تاريخ وجغرافيا

فيديو عن قلعة برقوق خان يونس

فيديو عن قلعة برقوق خان يونس 2018

ما زالت قلعة برقوق الأثرية شامخة تقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطور الحضاري والثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور، لتفتح نافذة لمعرفة الكثير عن ماضي هذه البلاد العريقة. 

حيث بناها الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار بناءً على طلب من السلطان برقوق أحد سلاطين العصر العربي الإسلامي ومؤسس دولة المماليك البرجية عام 789هـ الموافق لعام 1387م، لذا ارتبط اسم مدينة خان يونس، منذ ذلك الحين بمؤسس الخان. 

وقد بنيت لتكون بمثابة مركزا يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، يتخذه التجار والمسافرين مكانا للراحة واللقاء والتزود بما يلزمهم من حاجيات في تلك الرحلة الطويلة بين أكبر مدينتين في دولة المماليك البرجية حينها، بالإضافة للاحتماء من اللصوص وقطّاع الطرق من الأغراب الذين كانوا يعترضون طريق المسافرين في هذه الحقبة. 

وتبعد قلعة برقوق مسافة 20 كم عن الحدود الفلسطينية المصرية وتتوسط مدينة "خان يونس" جنوب قطاع غزة، تبلغ مساحتها نحو ستة عشر دونماً، وكان شكل القلعة مربعاً طول كل ضلع من أضلاعه 85.5 متر وتتخذ زواياه أربع نقاط رئيسية من البناء تشير كل زاوية إلى جهة من الجهات الأربعة. وتدعم هذه الزوايا أبراج دائرية ولا تزال بقايا البرج الجنوبي الغربي باقية إلى الآن.

 وتتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة والتي تعود تسميتها إلى تلك القلعة، فكلمة "خان" تعني "القلعة" أو "السوق" وهو الشق الأول من الاسم، أما الشق الثاني فهو "يونس" وهو اسم الأمير يونس الداودار الذي بناها على نحو ما ذُكر آنفا. 

ولا يزال شموخُها يشهدُ لفلسطين الأصالةَ وعظيم  الأَثَرِ، رغم انهدام الجزء الأكبر منها، فتلك الضاربةُ في القدم تقف  شاهدةً على معلمٍ أثريٍّ فريدٍ وتطورٍ حضاريٍّ وثقافيٍّ لمدينة خان يونس  عبر العصور وشيدت  لخدمة القوافل  التجارية من الشام إلى مصر والعكس، لتكون نُزُلاً تستريحُ به تلك القوافل.

 وقال الدكتور اشرف القصاص المتخصص فى تاريخ القدس عبر العصور انه كان يطلق على تلك القلعة اسم ” خان الأمير يونس الداودار”، ولكن بعد أن  قامت الدولة العثمانية بتزويدها بالجنود أطلق عليها اسم “قلعة برقوق”.

واضاف"في بداية تكوين القلعة كانت عبارةً عن مربعٍ مكوَّنٍ من طابقين، الطابق  الأول عبارة عن مخازن للبضائع وإسطبلات للدواب، والطابق الثاني مكان  للراحة والذي اشتمل على مسجدٍ وديوانٍ لاجتماعات النازلين هناك".

وتابع"لو نظرنا لموقع القلعة الاستراتيجي المميز لعلمنا كم كان اختيارُه  عبقرياً لتُشيَّد عليه، فهي تقع في نهاية السهل وبداية الصحراء، بحيث إنْ  خرجت القافلة من الشام متوجهة لمصر ستجد الصحراء أمامها، وبالطبع لا بد لها  من مكان تستريح فيه وتتزود فيه بالماء والغذاء لتكون تلك القلعة نزلاً  لهم، ناهيك عن أرضها الخصبة وينابيعها العذبة".

وعن المساحة الحقيقة وتفاصيل القلعة اضاف “المساحة الحقيقية 5.4دنم 73.5×73.5″وكان شكلها مربعاً وتتخذ زواياه  أربع نقاط رئيسية من البناء تشير كل زاوية إلى جهة من الجهات الأربعة، وتدعم هذه الزوايا أبراج دائرية ولا تزال بقايا البرج الجنوبي الغربي باقية  إلى الآن، وتتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة".

واشار ان عوامل الزمن والإهمال والحروب التاريخية ومنها الحرب العالمية  الأولى وموقع تلك القلعة الحدودي جعلها "للأسف" تُدمَّر ليبقى منها الأّثَر  ويكون شاهداً على حضارةٍ إٍسلاميةٍ مملوكيةٍ عظيمة.

فالقلعة حالياً شبه مهدمة  فيما عدا القسم الأمامي منها والذي يحتوي  على الواجهة مع البوابة أو المدخل الرئيسي والمسجد ومئذنته والتي تمَّ  ترميمها حديثاً.

وتحتوي البوابة الرئيسية على باب مجوف عرضه 60سنتيمتر، وهناك ثلاث  نوافذ فوق المدخل تحتوي كل منها على عتبة رخامية تعلوها رواسب كلسية على  هوابط أفقية وعلى جانبي البوابة مجموعتان من النصوص العربية المنقوشة  وشعارات (رنوك) محفورة في الحجر. 

استدرك"يحتوي القسم الداخلي على قوس مجزأة مع  مجموعة من النقوش المزخرفة حول المقدمة تعلوها أيضاً مجموعة من النصوص  المحفورة على الرخام ويحيط بهذه النقوش أسد بمخلب مرفوع ووجه بارز وفوق  البوابة فتحة تستخدم لرمي القذائف دفاعاً عن المدخل الرئيسي.

ويعتبر المسجد جزءاً أساسياً من القلعة ويقع على يسار البوابة  الرئيسية ويتكون من طابقين، بينما تقع مئذنة المسجد على يمين البوابة  الرئيسية بدرج يؤدي إليها وهي على نفس مستوى الجدار ذي الفتحات والواقع على  سطح القلعة ، وقاعدة المئذنة مربعة  الشكل وعليها مبنى القسم الرئيسي من المئذنة والتي هي على هيئة شكل ثمانى الأضلاع أحدهما أصغر من الآخر، وعلى الجزء الأوسط من المئذنة توجد زخارف  معمارية كثيرة، كما أن أربعاً من الجوانب الثمانية تحتوي على تجاويف تشبه  نوافذ وهمية، واثنان من هذه التجاويف يحتويان على رؤوس قواقع بحرية “زلف”،  واثنان آخران موضوعان على مستوى أعلى بقليل وأصغر حجماً وبرؤوس مستديرة  مزخرفة، وفوقهما سلسلة تحيط بالمئذنة أما بقية الجوانب فمزخرفة بدوائر  منقوش عليها كلمات “الله” و”محمد”.(حسب قوله)

متابعا" دمر الأتراك القمة الدائرية  للمئذنة في أثناء الحرب العالمية الأولى لأن الأسطول البريطاني استخدمها  كدليل لقصف المدينة،  فذاك الجدار الطويل المتبقي بمئذنته الشامخة وبوابته التي تتصدر أعلاها  النقوش وسط الأسدين المحفورين لن يفنى وسيبقى آيةً من آيات الفن المعماري  على مرّ العصور".

كما شهدت الساحة الأمامية للقلعة أحداثا كبيرة، منها مجزرة عام 1956 التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وراح ضحيتها العشرات من أهالي خان يونس، في نهاية العصر المملوكي فقد الطريق التجاري أهميته بين فلسطين ومصر بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وقام العثمانيون بتحويل وظيفة الخان إلى ثكنة عسكرية لحماية إمدادات الجيش التركي. المصدر  دنيا الوطن-اسامة الكحلوت


خلال هذا الفيديو كان هناك حديث للشيخ مازن الأغا و د. كرم رمضان الاغا و شقيقه أ. عبدالكريم رمضان وزوجته مها العقاد، وغسان كامل الاغا

 


للاطلاع على مزيد من الصور

اضغط هنا للتعرف على المرحوم المختار وديع أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد