مقالات

رحمانيّات ربانية للآمة المحمدية (7) إطلالة على تهذيب اللسان في الصلاة والسلام على سيّد الأنام صلّى الله عليه وسلّم

 

( رحمانيّات ربانية للآمة المحمدية )

( 7 )

إطلالة على تهذيب اللسان

في الصلاة والسلام على سيّد الأنام 
صلّى الله عليه وسلّم

 


الحمد لله رب العالمين أن جعلنا من أمّة سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ، ونسأله أن يتم علينا نعمة الهدى والإيمان والأمن والأمان وأن ينّور قلوبنا بالقرآن العظيم فيجعله شفاءً لما في صدورنا من شقاءٍ وهموم وما في الأجساد من عِلَل وأوجاع ، وأن يجعلنا من الشاكرين والمصلّين على حبيبنا ومعلّمنا سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم . وكل عام والجميع بألف خير بمناسبة السنتين الهجرية والميلادية . ومن الصدف أن تاريخ اليوم يصادف مناسبات عديدة ، فنسأل الله تعالى أن يمنحنا جميعاً القدرة والقوة على الصبر على الشدائد وما أصابنا من مصائب وابتلاءات ، والله تعالى لا يبتلي إلاّ من يحبهم لأنه جل شأنه يعلم أن عباده أولئك لهم القدرة على الصبر وليس غيرهم ، فأحبهم وقربهم إليه ، وجعل جزاؤهم عنده عظيماً . أسأل الله أن يعيد الأيام العام القادم وقد تحققت أماني الجميع وحفظهم من كل سوء ولم الشمل مع الأحبة والأهل .

إن من رحمات ونفحات الله سبحانه وتعالى للأمّة المسلمة الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم . وعند حديثنا عن موجبات وفضائل الصلاة والسلام على سيّد الخلق أجمعين سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم نعود إلى بعض من الخطاب القرآني ونمعن النظر فيه ، نجد الكثير منه ونلحظ خطاب الله سبحانه وتعالى لأنبيائه ورسله عليهم جميعاً الصلاة والسلام ، فيخاطبهم ويناديهم جميعاً بأسمائهم ولم يخاطب أحداً منهم بالرسالة أو النبوّة إلاّ سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى مخاطباً سيدنا آدم عليه السلام في سورة الأعراف آية(19):‘‘.. وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةُ..’’ ، ومخاطباً أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام في سورة هود آية (76):‘‘ يَا إبْرَاهِيمُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا ..’’ ومخاطباً سيدنا نوح عليه السلام في سورة هود آية(48):‘‘.. يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ..’’ . وهكذا خاطب الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء والرسل وناداهم بأسمائهم إلاّ رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فناداه بالرسالة أو النبوّة ، ولم نلحظ في القرآن الكريم خطاباً على شاكلة:( يا محمد..) إنّما خاطبه الله جلَّ شأنه بقوله تعالى:‘‘ يا أيها النبي ’’، و‘‘ يا أيها الرسول ’’ ، كقوله تعالى في سورة المائدة آية(67):‘‘ يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِكَ..’’ ، وفي سورة الأنفال آية (64):‘‘ يا أيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَن اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ ’’ ، وهكذا في كل الخطاب القرآني الموّجه لسيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم لمكانته عند الله تعالى تعظيماً وتكريماً لشأنه ومقامه الشريف وتعليماً وإعلاماً لأمته وغيرهم عن مكانته العلّية صلّى الله عليه وسلّم .

وقد ذكر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم باسمه ( محمّد ) صلّى الله عليه وسلّم في أربع مواضع في القرآن الكريم اقتضت الحكمة أن يُذْكر فيها باسمه (محمّد) صلّى الله عليه وسلّم ولم يكن الخطاب القرآني موجهاً إليه :

الأول : قول الله تعالى:‘‘ وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَد خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُل ’’ (آل عمران آية 144). وذلك أن الشيطان صاح يوم أُحُد : قُتِلَ محمد ، وما كان ذاك صحيحاً ، فأنزل الله تعالى تلك الآية الكريمة ، لأن الله تعالى لو قال : وما رسولي ، لقال الأعداء ليس هو محمد ، فذكره الله تعالى باسمه لأنهم كانوا ينكرون اسمه محمداً لورود ذلك في التوراة . الثاني : قول الله تعالى عزَّ وجلَّ: ‘‘ مَّا كَانَ مُحَّمَدٌ أبَا أحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِينَ..’’(الأحزاب آية 40). الثالث: قول الله تعالى:‘‘ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَّمَدٌّ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَّبِهِم ’’( سورة محمد آية 2 ) فلو قال الله تعالى : وآمنوا بما نزّل على رسولي لقال الأعداء: ليس هو ، فعرّفه باسمه محمّد صلّى الله عليه وسلّم . الرابع : قوله تعالى : ‘‘ مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ..’’ (الفتح آية 29) والحكمة في ذكره هنا باسمه أنّه سبحانه وتعالى قال قبلها:‘‘ هُوَ الَّذِي أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدَاً ’’ ، فكان بعض الأعداء يقول: من هو رسوله الذي أرسله ، فعرّفه باسمه في الآية التالية فقال تعالى: ‘‘ مُحَمَّدٌ رسول الله..’’ .

وقد سماه الله تعالى باسمه ( أحمد ) في موضع واحد ، ولله تعالى حكمةٌ في ذلك ، وهي أن الله تعالى لما أرسل سيّدنا عيسى عليه السلام لقومه من بني إسرائيل بشّر برسول الله صلّى الله عليه وسلّم :‘‘ وَإذْ قَالَ عِيسَى بنُ مَرْيَمُ يَا بَنِي إسْرَائِيلُ إنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقَاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمًبَشِّرَاً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أحْمَدُ فَلَّمَا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُواْ هّذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ’’ (سورة الصف آية 6 ) لأن بني إسرائيل كانوا يعرفونه في التوراة أحمداً .

من هذا نجد أن الخطاب القرآني يؤكد المقام الشريف والمكانة العليّة والرفيعة عند الله سبحانه وتعالى لسيّدنا محمدّ صلّى الله عليه وسلّم ، فما ناداه في القرآن الكريم إلاّ بالنبوة والرسالة ، ولمّا ذكره باسمه محمداً أو أحمداً صلّى الله عليه وسلّم ، لم يكن خطاباً موجه إليه ، إنّما ذكر ذلك إعلاماً به وتعريفاً له .

والله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين في سورة الأحزاب آية(56) أن يصلَّوا على سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم وبخصوصية خاصة انفرد بها سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم دون الأنبياء جميعهم ، فقال تعالى:‘‘ إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتِهِ يُصَلَّونَ عَلَى النَبِيِّ يَأَيُهَا الذَّيِنَ آمَنُوا صَلُّوُا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً ’’ ، فالله تعالى بدأ بذاته جلَّ شأنه بالصلاة عليه وَثنّى بملائكته المقربين بقوله جلَّ شأنه ( وملائكته ) ولم يقل عزَّ وجلَّ ( والملائكة ) ، ثم أمر المؤمنين بأن يصلّوا ويسلّمواْ عليه ( تسليماً ) أي كثيراً كثيرا ، اللهمَّ صلّي وسلّم علي سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن يحبّه في الأولين والآخرين . فالصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرٌ إلهيُّ من الله تعالى إلى المؤمنين - وليس خِياراً لهم - بقوله تعالى: ‘‘.. صلّواْ عَلَيْه وسَلِّمُواْ تَسْلِيمَاً (56)’’ . والله تعالى جمع في هذه الآية الكريمة الفعل - وهو هنا الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم - مع ملائكته المقربين ، وهو الفعل الوحيد في القرآن الكريم الذي أشرك الله تعالى معه أحداً في فعله غير ذاته سبحانه وتعالى ، تعظيماً لمقام سيدنا محمّد الشريف صلّى الله عليه وسلّم وتعظيماً لفضله على سائر الخلق أجمعين .

وكلنا يعلم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مات وهو يقول:‘‘ أمتي أمتي ’’ ، متوسلاً إلى الله تعالى أن لا يسوئه في أمته ، ويسأله ألاّ يعذبهم وأن يجعلهم جميعاً من أهل الجنة ، من أجل هذا فإن أقل شيء عرفاناً لرسول الله هو أن نصلّي ونسلّم عليه صلَى الله عليه وسلّم كلما ذُكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون لننال يوم القيامة شفاعته ورحمة الله تعالى .

ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحسَنَ إلينا بأعلى درجات الإحسان والعطاء والتضحية ، ودلّنا على الطريق السويّ ، طريق الإسلام والإيمان والهدى ، وشهادة أن ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) . لذلك فإن لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم المكانة الرفيعة والعالية في نفوس وقلوب وعيون المسلمين أفلا نكافئه بالصلاة والسلام عليه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى ؟ صلّى الله عليه وسلّم . من أجل هذا على كل مسلم ومؤمن عند ذكره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فلا يناديه باسمه المجرد وأن يصلّي عليه كلّما ذُكِر ، صلّى الله عليه وسلّم .

والصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هي رحمةً من الله تعالى بالمؤمنين والمسلمين وتطهيراً وتنويراً لقلوبهم من النفاق ، وكسباً للثواب والحسنات ومغفرة للخطايا والسيّئات ورفعاً للدرجات ، وتوسعةً عليهم وبسط الرزق ، وتفريجاً لكروبهم وزيادة فرحهم وإزالة همومهم وشرحاً لصدورهم وتيسيراً لأمورهم في الدنيا والآخرة ، ووقاية لأنفسهم من مصارع السوء وشرور المصائب . وكيف لا يكون ذلك وقد صلّى الله عزَّ وجلّ عليه ، وصلّت ملائكة الله تعالى المقرّبين عليه قبل أن يصلّي عليه عباد الله ، فمن صلّى عليه من الناس ، عليه الصلاة والسلام ، فإن الله تعالى سيُصلِّي عليه أي سيرحمه ، وهذه منَّةٌ وفضل وهديّة من الله سبحانه وتعالى للمسلمين والمؤمنين لمن صلّى منهم على رسوله الكريم ، صلّى الله عليه وسلّم . إذن فإن ثمار ومردود الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سيكون حصاده لنا _ في الدنيا والآخرة _ وإن كانت هي في الأصل دعاء لمقامه الشريف .

أما معني الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهو:(( اللهمَّ أعطِ محمداً صلّى الله عليه وسلّم ما أعطيته من الشــرف والكرامـة والمـكانة التي وعـدته إيّاهــا )) .

وجميعنا يدرك أن صلاتنا على النبي صلّى الله عليه وسلّم ليست شفاعةً عند الله تعالى لهُ منّا ، فإن مثلنا لا يشفع ولا يدعو لمثله ، ومثلنا لا يسأل الله تعالى شيئاً لمثله . ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالمكافأة لمن أحسن وأنعم إلينا ، فإن عجزنا عن مكافأته ، كافأناه بالدعاء له . ولمّا علم الله تعالى عن عجزنا عن مكافأة نبيّنا صلّى الله عليه وسـلّم - ونحن عاجزون أبداً - فأرشدنا الله سبحانه وتعالى ودلّنا إلى الصلاة والسلام عليه ، صلّى الله عليه وسـلّم لتكون صلاتنا عليه مكافأة لإحسانه إلينا وأفضاله علينا ، وهي في الحقيقة رحمةً وسعادةً ومغفرةً لنا .

والصلاة من الله تعالى على العبد هي رحمةً ومغفرةً له ، ويقول بعض الفقهاء إن معنى الصلاة على سيّد المرسلين سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم هي تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار شريعته ، وفي الآخرة بتشفّعه في أمته .

من أجل هذا نجد المؤمن دائماً وأبداً حامداً لله تعالى على أكبر وأعظم النعم عليه أن جعله من أمه محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم ، فنصلّى عليه صلّى الله عليه وسلّم ، لننال في الآخرة شفاعته ، ومن شفع له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإن الله تعالى سيرحمه ، أما في الدنيا فإن الله تعالى يتفضّل عليه ببركات الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .

وإضافةً إلى الأمر الربّاني بالصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وفي فضائلها ووجوبها وحثِّ المسلمين والمؤمنين على الصلاة والسلام عليه صلّى الله عليه وسلّم ، فقد وردت الأحاديث النبوية الكثيرةٌ جداً والتي يصعب حصرها في هذا المقام ، منها قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:‘‘ من نسيَّ الصلاة عليَّ فقد أخطأ طريق الجنة ’’. وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام:‘‘ يؤمر بقوم إلى الجنة فيخطئون الطريق ، قالوا : يا رسول الله ولم ذاك ؟ قال سمعوا اسمي ولم يصلّوا عليَّ ’’ . ومن الجفاء والبخل من ذُكِر عنده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يصلّي عليه . جاء في الحديث الشريف عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ‘‘ أربع من الجفاء : أن يبول الرجل وهو قام وأن يمسح جبهته قبل أن يفرغ من الصلاة وأن يسمع النداء فلا يشهد مثل ما يشهد المؤذن ، وأن أُذْكَرُ عنده فلا يصلي عليَّ ’’ . وقال صلّى الله عليه وسلّم: ‘‘ البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ ’’ . ورُوِيَّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ‘‘ زيّنوا مجالسكم بالصلاة عليَّ فإن صلاتكم عليَّ نورٌ لكم يوم القيامة ’’ . وقال عليه الصلاة والسلام: ‘‘ ما اجتمع قومٌ في مجلس ولم يُصلَّى عليه فيه إلاّ تفرقوا كقومٍ تفرقوا عن ميّتٍ ولم يُغَسّلوه ’’ .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ‘‘ رَغِمَ أنف رجلٍ ذُكِرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ ’’ ، ورَغِمَ : أي ذُلَّ ودُسَّ أنفه في التراب.

ولنعلم أن دعاء المسلم محجوبٌ إذا لم يُقْرِنْهُ بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فمن دعا الله تعالى ولم يصلّي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنّه لم يدعوا الله . وفي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ‘‘ الدعاء والصلاة معلقّان بين السماء والأرضِ ولا يصعد إلى الله منها شيء حتى يُصلّى على النبي عليه الصلاة والسلام ’’ .

والمسلم والمؤمن يدرك أنه توجب الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلما جرى ذكره ، وإن ذُكِر في المجلس الواحد ألف مرّةٍ ، والعاقل من يُكثِر من الصلاة والسلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم في الليل والنهار وخاصةً في يوم الجمعة وليلتها . فقد جاء في الحديث الشريف عن بن هشام قال : [ بلغنا أن رسول لله صلّى الله عليه وسلّم قال : ‘‘ أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الزهـراء واليوم الأزهـر فإنهما يؤديان عنكم ، وان الأرض لا تأكل أجسـاد الأنبياء ، وما من مسـلم يُصلّي عليَّ إلاّ حملها مَلَكٌ حتى يؤديها إليَّ ويسـميه حتى أنه يقول إنَّ فلاناً يقول كذا وكذا ’’ ] . وعن أبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:‘‘ إنَّ الله تعالى خلق ملكاً أعطاه سمع الخلائق كلها وهو قائم على قبري إلى يوم القيامة فما من أحدٍ من أمتي يصلي عليَّ صلاةً إلا سمّاه باسـمه واسم أبيه ، وقال : يا محمد إنَّ فلان بن فلان صلّى عليك ، فقالوا : يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى : ‘‘ إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتِهِ يُصَلَّونَ عَلَى النَّبِي ’’ فقال عليه الصلاة والسلام : ‘‘ هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم’’ .

نسأل الله تعال أن يقبل صلاتنا وتسليمنا على مقامه الشريف بالصيغة التي يلهمنا الله تعالى بها وأن تصل صلاتنا وسلامنا إليه صلّى الله عليه وسلّم ، لنفوز بردّه الشريف علينا ، لتجلل أنواره البهيّة دروبنا ، اللهمَّ آمين . ونسأل الله تعالى أن يرحم موتى المسلمين والمؤمنين وأن يصلّي عليهم ويجعلهم في عليين في أعلى جنان النعيم وأن يصلّي عليهم بفضل بركات الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . اللهمَّ ببركات الصلاة والسلام على حبيبك وحبيبنا سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم هوّن علينا سكرات الموت ونسألك يا الله بصلاتنا وسلامنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أفضل الجزاء والثواب لموتى المسلمين والمؤمنين . اللهمّ صلي وسلّم على سيد المرسلين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلاة دائمة بدوام الله العظيم ، وصلّى اللهم وسلّم عليه كلّما ذكره الذاكرون وغفِل عن ذكره الغافلون ، اللهمَّ اجعلنا من خالص أمته واحشـرنا في زمرته وأمِتْنَا على محبته ، ولا تخالف بنا عن ملّته ، ولا عمّا جاء به من الرحمة برحمتك يا أرحم الراحمين يا ربَّ العالمين ، اللهمَّ آمين . وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. المنتصر بالله حلمي أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد