مقالات

تحية وفاء إلى والدي- د. غادة قاسم


بسم الله الرحمن الرحيم


تحية وفاء
إلى والدي

 

سئلت عن الوفاء قلت لهم ترونه في عيون الحاج قاسم صالح الآغا " ابو حسام " حفظه الله
سئلت عن الصدق قلت لهم ترونه في لسان الحاج " ابو حسام " ادامه الله
سئلت عن الإخلاص قلت لهم ترونه في معاملة الحاج " ابو حسام " رعاه الله
سئلت عن الحب قلت لهم ترونه في قلب الحاج " ابو حسام " اطال الله عمره
سئلت عن التضحية قلت لهم ترونها في سيرة حياة الحاج " ابو حسام "  حفظه الله

 لم يتهمني أحد بالمبالغة فيما قلت , فالوفاء يظهر بوفائه لرفيقة  دربه والدتنا الحاجة المرحومة ام حسام . فلم ينفك يفكر كيف يحيي ذكراها بعمل الخير و مسابقة القرآن الكريم , ودائما يريد ان يحيي هذه الذكرى على ارض خان يونس الطاهرة لانها عشقت هذه الأرض , وكانت تتمنى ان تدفن فيها و هو دائم السؤال عن اوجه التبرع بماله و مالها لعمل مشروع دائم يخلد ذكراها على ارض الوطن الحنون مدى الحياة .

 أما صدقه فاسألوا عنه الأخلاء و الأقارب و ابناء العائلة الكريمة في الوطن و الشتات , فأذكر العم " أبو مسعود " و الدكتور يحيى زكريا و السفير بسام الآغا و العديد غيرهم , فكان مثال الرجل الصالح مع نفسه و مع الآخرين .

 أما إخلاصه في التعامل مع الآخرين يكتب فيه مجلدات يعجز القلم عن التعبير عنه : سألتني ابنتي " ليش جدو ابو حسام مش متل ايه حدا ؟ " سالتها " كيف , ما فهمت ؟ " فقالت " بيلعب معنا متل ما احنا بدنا مش متل ما هوّي بدّو " و اذا دققت في التعبير و هي حين جالسته و كان يلعب مع أولادي سنة 2005 و كان عمرها آنذاك اربع سنوات , وان دل هذا على شيء فانما يدل على شفافية تعامله مع الصغير و الكبير , فجعله محط الحب و التقدير من الجميع  .

 أما حبه لعائلته الصغيرة , اولاده و احفاده و اصهرته و زوجات الأبناء , فهو كبير كالنبع لا ينضب تعجز عن وصفه : فهو لا ينام و احدنا مشغول بمشكلة ما و لا يهنئ له بال اذا كان احد افراد عائلته يشكو شيئا فهو لا يسأل بل احساسه يدله بان ابنه او ابنته يشكو , فيسارع الى ايجاد الحل . أما علاقته باحفاده قوية , فهو الاخ الاكبر لهم لا الجد الصارم , يناقشهم و يستمع اليهم و يسدي اليهم النصح و يأخذ بأرائهم .

 أما تضحيته في بناء العائلة الذي تطلب منه الجهد و العمل و المثابرة طوال 54 عاما , ولا زالت نصائحه بين اعيننا في كل عمل نقوم به و كذلك جميع اخوتي و اخواتي حسام , اياد , رياض , ايهاب , رندة , عزة . وهي التي أنارت لنا درب الحياة الصعبة فبالصبر و المثابرة و الأمل نشق طريقنا , فاستطاع ان يجمع سبع ابناء بسبع جنسيات مختلفة يجمعهم الحب و الحنان , و حب الوطن و الأرض , فالجنسية المكتسبة  ليست الا للتنقل بين أصقاع الأرض و زيارة الإخوة و  الأخوات في بلاد الشتات و هو الذي دائما يركز على صلة الرحم و ينصحنا باللقاءات المتبادلة ليتعرف اولاد العمات و الأخوال , و ليحيوا بيت الحاج ابو حسام الآغا العامر .

تحية اجلال و تقدير الى والدنا الحبيب , ومهما قلنا و فعلنا لا نوفي النذر اليسير من حبه الكبير و تضحياته الفذة : أدامك الله لنا ذخرا و جعلنا ابناء صالحين نوفيك حقك في الحب و التضحية و الوفاء , فلا زلنا نتظلل بظلك و نتغطى بعباءتك . و اذا تكرم و كتب قصة حياته فاني اؤكد أنها ستكون عبرة و درس لجيل كبير من الشباب الذي يفتقد في هذه الأيام الى مثل هذه الأخلاق .
أطال الله عمرك و ادامك لنا و للوطن


 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الدكتورة غادة قاسم صالح علي عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد