مقالات

العنكبوت الإسرائيلي

بسم الله الرحمن الرحيم

العنكبوت الإسرائيلي : والموت البطيء للفلسطينيين

مقدمة:
الجدار الفاصل الجدار الذي أعاد تشكيل جغرافية النفوس والأمكنة وأصبحت الطبيعة حائرة أمام همجية القهر غاضبة من ظلم الإنسان للإنسان وعلي أوتار الأمن وحماية الإسرائيليين غني جيش الاحتلال وقياداته علي رأسهم الإرهابي ارئيل شارون بأغنية لا يسمعها ويتألم من أشجانها إلا الفلسطينيين أنفسهم بعنوان الجدار القاتل .
سياسيا :
الجدار العنصري الذي عجزت كل المواثيق والأعراف الدولية من منع هذا العنكبوت الذي يتشعب و يلتف كالا فعي علي قلب ضفتنا الغربية ويأكل مساحات وأملاك شاسعة من أراضي المواطنين المتفق عليها من قبل جانبنا الفلسطيني والطرف الإسرائيلي بأنها ملك أصلا للفلسطينيين علما أن جميع الاتفاقات والمعاهدات بيننا وبين الإسرائيليين لم تنصص في أي بند من بنودها علي إقامة جدار فاصل بين الشعبين وأخرها خطة خارطة الطريق متخذا سياسة فرض الأمر الواقع .
فبالرغم من كل القرارات الدولية والشجب والاستنكار الدوليين، وآخرها الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحويل الموضوع إلى محكمة لاهاي .تواصل إسرائيل تنفيذ بناء جدارها الأمني حسب المنظور الإسرائيلي دون أن تأخذ في الحسبان رأيا لأحد، وتتحدى سلطة محكمة .
ومهما أطلقت الدولة العبرية عليه من أسماء سواء أمني، أو مانع للإرهاب وحدود وغيرها، لا يعدو سوي انه جدار عنصري، أقيم في وقت سقطت فيه كل الجدران في العالم والمخاطر الناجمة عن هذا العنكبوت إن صح التعبير تكاد لاتحصي فمنها الجوانب الإنسانية (التعليم والصحة)، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، إضافة إلى السياسية. ولو جرى ذلك في آية دولة غير إسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. فمصادرة الأراضي الفلسطينية وتجريف ما عليها من أشجار ومزارع وأبار المياه العذبة ومساكن المواطنين وتهجيرهم من مساكنهم ماهو إلا خلق واقع فلسطيني جديد وبيئة فلسطينية من الصنع الإسرائيلي المحض أي بيئة يصعب العيش فيها .
مواصفات الجدار
ومع انتهاء المرحلة الأخيرة من الجدار الذي يبلغ طوله الإجمالي 730كم علي طول الخط الأخضر بارتفاع يقدر 8 أمتار وعرض يتراوح بين 30 إلي 100 متر سيكون الإسرائيليون قطعوا المقطع وجزء المجزأ حيث تصبح الضفة عبارة عن ثلاثة كانتونات منفصلة الأول في الشمال وتضم نابلس وجنين وطولكم وقلقيلية، وتتصل مع رام الله بمعبر قرب مفرق زعترة، وتبلغ مساحته 1930كم2والثاني في الجنوب ويضم كل من محافظتي الخليل وبيت لحم ومساحته تصل الي 710كم وثالث في مدينة أريحا شرقا ومساحته تل إلي 60كم2بذلك يكون مجموع مساحات الكانتونات الثلاثة 2700كم2 أي 10% من مساحة فلسطين التاريخية، التي تساوي 42% من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 .
كل هذه الخسائر الفلسطينية لم تكفي الاسرائيلين وأتباعهم بل مازالوا ا يقررون بالتحكم في أرضنا الفلسطينية وكان يهود المرت فعلا حنجرة شارون التي يتكلم منها وتكملة المشروع الشاروني لحل نهائي أحادي الجانب الذي يريد به الإسرائيليون بإبقاء 6 مستوطنات كبري داخل أراضي الضفة غرار عن الجدار العنصري .
:
أضراره علي السكان :
-لمواطنون كانوا هم الخاسر الأول من هذا الجدار لأنه انتزع جزء من تاريخهم الذي أدى بناء هذا الجزء من الجدار إلى تضرر مائتين وعشرة آلاف مواطن فلسطيني، وفقد حوالي ثلاثين ألف مزارع وسائل عيشهم كون أراضيهم تقع في الجانب الآخر من الجدار ولأن الجدار يقع في بيئة زراعية، ولأن إسرائيل تمنع الفلاحين من الوصول إلى حقولهم وآبارهم، فإن ذلك سيؤدي على المدى البعيد إلى تعديم البنية الاقتصادية، ويقطع علاقة الفلاح بالأرض.ومن خلال هذا الواقع المفروض سيقود الجدار إلى تنفيذ عملية ترحيل الفلسطينيين (الترانسفير)، ليس بالإجبار الفوري، بل ضمن مسار تدريجي يهدد بحرمان المجتمع الفلسطيني من موارده البشرية، ويهدد بحرمان المجتمع الفلسطيني أيضا من أمله في الاستقلال. وإضافة إلى الجدار المتصل، تبني إسرائيل جدراناً حول بعض المدن الفلسطينية وتحولها بالفعل إلى معازل مغلقة، وقد تم حتى الآن تحويل مدينة قلقيلية إلى معزل يضم داخله 40 ألف نسمة، بعد أن أحيطت المدينة بأسلاك شائكة ومنعت سكانها من العبور إلا من باب واحد،وحولت إسرائيل مدينة طولكم إلى معزل آخر يضم داخله 47 ألف نسمة.ويمتد مشروع الجدار إلى غور الأردن، حيث ستبني إسرائيل جدراناً حول الأراضي والمستوطنات التي تريد السيطرة عليها حتى ضمن الحل الدائم، إذا بقي هناك مجال لتفاوض حول حل دائم.
الجوانب الصحية
وعندما بدأت الحكومة الإسرائيلية بالعمل في بناء الجدار لم يقف الأمر عند سلب الأراضي ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم ولكن الجدار اثر على الحياة بكل نواحيها حتى النواحي الصحية فقد اثر بناء الجدار عليها بشكل لافت وكشفت دراسة أصدرها معهد الإعلام والسياسات الصحية الفلسطينية أن 20 % من وفيات الأطفال الفلسطينيين توفوا بسبب الجدار الفاصل والحواجز المنتشرة في أنحاء الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والتي يزيد عددها عن 500 حاجز.
وقال د. أحمد مسلماني مدير لجان العمل الصحي أن الوضع الصحي والتغذوي مأساوي وينذر بالخطر قبل إقامة الجدار العازل، حيث أن 4.63% من الأسر يجدون صعوبة في الحصول على المواد الغذائية اللازمة لأسباب منها أن : 40% بسبب منع التجوال، 57% بسبب فقدان مصدر الدخل الرئيسي (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني)، وانتشار فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب بلغت 33% وولادة أطفال أوزانهم أقل من 2،5 كجم حوالي 10%، كما وتشير الدراسات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية ومركز الإحصاء ومؤسسة لجان العمل الصحي بأنه يوجد في هذه المنطقة حوالي 97 عيادة ومركز طبي، وأعداد المرضى المترددين، والذين بحاجة إلى رعاية حوالي 50% سنوياً من عدد السكان، والمراجعين لأمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب والكلى والأمراض السرطانية وغيرها يشكلون حوالي 23346 مريضاً، والمعاقين حوالي 11 ألف، وأغلبهم يحتاجون إلى خدمات طبية تشخيصية ومتخصصة في مدن الضفة الفلسطينية وغزة، وحرمانهم من المتابعة والرعاية ينذر بمضاعفات خطرة تصل حد الوفاة، وخاصة للأطفال وكبار السن، كمرض التشوهات الخلقية والتلاسيميا، والذين يحتاجون إلى رعاية طبية دقيقة.
وتشير الأرقام إلى أن حوالي 170 ألف طالب وطالبة في 320 مدرسة سيكونون خارج الجدار العازل، عدا عن أكثر من نصفهم يرتاد مدارس داخل الجدار، وخاصة في المراحل الأساسية العليا، بالإضافة إلى الكليات والجامعات، وحرمان الطلبة من تلقي خدمات الرعاية الصحية المدرسية.
حيث يشكل ذلك ضربة حقيقية للبرامج النوعية في وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية الصحية، بالإضافة إلى برامج الصحة الإنجابية للمرأة الفلسطينية، وخاصة رعاية الحوامل وبعد الحمل حيث تشير التقارير إلى حاجة ما يزيد على2500 امرأة حامل لديها مضاعفات أو مصنفة ضمن الحمل الخطر وإلى مضاعفات تصل حد الوفاة للجنين والأم، وتحتاج إلى عناية ورعاية في المراكز الطبية المتخصصة في المدن والمخاطر الصحية التي نتجت عن هذا الجدار والكوارث البيئية تكاد لاتحصي حيث تتزايد يوما بعد يوم كلما سار هذا الجدار في أراضي المواطنين ولا يجد من يرفع له إشارة قف
نظرة تحليلية :
فالمخطط الجهنمي بالمنظور الإسرائيلي الذي يتهدد مستقبل الدولة الفلسطينية المنتظرة يندرج ضمن المخططات وسياسة تضييق الخناق علي الفلسطينيين والالتفاف على أخر ما تبقى من أراضيهم،
فالقضية ليست مجرد بناء وشق شارع عسكري وجدار فاصل فالخطر يندرج في إعادة رسم الحدود في ظل غياب برنامج سياسي وتكثيف الاستيطان اليهودي والعسكري في المثلث ووادي عاره ضمن خطة النجوم السبع التي وضعها ارئيل شارون والذي يعتبر السكان الفلسطينيين خطر ديموغرافي يتهدد أمن الدولة اليهودية، فالجدار الفاصل ما هو إلا خطوة أخرى لابتلاع الأرض والإنسان الفلسطيني لتحويله للاجئ فوق لاجئ في وطنه.
فما هو الموقف إذا استيقظت يوما تجد من تحبهم في دولة وأنت في دولة أخري لا بل تجد أرضك وممتلكاتك في دولة أخري فالعنكبوت الفاصل يحطم نفوس البشر ويحرم البيت من ساكنيه والأرض من حارثها والشجرة من راويها , غارسا خنجره في قلب التاريخ وذاكرة الحضارة
كما يعزل الجدار الناس عن الناس ويقطع جذور الأرض ويحول التواصل إلي مغامرة والوصول إلي المستشفي حلم ينهك صاحبه بمجرد إدراكه انه حقيقة فيجبر الجدار القرى والمدن علي الاكتفاء بنفسها وقطع شرايين التواصل بمنعها من التنفس وتبادل العرائس
والجار الذي كنت تشرب معه القهوة كل صباح عليك اليوم أن تراسله عبر الانترنت طبعا إذا كان الهاتف يعمل ولام يقطعه الجدار لان الجدار لايعترف بعادات الصباح والمشاعر العابرة.
كيفية هدم جدار شارون العنصري سؤلا لازال يطرح نفسه علي الساحة السياسية فهل يمكن لعملية سياسة أو اتفاق دولي مع الإسرائيليين هدم جدار النيو نا زية في قلب الشرق الأوسط .
إعداد : معتز أمين الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد