مقالات

غزة ثكلى-مريم عزام

كم أنت محظوظ أيها الليل حيـن تسامــــرها
كم أنت محظوظ أيها الهوا حـــين تداعبهــــا
كم أنت حزين أيها القلـــــب حـــين تفارقهــا
كم أنت عذب أيها اللسـان حـــــين تغازلـــها
غازليها يا كلماتي لتعلــــــم أني متيم بهواها
بأرضها برملها بسهلــها وحتــــى بهــــواها
بــحلوها ومرها فأنـــــا العاشقـــة ثراهــــــا
 

حبها تمكن مني فالوجدان صــــار ينشدهـــا
عيوني تتوق إليــها والقلم صـــار يعشقـــــها
ليشهد العالم اني لا أعيش بدون تقبيل تربتها

فهي الروح والعمـــر وداء النـــفس ودواها
ولأجلها يركع القلب تعظيــــما ووجـــاهـــا
أحب فجرها ،صبحها وأعشق ضحاهــــــا
وأتوق لسماع حفيف الأوراق في مساهـــا
ماأجمل لألأة النجوم حين تلمع في سماهـا
وتنير على الكـــــون نورا بـــــه أتباهــى
إني عشقتها غزتي وما عشقت سواهــــــا
عشقت ضواحيها،أزقتها،زيتونها وفحواها


كـــــل ما في مدينتي جميل حتى اسمهــــا
تتغنى به الطيور كل صباح وترسم عزها
وتتمايل الأغصان فرحا وتحنانا لذكـــرها
ويغــــدو الليث غزالا وديعا في أرضـــها

هنا غــــــزة تحترق فمن يطفىء لظـــاها
من يرد عنها كيد الحـــاقدين وعداهـــــــا
غزة تنادي فمن منكم يــــجيب نداهـــــــا
من يطفىء حرقة الثكالى فيها ونساهـــــا
من يبرىء المريض فيها وجرحاهــــــــا
أرى الحرب في غــــزة قد زاد لواهـــــا
وامتلأ المكان برائحة مســـــك شهداهـــا

يا ليتني ملاكا لأمسحح الحرب وخطاها
لأعيد سهول غزتي ، بـحرها ورباهــــا
أمسح دمعة حرة تنعى بعـــلها وأخـــاها
أرد بسمة يتيم نسي شكلهــا ومغناهـــــا
وأمسح جرح طفلة نسيت أملها ومناهـا
وأمحي دجـــى الدنيا بلمــــع سناهــــــا

ولكني إنسانـــــة وكل الجــهود بذلناها
فالموت حق والحرب ما عدت أخشاها
غزة تستغيث وما أراك أخي تراهـــــا
أعان غزة ربي الــقدير مولاهـــــــــــا
وأبلغها فجرا قريبا فــــيا بشــراهــــــا
وصبر الله شعبها وسدد خطاهــــــــــا
ورد إليها مجدا غفل عنها ونساه؟ــــــا
وأبعد الغربان التي تحجل في فلاهـــــا
فالله خــــير ناصـــــر لنا ولحماهـــــــا

كلمات : مريم عزام الأغا 
06-01-2009           
           

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الدكتورة مريم عزام مهدي نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد