في ذمة الله

إلى جنات النعيم يا أبا تميم بقلم: حسام عثمان الأغا

بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

 صدق الله العظيم

إلى جنات النعيم يا أبا تميم
بقلم: حسام عثمان الأغا

الحمدلله رب العالمين حمد الصابرين الشاكرين، الحمدلله الذي لا يحمد سواه، الحمدلله آناء الليل وأطراف النهار، الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا رب لك الحمد والشكر عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تشفع لنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

اليوم وفي مساء الـ 14 من أغسطس 2023 كنا على موعد مع خبر ثقيل أليم، ثقيل رغم إيماننا بقضاء الله وقدره، وإيماننا بأن مآلنا الموت، فحدوثه قرب أم بعد لا بد أنه آت لا محالة، ودّعنا الأخ الحبيب والصديق الحميم، والرجل الشهم الكريم، المبتسم دوماً، الرجل أحبه الله فابتلاه ودخل المستشفى أكثر من مرة فصبر وشكر وحمد الله وكان مستسلماً لأمر الله بصبر دون ضجر، ومنذ 20 يوماً زادت حالته سوءاً وليكون السؤال عن حالته هو شغل أهل خان يونس والاطمئنان عليه وعلى ما وصلت له حالته، رحماك ربي به فيا رب إنك تعلم بأنه آمن بك وصبر على أصابه فجازه خير الجزاء وأدخله الجنة بغير سؤال ولا سابقة عذاب.

لقد ودّع القطاع وخان يونس رجلاً حبيباً، إنساناً، متواضعاً نقي الصورة والسريرة، يحمل الطيبة والخير بين جنباته، عاش مبتسماً يلقاك بابتسامة هادئة نقية، فما إن تذكره رحمه الله إلا وتتخيل صورته بابتسامته المعهودة، وإن تبادله الحديث فبحديث المؤدب الودود الخلوق يبادلك، قريب من القلب، تحبّه بمجرد معرفته، فما بالك بالتقرّب منه والتعامل معه وتبادل الحديث معه، يحب الناس ويحب زيارتهم ويحب إكرامهم ويحزن إذا لم تتم تلبية الدعوة، الكرم والشهامة والطيبة وفوقها النقاء تلخص صورة وسريرة حبيبنا محمد تميم، اللهم اجعل ابتسامته صدقة وتقبّلها منه وأدخله جنتك بها، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال، قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" وعنه أيضاً "تبسمك في وجه أخيك صدقة.." أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.

رحماك ربي بمن أجمع على محبته كل مَن عرفه ليس في خان يونس فحسب بل في كل القطاع بحكم عمله في مكتبه للحج والعمرة وهو من أوائل هذه المكاتب، عاش صادقاً مع نفسه ومع غيره، عرفته منذ زمن ولم ينقطع لا الاتصال ولا التواصل وفي آخر زيارة لنا لخان يونس زرته أنا وأخي هشام وبسام وكان أكثر سعادة منا بزيارته واستاء جداً عندما علم بقرب سفرنا، فدمعت عيناه واحمرت وجنتاه ووعدناه بتلبية الدعوة في المرة القادمة ولم نعلم بأنه ليس هناك مرة أخرى، والله نسأل بأن تكون الفردوس هي دار القرار له ولنا ولمَن نحب، اللهم أكرم نزله ووسّع مدخله وجازه بالحسنات إحساناً وعن السيئات عفواً وغفراناً، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

خالص التعازي وصادق المواساة لنا جميعاً فاليوم أعزي نفسي وآل البطة جميعاً، والعزاء موصول لزوجته الأصيلة ولأخوته المهندس مازن الحبيب الأديب والأستاذ أسامة الجار الهني الرضي الأخ والصديق والحبيب جاري منذ عشرين عاماً فأنعم وأكرم به رجل قلّ مثيله، والأستاذ الفاضل ماجد الذي نكن له كل احترام وتقدير في السعودية وأبنائهم وبناتهم، وأخته وزوجها الدكتور مروان الأسطل وأنجالها، وأبناء عمه وعمومته وكل مَن له حق عليه، اللهم اربط على قلوبهم أجمعين، كان الله في عونكم وصبّركم على ما ابتلاكم به، فقد فقدتم ما أحببتم فابتلاكم الله وسيكرمكم بإذنه تعالى، عزاؤنا واحد وألمنا واحد، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأحسن خاتمتنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا حبيبنا يا أبا تميم لمحزونون ولن نقول إلا ما يرضي ربنا عزّ وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم: حسام عثمان الأغا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. حسام عثمان محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد