مقالات

شجرة الجميز في فلسطين- محمد سالم

بقلم : محمد سالم علي الأغا *


تُعرف شجرة الجميز في فلسطين، بأنها دائمة الخُضرة، وتتميز أخشابها بالقوة وخاصة عند غمسها في الماء، ويقول أصحاب الخبرة، أن شجرة الجميز تبدأ بالعطاء بعد حوالي خمس سنوات من زراعتها، ويضيف أحد أبناء العم أن جيرانهم، قد سيجوا أرضاً لهم بعيدان الجميز، ليحافظوا عليها، فإذا بها تُنبت شجرات جميز ظاهرة للعيان بالقرب من شارع الشهيد المؤيد بحكم الله خليل الأغا ( العبارة ) بخان يونس، ويضيف أن أوراق شجر الجميز بيضاوية الشكل خشنة الملمس، وأن ثمار الجميز تشبه ثمار التين إلا أنها خالية من البذور، و مذاق طعمها حلو، ولونها أبيض مُصفر يميل إلي الاحمرار، و عند قطع الورق أو السيقان الطرية يُفرز سائل لبني غزير، ويعود الموطن الأصلي لأشجار الجميز الي بلاد النوبة ( جنوب مصر)، وأن أشجارها نُقلت الي فلسطين وبلاد الشام منذ آلاف السنين، ويمكن مشاهدة أشجارها الضخمة علي امتداد سوافي الرمال والأراضي الطينية، حيث كان أجدادنا يزرعونها كمصدات للرياح ولمنع زحف الرمال ألي آراضيهم الطينية .

ويعرف الجميز بقطاع غزة بأصناف ثلاثة ( غُزي، وبوطي ، والبلمي أشهرها )، وتثمر أشجار الجميز سبع مرات في العام بكميات وفيرة، وكان أجدادنا يجففون ثمارها، ويجمعون أوراقها الجافة كغذاء كامل لمواشيهم وأغنامهم، وقد تبين للباحثين أن ثمار الجميز غنية بكافة العناصر الغذائية، التي تساعد علي تقوية الجهاز المناعي للإنسان، ولها قدرة عالية علي معالجة فقدان الشهية، والتئام الجروح، وقد قال لي أحد الأخوة المُعالجين بالأعشاب : أن لبن الجميز مفيد جداً لعلاج الأمراض الجلدية، ومنها مرض الصدفية كدهان موضعي ، وأضاف لا تستغربوا فإن لبن الجميز يحتوي علي كثير من المضادات الحيوية القادرة علي إبادة الجراثيم، ويحتوي علي مواد أخري تساعد علي التئام الجروح، ومطهرات للنزلات المعوية ، وأن أكل ثمار الجميز الطازجة يعتبر علاجاً للنزلات المعوية وإنتفاخات البطن وملين للمعدة، ويضيف أن شرائح ثمار الجميز الناضجة مفيد جداً لعلاج مرض الصدفية والقوبا ، وتطهير الجروح والالتهابات .

وإشارة لا بد منها أن الجيش الإسرائيلي عند احتلاله للأراضي الفلسطينية، اخذ بتجريف وقلع آلاف الأشجار المُعمرة من أشجار الزيتون والجميز التي تشهد علي فلسطينية وعروبة أرضنا الطيبة، كما يؤكد لنا المؤرخ عارف العارف رحمه الله في كتابه ( غزة والمسيح عام 1943) أن العائلة المقدسة وسيدنا المسيح عليه وعلي رسولنا الكريم محمد، أفضل صلاة وأتم التسليم، قد استظلت أثناء رحلتها الي مصر بثلاث شجرات جميز إحداها في مدينة أريحا بجوار الكنيسة الروسية، ويُقدر عمرها بأكثر من ألفي عام ، وما تزال موجودة حتي الآن، وأن ذكر هذه الشجرة المباركة قد ورد في الإصحاحين الثامن والتاسع عشر من أنجيل لوقا .
 

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد