مقالات

رَحَلَتْ بهدوء .. جدتي الحاجة بدرية الأغا

الحمدُ للهِ الذي أسكنَ عبادهُ هذه الدار ، وجعلها لهم منزلةَ سفرٍ منَ الأسفار ، وجعل الدار الآخرة هي دار القرار ، فسبحان من يرفق بعباده الأبرار في كل الأقطار ، سبقت رحمته غضبه وهو الرحيم الغفار ، والصلاة والسلام على النبيِّ المختار ، والرسولِ المبعوث بالتيسير والإنذار ، عليه وعلى آله وصحبه صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار وبعد/ لا أعرف ماذا سأكتب ومن أين سأبدأ ، فالكلماتُ تقف صامتة والقلمُ يعجزُ عن التعبير ، ولكن سأحاول أن أنثر كلماتي وعباراتي حتى أعبرَ ولو قليلاً عما يجول في قلبي و خاطري ، رَحَلَتْ بهدوء .. جدتي الحبيبة رَحَلَتْ بهدوء كما عاشت بهدوء ، عهدناها دوماً تقيةً ورعة ، مستغفرةً مسبحةً ذاكرةً لله ، صابرةً محتسبة ، لم يمعنها تقدمٌ في العمر ولا مرض ولا بردٌ ولا حرٌ ولا حربٌ من أداء الفرائض جميعها على أكمل وجه ، رحلت بهدوء بعد ست و تسعون عاماً قضتهم في طاعةِ الرحمن ، نسأل الله أن تكون ممن طال عمره وحسن عمله كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : (خيرُ الناسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ). قلبها أبيضٌ كالثلج ونقيٌ كالندى ، لا ينبضُ إلا حباً وخيراً وإخلاصا ، ميلئٌ بكل معاني المودة والرضا والقناعة كان وجهها يشع نوراً وفرحاً ، بشوشاً لا يعرف اليأس والعبوس ، مبتسمة بكل طيبة ونقاء ، مستبشرة بكل خير ، عاشت حياة البسطاء وماتت ميتة البسطاء ، استجاب اللهُ دعوتها بحسن الخاتمة و أن يتوفاها خفيفة نظيفة وقد نالتها بكرمه وفضله ، أدت ما عليها من عبادات وطاعات وكانت كالعادة سعيدة مرتاحة تتبادل المزاح مع من حولها ، وضعوا الحناء على رأسها صبيحة يوم وفاتها وكأنَّ القدَرَ يُجَهزُها لتكونَ بأبهى صورة و أجمل منظر ، لتُستَقبلَ كالعروس المنتظر بعد طول انتظار رحلت وهي مشتاقة لربها ، مشتاقة لذويها الذين سبقوها بالإيمان ، أحبَّها كل من عرفها أو جلسَ معها وسمع منها طيبَ الكلام و قصص أيام زمان ، لم نرى فيها إلا الخيرَ الكثير وإحسانها للصغير و الكبير ، جدتي الحبيبة .. لما سمعنا نبأ وفاتك بكتكِ الأعين ، ودعت لكِ الألسن ، وترحَّم عليكِ من عرفكِ ومن لم يعرفك ، جدتي الحبيبة .. سنفتقد حبكِ و حنانكِ و ابتسامتكِ الرقيقة وجميل دعائك و حلاوة لسانك وطيبة قلبك و نصائحك الغالية ، مهما قلت وكتبت فلن أستطيع إيفاءك حقك ، عزاؤنا أنكِ ضيفةً عندَ ربٍ كريم و أننا كلنا ماضون على نفس الدرب ، لا نقول وداعآ بل إلى اللقاء .. لقاءٌ بإذن الله في جنَّاتٍ ونَهَر في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدر ، نسألُ الله تعالى أن يرزقكِ الفردوس الأعلى و أن يُنزلكِ منازلَ الصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسنُ أولئك رفيقا .

محمد حمدان يحيى الأغا حفيد الفقيدة كاراكاس _ فنزويلا

اضغط هنا للتعرف على المرحومة الحاجة بدرية محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد