تكريم

تكريم العائلات لأبنائها المتفوقين.. جسر لتقوية الروابط الأسرية

تكريم العائلات لأبنائها المتفوقين.. جسر لتقوية الروابط الأسرية

 

الاستقلال  دعاء الحطاب
لم تعد احتفالات تكريم الطلبة المتفوقين حكراً على المؤسسات التعليمية والجامعات التي لطالما تغنت بإقامتها، بل باتت تحظى باهتمام كبير من قبل العائلات الغزية، في صورة جسدت التكافل الأسري بين أفرادها. وأقدمت الكثير من العائلات الغزية الكبيرة على إقامة احتفالات تكريم لأبنائها المتفوقين في كافة المراحل التعليمية، بحضور كبار ووجهاء العائلات، وذلك لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبنائها المتفوقين، والافتخار بإنجازاتهم وحثهم على الاستمرار بحصد المزيد من النجاح والتفوق.

ويبدو أن لهذه الاحتفالات هدفين، الأول سعي العائلة للتميز والتباهي بأبنائها بين العائلات، والثاني لإدراك العائلات أهمية وجود نوابغ من أبنائها يتبؤون مراكز مرموقة مستقبلا، كأطباء وأساتذة جامعات وغيرها، وما لذلك من فوائد كبيرة في خدمة عموم العائلة.

زيادة عدد المتفوقين
وتعد عائلة الأغا، واحدة من العائلات الغزية الكبيرة التي اعتادت على تكريم أبنائها المتفوقين وتتويجهم على منصة التكريم، فخراً للعائلة أمام وجهائها والنخب العائلية والمدرسين والدكاترة.

د. جواد الأغا، عضو اللجنة الدائمة لاحتفالات التكريم بالعائلة، أوضح أن عائلته أقامت أول احتفال تكريم لأبنائها المتفوقين عام 1995، ضمن سلسلة كبيرة من الانشطة العائلية، حتى أصبح بعد ذلك تقليداً ثانوياً يقام كل عام.

وأكد الأغا خلال حديثة لـ " الاستقلال"، أن هذه الاحتفالات أوجدت تكافلا أسرياً كبيراً بين أفراد العائلة على مستوى قطاع غزة، وخلقت جواً من الألفة والمحبة بينهم وكذلك فتحت باب التعارف بين أفرادها، خاصة تعرف الأجيال الشابة على كبار عائلتهم وتقديرهم.

وبين أن العائلة، اعتمدت على تكريم أبنائها لزيادة عدد المتفوقين وتوجيه طاقات ابنائها إلى الطرق الإيجابية، كذلك خلق روح المنافسة بين الأبناء للحصول على درجة التكريم وإبراز مواهبهم أمام العائلة من خلال فقرات مخصصة لهم في الحفل.

وذكر أن عدد المتفوقين يزداد كل عام، حتى بلغ عدد المسجلين لفوج المتفوقين لهذا العام 650 طالباً وطالبة من كافة المراحل التعليمية والسند، لافتا إلى أن تكريم طلبة المرحلة الابتدائية والاعدادية يكون على شكل رحلة ترفيهية يتخللها العديد من الأنشطة.

وأوضح أن تكريم المتفوقين يكون وفقاً لمعاير محددة، فطالب المرحلة الابتدائية والاعدادية يجب أن يكون حاصلا على معدل 90% فما فوق، أما طالب الثانوية فيكون معدله فوق الـ 80%، وفيما يتعلق بحافظ القران والسند يجب أن يكون معه شهادة من وزارة الأوقاف، بينما خريجو الجامعات والدراسات العليا يجب أن يتوفر لديهم شهادة بالدرجة العلمية التي تخرج منها، مشيراً إلى وجود لجنة تقوم بتدقيق البيانات والدرجات والشهادات قبل اعتماد اسماء المتفوقين للتكريم.

النواة الأساسية
ومن جهته اعتبر عبد الله الفرا، أحد القائمين على حفل تكريم "فوج الأقصى" الذي نظمته عائلته لأبنائها المتفوقين، داخل ساحة الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة خانيونس جنوب القطاع، أن حفلات التكريم التي تنظمها عائلته تؤكد على مدى الاهتمام بإنجاز وتفوق أبنائها، بهدف تشجيعهم على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد والمثابرة وحصولهم على أعلى المراتب المجتمعية مستقبلاً، مشدداً على أن العائلة هي النواة الأساسية في دعم ورفع معنويات أبنائها، في ظل الواقع المحبط الذي يعيشه ألاف الطلبة والخريجين في القطاع.

وقال الفرا خلال حديثة لـ "الاستقلال": " إن عائلته كان لها السبق في أن تكون من أوائل العائلات التي تقوم بتكريم أبنائها المتفوقون في نهاية كل عام دراسي" مشيراً إلى أنها كرمت قبل بضعة أيام فوج جديد من الخريجين والمتفوقين في الجامعة والثانوية العامة والمرحلتين الابتدائية والاعدادية ليصل عدد الطلبة المُكرمين لهذا العام 223 طالب وطالبة من أبنائها".

وأوضح أن الحفل الذي حضره جميع أفراد العائلة صغيراً وكبيراً، بمشاركة الكثير من أبناء عائلات الحي والأصدقاء والمعارف، كان رائعاً وأكثر تميزاً هذا العام مما سبقه لكونه كرم ثلاث طالبات صم حصلن على معدل 90% في الثانوية العامة بعد رحلة طويلة من المعاناة والعقبات"

وأشار الفرا، إلى أن الاحتفال عادةً يكون بشكل مناسب وغير مبالغ فيه ليؤدي الهدف من غير تكاليف باهظة، منوهاً أن تكاليفه يتحملها كبار العائلة، أو يقوم أحد أبناء العائلة بالتبرع برعاية الحفل كاملاً، كما كان الاحتفال هذا العام تحت رعاية أسرة الشهيد عبد الستار الفرا.

أسلوب تربوي ناجح
ومن جانبه يري درداح الشاعر المختص النفسي والاجتماعي، أن حفلات التكريم التي تقوم بها العائلات لأبنائها، تعد أسلوب تربوي ناجح بامتياز كونه صورة من صور المكافأة والتعزيز الإيجابي للمتفوقين، وصورة للتكافل الاجتماعي بين أفراد العائلة الممتدة.

وقال الشاعر خلال حديثة لـ "الاستقلال": "إن النجاح في حد ذاته يعتبر حالة من الفرح والسعادة تعتري الأسرة على المستوى الفردي، لكن حينما يكون النجاح والتفوق سمة مميزة موجودة في العائلات الممتدة فإنها تكون فرصة للتواصل والتفاعل والتكافل الاجتماعي وتبادل مشاعر الفرح بين أفرادها، وبالتالي تقوية الروابط الاسرية وإضفاء مشاعر الرضى والسعادة على العائلة بأكملها".

وأوضح أن هذه الروابط العائلية تتيح فرصة لتعرف على واقع الاسر خاصة الضعيفة والفقيرة، لمد يد العون والمساعدة لهم ضمن باقي النشاطات والزيارات العائلية التي يقوم بها وجهاء العائلة.

واعتقد الشاعر، أن تلك الاحتفالات لها أثار إيجابية كثيرة على المستوى الفردي للطالب المتميز، حيث يشعر بدعم نفسي واجتماعي كبير جداً من العائلة عندما يكرم أمام كافة أفراد الاسرة والجميع يلتف حوله ويقدمون له التهاني والهدايا، وفي الوقت ذاته تمثل تلك الأجواء دافعاً وحافزاً للطلبة الجدد بأن يسلكوا طريق النجاح والتفوق ليحصلوا على نفس القيمة الاجتماعية التي حصل عليها الفوج الأول.

وشدد على ضرورة أن تكون تلك الاحتفالات والروابط الأسرية مبينة على أساس التفاهم والعلم والموضوعية، وغرس قيم وتعاليم الاسلام في نفوس الأبناء، وأن تقدم العائلة لأبنائها دورات تأهيلية وتدريبية كل فترة زمانية، حتى يحافظوا على شخصية أبنائهم وضمان الحياة الكريمة والسعيدة لهم.

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الدكتور جواد سليم إبراهيم سليم الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد