مقالات

الطريق إلى السعادة الزوجية

لزوجة المثالية أكثر مما ينبغي، تشعر دائماً بالمسؤولية عن كل شيء في عش الزوجية، فتجدها تحرص على تصحيح أخطاء الآخرين لاعتقادها أنها يجب أن تفعل ذلك حتى تكون زوجة مثالية!!
إن هذا خطأ كبير تقع فيه الزوجة لأنه يجب ألا يكون الزوج مثالياً، وأن يكون أفراد أسرته مثاليين أكثر من الحد الطبيعي للمثالية، لكن علينا أن نحبهم ونحترمهم ونقدرهم ونراعي ظروفهم ونعذرهم.
تذكر السيدة أميرة سامي أن كثيراً من الزوجات ينظرن إلى العلاقة الزوجية بمثالية شبه خيالية، فيعتقد بعضهن أن الزوجين يجب ألا يتخاصما، وأن الزوج يجب أن يكون رومانسياً دائماً، وأنه لا وجود للمشاكل والعتاب في المنزل.. على عكس ذلك، فإنني أرى أن المثالية الزائدة والأوهام والأحلام التي تعشش في ذهن الزوجة هي الطريق إلى المشاكل والخلافات.. على الزوجة أن تعي أن الزوج بشر وليس ملاكاً، وعليها أن تدرك حقيقة الزواج الذي هو جزء من هذه الحياة.. هناك أفراح وهناك أتراح.. هناك غضب وهناك رضا.. هناك مشكلات وهناك حلول لها.. وهناك واقعية ينبغي أن نقتنع بها جميعاً.

الزوجة المثالية أكثر مما ينبغي، زوجة تقود عشها الزوجي إلى الفشل.. إن الزوجة الواقعية امرأة ناجحة تفهم طبيعة الحياة المليئة بالإيجابيات والسلبيات.. إن الزوجة الناجحة هي التي ينبض قلبها بالأمل والتفاؤل والثقة والصبر والعطاء.
يحكى أن زوجة مثالية جداً خشيت انهيار عشها الزوجي حيث كادت مثاليتها الزائدة عن الحد أن تنفر زوجها منها، وعندما اقتنعت بواقعية حياتها الزوجية كتبت في مذكراتها: «لقد سارت بعض الأمور وفق ما خططت لها.. بعضها تم وبعضها تعثر.. زوجي يحبني ولكن ظروف الحياة وعمله المرهق وطبيعته الخاصة حالت دون تلبية ما أريد.. لا بأس أن أغضب وأتضايق وأتضجر، لأن كثيراً من الناس المتميزين ينتابهم الغضب أحياناً».

الزوجة المثالية أكثر مما ينبغي، قلقة خائفة.. في قلبها كبت وهلع وضعف.. ما أن تصادف أقل عثرة أو نكسة حتى تشك في نفسها، وتخشى الفشل.. إذا غضب زوجها حزنت وأصابها الاكتئاب، وإذا عبس في وجهها أغلقت على نفسها الغرفة، وإذا صمت وجلس وحيداً ظنت أنه سيهجرها، وإذا ابتعد عنها لفترة وجيزة اتهمته بالفشل الرومانسي!!

الزوجة المثالية الخيالية.. زوجة فاشلة بامتياز لأنها كثيرة الضجر والشكوى والعتاب.. لأنها ضعيفة الشخصية.. لأنها قلقة وخائفة، ومتوترة وغاضبة، ويائسة ومتشائمة.
الزوجة المثالية أكثر مما ينبغي، تسأل زوجها دائماً عم يفكر فيه، وإذا أجاب علَّقت على إجاباته بسخف وغباء وحدة.. ولكن بعد سنوات سوف يقول لها زوجها: «لا أفكر في شيء» فتفقد الزوجة بذلك عناصر الحب والمودة والحوار الإيجابي والرومانسية والطمأنينة واحترام الذات.

أسامة جاسر الأغا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذ أسامة جاسر عبد حافظ عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد