مقالات

الشهيد الشاعر يوسف عبد الرحيم ديب أحمد- شهيد بربرا وخان يونس والعاصفة- بقلم محمد سالم

 

                 
بقلم : محمد سالم بن علي حمدان الأغا

 

ولد الشهيد يوسف عبد الرحيم ديب أحمد في قرية بربرا التي تقع إلي الشمال الشرقي من مدينة غزة والذي دمرها الإحتلال الإسرائيلي عام 1948  و أقــــام علي أراضيها  المسلوبة مستوطنة موشاف  " ميقيعيم " 1949 وبلغت مساحه أراضيها 13,4  ألف دونما  وعـــــددسكانها عام 1922 حوالي 1369 نسمة  أرتفع  إلي 1546 نسمة 1931  و إلي 2410 نسمةعام 1945 وكانت أراضيها مزروعة بكروم العنب  والتين والـفـواكــه والمشمش والبرقوق ,وقد أُشتهر عنبها في السوق الفلسطيني وكان ينادي عليه في الأسواق الفلسطينية ( بربراوي يا عنب ) . 

وهاجر منها مع أهل قريته جنوبا إلي مدن غزة وخان يونس ورفح وذاق مرارة الهجرة وفراق الوطن كما أهل فلسطين الذين هُجروا من وطنهم قصراً وأستقر بهم الحال عند أصـــــدقــــــاء لهم بالسطر الشرقي , وللشهيد يوسف أخوة هما : السيد إسماعيل عبد الرحيم ديب أحمد " أبوإيهاب " والسيد ناصر عبد الرحيم ديب أحمد  و لا يزال  " أبو إيهاب يسكن بالسطر الشرقي وأما ناصر " أبو حسام " فقد أنتقل للسكن في  مدينة رفح  .

    درس شهيدنا  يوسف رحمه الله المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد أحمد عبد العزيز والمرحلة الإعدادية في مدرسة الشهيد عبد القادر الحسيني والمرحلة الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين وقد تفتحت ملكة الشعر عند شهيدنا مبكراً فتـغــني بذكريــــــات وجمال و روعة قريته ووطنه علي أمل العودة له .

    وقد فاز شهيدنا الشاعر يوسف بجائزة الشعر الأولي للمدارس الثانوية بقطاع غـــــــزة والتي نظمتها إدارة التربية والتعليم لقطاع غزة عام 1960 , وقد نشرت له جريدة أخبار فلسطين التي كانت تصدر في  مدينة غزة قبل الإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة 1967 العديد من قصائده الشعرية .

    وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق شهيدنا بكلية التجارة بجامعة عين شمس بالقاهرة وأثناء دراسته بالقاهرة نشرت له الصحف المصرية العديد من القصائد الوطنية التي تغني بها عن روعة وجمال وطنه السليب .

   وأنهي شهيدنا دراسته الجامعية 1967  وعندها إنضم لصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح"  وعمل مذيعا في إذاعة منظمة التحرير الفلسطينية  ثم مـذيعـــــا في  إذاعة " العاصفة " بالقاهرة  ولما أنقطعت به السبل للعودة للوطن تزوج من أخت فاضلة مصرية وأنجب منها وحيده ياسر في يناير 1970 , وعند اشتعال  أحداث أيلول 1970  بالأردن التحق بقوات العاصفة  ليدافع عن استقلالية الثورة وليحافظ علي مكتسباتها أنذاك .

   وبعد الخروج من الأردن انتقل للعمل مقاتلاً وإعلامياً في لبنان وعندما دعاه الله للجهاد  فلم يبخل بنفسه وخاض مع رفاق له معركة من أنبل المعارك ضد العدو الصهيوني والتي لا زال يذكرها المقاتلون  الثوار حتي اليوم وهي معركة الحزام الأخضر والتي جرت في 24/5/1971 وهي العملية الفدائية التي شارك فيها عشرات المقاتلين وعلى امتداد عشرات الكيلومترات داخل وطننا فلسطين  غربي نهر الأردن وامتداد الحدود الأردنية الفلسطينية والتي سقط فيها شهيدنا البطل يوسف عبد الرحيم ديب أحمد وعشرات الشهداء في مواجهات مع العدو الصهيوني  والتي استمرت 36 ساعة وباغت فيها أبطالناــ والمخططون للعملية ــ العدو بحجم الفدائيين المشاركين وباتساع رقعة المعركة , ويحدثنا التاريخ الوطني الفلسطيني  بأن هذه العملية وان كانت في أغلب من شارك فيها من فدائيي حركة فتح إلا أن كل الفصائل الفلسطينية ساندت حركة "فتح " في مواجهاتها البطولية وأوقع أبطالنا في العدو الصهيوني الخسارة الأشد إيلاماً    له بإعترافة في ذلك الوقت , وما أحوجنا اليوم لأن نتكاتف  ونساعد بعضنا البعض علي التخلص من الإحتلال الإسرائيلي  والتمسك بحقوقنا الوطنية وعدم التفريط بها .   

رحم الله شهدائنا جميعاً وأسكنهم فسيح جناته وستبقى أرواحهم الطاهرة نبراساً لنا ولكل الأجيال اللاحقة وبهم نتأسى ونقتدي   .     وأن كنا نعز القدس فإننا نعز بربرا وحمامه والجورة وكل مدننا وقرانا , و ستبقي العودة  إلي ديارنا المحتلة الهدف الذي من أجله أشعلنا ثورتنا 1965 وأستشهد علي طريقها شهدائنا  بكل أسمائهم وتنظيماتهم  ودعونا الآن أن لا ننظر لألوان راياتهم  فهم الأكرم  منا .

ويطيب لي أن أطلعكم علي قصيدة شاعرنا الشهيد والتي فازت بالجائزة الأولي  1960 وهي من ضمن مجموعة  قصائد مخطوطة بخط  شهيدنا  البطل لا زالت تنتظر من يتبني إخراجها للنور والمجموعة الكاملة بحوزة شقيقه السيد / عبد الناصر .


قـــــــــريــــــتي

 

لــشــــاعر بــربــرا و العاصفة وفلسطين

الشهيد  يوسف عبد الرحيم ديب أحمد "أبو ياسر

 

مهـاد الطفولة يــا قريتي           ونـور الصبـا أنـت يا منيتي

ذكرتك فأهتز مني الفؤاد           وناءت بثقل الهوي مهجتي

وحامت علي خاطري ذكرياتك     تحكي سنين الهوي الحلوة

وما كدت ألمح جُنح الخيال         وإذ بي تهاويت في غربتي

 

 فكيف جنانك يا بربرا               وكيف حدائـقـك المـُزهــرة

وكيف كنوزك بعد الفراق           وكـيـف مــرابعـك الـنـيــرة

إذا ما ذكرتُ مراح الصبا           ذكـرت مــلاعـبك العـاطـرة

وأذكر فيك نسيم الصباح           يصافح أزهـارك الـنـاضـرة

بكيت ورحت أواسي الفؤاد        وهـيهـات أنسـاك يا جـنـتي

 

إذا ما ذكرت كروم العنب          صفوفاً صفوفاً تثـير العجب

وتلك الدوالي العراض الغوالي   عـظـام كبـار كمـجـد العـرب

قطوفٌ بأغصانها دانيات           تقول ومجدي رفيع الحسب

تفوح بنكهتها في الصباح         وتحكي بوقت الأصيل الذهب

أحس لهيب النوى والجراح       يضجُ لذكراك يا روضتـــي     

 

ألا أين روضي نضير الشجر      يفيض عليَّ بـطيـب الـثـمر

وأين رفاقي  رفــاق الســمر      بظل الكروم  وتحت الشجر

وأين الصباح البهيج الشروق    يبشر أهلي بأبــهـــى  خـبـر

تعانقه بسمات الضياء             وتحـمـلـه نســمات الســـحر

ألا شد ما بي من فرقتي           فهل أستطيب سوي عودتي

 

تـوله قلبي بتلك البطاح           مـقر الأبــاة وحـصن الكـفاح

لكم كنت صوب العداة سعيراً    وشــاد بــذودك كــل صـبــاح

لقد شرب البغي منك الهوان    وأفنيت قــائــدهم في البـطاح 

فكيف تطيب إلي الحياة           فـروحـي فــداك يــا قــريــتي

 

متى  يا عروس الورى نلتقي      حنانيك رحماك بي وأرفقي

أهذا دلال الجمال الشرود           أم أني ضللت  ولم أعشق؟

وحســبك مـني فـتي عـاشق       لـغـيرك قـلــبي لـم يخـــفـق

وها أنا في كل واد أهيم             وإن عشتُ في مربع مونق

فإنك عندي حياتي التي              سـأحـيـا  بـها  ولها أوبـتي

 

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد