مقالات

مشاعر في محراب الأحزان- إيناس جاسر

 


الفقيد أبو محمد إقبال صقر
في المسجد الأموي قبل أيام قلائل من الحادث الأليم

 

في الثاني والعشرون من شهر أغسطس 2009م  الموافق الأول من رمضان 1430هـ حدثت الفاجعة وفي طرفة عين فقدت أغلى ما عندي زوجي الغالي بإشراقة وجهه وبسمته المطبوعة على شفتيه مدى الدهر وابنتي البكر ذات الوجه الملائكي والروح المحلقة والنفس الطامحة وفلذات أكبادي عبد الرحمن وأحمد اللذين كانا لي بلسما وفرحة وبهجة.

في أول يوم من شهر رمضان المبارك .. وبعد أن تسحرنا في تبوك .. ننوي الصيام والافطار في مدينة رسول الله ومن ثم إلى بيت الله الحرام لأداء عمرة رمضانية .. حدث مالم يكن في الحسبان .. لكنه قدر الله الذي أمرنا بالايمان به خيره وشره .. ولا راد لقضائه .. ولا اعتراض على حكمه.. فيا ربي لك الحمد كل الحمد ... ولك الرضى كل الرضى.

وإلى أحبتي الذين كانوا يملؤون حياتي حبا .. أكتب إليهم الكلمات مكلومة باكية علها تصل إليهم .. وأرسل لهم الأهات حرى بفقدهم .. والأمنيات بلقائهم في ظل عرش الرحمن ..


الحزن أضناني بموت حبيـــــــــب وفلذات أكبادي .. هم الآن في حمى الرحمن 
آﻻم قلبي تدمي جروحاً تقرَّحـــت ..من آهات حــزن ودمــــوع تُذرفُ
حنيني إليكــــــم يامــن بروحـــي أفديكم ،وأهديكم تحيات أم تتألـم
أشتاق لبســــماتكم وضحكاتكــم وعذب حديثكم ومعسول كلامكـم

(زوجي )يامن ملكـــت قلبـــــي بل قلب كل من رآك بحســن خلق وكرم وإحســــــان
كلماتــــك تهز مسامعــــــــــــي … وتبهج روحاً ارتوت بنبع حنــــــانْ ..
يا كريمـــــاً صادقـــــاً ويا قلبـــــاً فاض بحب رب العرش واﻷكـوان
نبضاتك تروي نفوساً جُرحَــــــتْ .. يا من كنت نبعاً تُعطي بلا حسـبان
أدعو لك بعمق صــــدقٍ ومحبــة أن تنعم بجنة الرحمن وتحظى بحور حســــــــان

"ديمــة" يامن أدميـــــت أُمَّــــاً كم كانت تنسج لك الآمال العراض أثوابا تتسع لطموحك وأمنياتك
يطيب ذكراك في مجالس اﻷبرار والأحبة الذين تكاثروا حولك تكاثر النحل حول أطيب الأزهار.
يا خفيفة الروح ومالكة القلـــوب بعذب الحديث وصدق المحبة .. حتى أحبك جميع من التقاك
ما زلت تعيشين بيننا ونسمع همس حديثك ونطرب لعذب كلامك بلســان شعـــر تشنفي به اﻵذان

ويا "عبدالرحمن" يا بسمة روحي .. يا طلة البهاء والنقاء والصفاء
ملأتَ حياتك بالهمة والإيمـــــــــان ورضى الوالدين .. وعشت رغم صغر سنك رجلا يطلب المعالي
ترنـــو إلى الله بروح ٍ عاليـــــــــة ٍ شفافة ونفس شغوفه لحفظ كتاب الله فقد كانت الأمنية قبل أن تنالك يد المنايا وتأخذك بعيدا عنا … لكني أتمنى أن تكون قد قربتك لرضى الرحمن وطيب الجنـــــــانْ

ويهمس(أحمد) في أذني : أمــــاه .. أبتغــــــي رضـــــى الرحمــــــــنْ ﻷكون نبراس حق ومشعــل هــدى يضيء دربــــــاً تعلو به الأوطــــان.. ونحن في طريق العودة إلى الدوحة يعلو صوت أحمد غيرراض بخيار العودة قبل أن يرى بيت الله الحرام حيث ما زلت أذكر كلماته كبيرة " أنا لم أر الكعبة … أريد أن أراها" ، لكن الله أراد لك شيئا آخريا حبيبي  يا أحمد .. وما أراده الله خير.

أُهديكـــم سلاماً عاطــــراً طيبـــاً .. وأدعو الله ﻷلقاكم في جنَّةِ المَنَّانْ

ولا أنسى حبيبة قلبي وبلسم جروحي (ندى) التي تثلج القلوب بحديثهــــــا .. وكلماتها العذبة ، وشهد لســــانها ..
تقبلنــــــي في كل صباح قبلـــــة تمحـــــــو بها أسى أحــــــــزاني
شــــــــفاك اللــه يا ندى من كـــــل داء شفاء تاما كاملا .. وعافاكِ من ســـــائر اﻷسقـــــام

أرجو الجميع أن يدعو لموتى المسلمين بالمغفرة والرحمة .. ولندى ولكل المرضى بتمام العافية وكامل الشفاء.

 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. إيناس جاسر عبد حافظ عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد