علينا أن نقف وقفة رجل واحد من أجل إنقاذ القطاع من هذه الهجمة الشرسة التي طالت كل شيئ. اليوم علينا أن ننسى الخلافات التي نشبت بين إخوة الدم، ننسى الوزارات، والرئاسات، والتشريعات، ننسى الدبلوماسيات، ننسى ما حدث فالدم الفلسطيني البريئ يغسل كل الجراحات، ويغسل كل المآسي التي مرّ بها شعبنا الفلسطيني في غزة.

 لتتوقف كلمات التحريض والتصريحات التي تؤذي القلب والعين، وترسخ الفرقة، لتتوقف المحطات في كل مكان عن استهداف كل الشخصيات الفلسطينية علت أم دنت، حتى تعود اللحمة لشعبنا، لتتوقف التصريحات المغرضة التي تسبب انتكاسات لشعبنا الفلسطيني، لتوظف المحطات الفضائية لعرض الجرائم الإسرائيلية وليس لاستضافة شخصيات تزيد من عمق الجراح الذي يتعرض له القطاع، لننزه أنفسنا عن هذا كله. غزة اليوم محتاجة إلى أياديكم ودعمكم، ومؤازرتكم أيها العالم الحرّ، معنوياً وعينياً، لنقف جميعاً في وجه العدوان بكل ما نملك من قوة، وبالطريقة التي تراها كل دولة مناسبة لها، غزة اليوم تئن، غزة اليوم تسبح في بحر من الدم الفلسطيني البرئ الذي لا يضمده إلا وقفة صادقة من أولو العزم، ونحن كعرب ومسلمين قادرون على مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها شعبنا في غزة. غزة هاشم، غزة النضال، غزة الثورة، غزة العزة، تستصرخ الضمائر الحية في أمتنا الإسلامية من أجل إنقاذها، فلا مؤتمرات قمة يمكن أن تعيد الشهيد إلى الحياة، ولكننا نستصرخ فيكم يا زعماء الأمة العربية بأسرها، وقفة لمرّة واحدة في مواجهة إسرائيل، في مواجهة من يتحداكم، في مواجهة من يتحدي إرادتكم، فكفى بالله عليكم مهادنة للاحتلال الإسرائيلي، فهل الدم الفلسطيني عندكم لا قيمة له، هل الشهداء من أبناء فلسطين لا قيمة لهم، إنهم والله يدافعون عنكم، وعن خيرات الدول العربية بأسرها، فلتقفوا معه بكل ما أتاكم الله من قوة حتى يتوقف هذا النزيف الذي يمكن أن يستمر لا سمح الله. لا نريد فقط كلمات، ولا مساعدات آنية، بل نريد إنهاء هذه الحملة على القطاع حتى يعيش أهل غزة كما يعيش أبناء الأمة العربية.

 نريد بالله عليكم أن تتخذوا قرارات في مؤتمر القمة إن عُقد في أي مكان إلى حماية الشعب الفلسطيني ولو بقوة عربية من كل الجنسيات، نريد منكم اتخاذ قرارات حازمة من أجل شعبنا الذي يئن اليومز اطمئني يا غزة، ولن أقول آه بعد اليوم، فالأمة العربية قررت تجيش الجيوش إلى غزة لإنقاذها وليتحمل الجميع هذا العبء، فالله الله معك يا غزة. وستتوحد الإرادة الفلسطينية بإذن الله، وستتوحد اللغة الفلسطينية في الداخل والخارج، وبين جناحي الوطن، رحم الله شهداءنا الأبرار ، رحم الله شهداءنا الأبرار، رحم الله شهداءنا الأبرار.

 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السفير يحيى زكريا إسعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد