في ذمة الله

مصاب أليم وثواب عظيم- حسام عثمان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُون"

 

                                    صدق الله العظيم

 

الأخ العزيز الصابر أبو ماهر.. والأخ الكريم يوسف

 

جميعنا يعلم علم اليقين بأن ما أصابكم لم يكن بالشيء الهين أو البسيط، لكنه قدر الله الذي لا راد له، وأنتم وإيانا نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره إيماناً تاماً لا نقصان فيه.. فأهلاً بما أراد الله لنا ولأحبائنا.. فالأنبياء هم الأشد ابتلاءً ثم الأمثل فالأمثل.. والله نسأل بأن تكونوا ممن رضي الله عنهم وجزاهم وأثابهم خير الجزاء وأجزل لهم العطاء في الدنيا والآخرة..  فعجباً لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير فإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن أو كما قال عليه الصلاة والسلام ونحسبكم أن تكونوا منهم ولا نزكي على الله أحداً " أي من الشاكرين الصابرين" ..

 

مصاب جلل عظيم.. بكت القلوب من هوله قبل أن تدمع العيون.. تبعثرت التعابير وتاهت.. عجز القلم أن يعكس ما في جوفي ووجداني فكيف بكم انتم؟  لكنّ الله يعلم بأنكم  ستصبرون وتشكرون، فالأطفال أحباب الله وهم زينة الحياة الدنيا، وكل أب وأم  إذا ما أصيب صغيرهما بحمّى بسيطة فإنهما لم يناما تلك الليلة ويظلا من حول الصغير وكأن حالة طارئة هزت كيان الأب والأم وزلزلت أركان البيت بمن فيه، إذا أحب الله عبداً ابتلاه لم يكن من السهل أبداً على الإنسان بأن يواري الثرى أحبابه كالأب والأم والأخ والحبيب والصديق.. فالأصعب من ذلك بكثير أن يواري الأب ولده فلذة كبده الثرى ويشاهد من يهيل عليه التراب إن لم يشارك بيده.. لذلك كان لا بد من الصبر والحمد والشكر والاسترجاع لله عز وجل ومن يفعل ذلك فإن بيت الحمد في انتظار أبيه وأمه والله نسأل بأن تكونوا أبناء العم من سكان جنة النعيم لصبركم وثباتكم على مصابكم الجلل ونسأل الله أن يربط على قلوبكم جميعاً.

 

وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم معزياً الحاجة الوالدة الفاضلة "أم سامي" أطال الله في عمرها وجعلها لأبنائها وأبناء أبنائها معين الصبر والشكر الذي لا ينضب.

وإلى الأخوين المكلومين أبو القاسم "يوسف" وأبو ماهر "أيمن": إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراق ماهر ومحمد لمحزونون.

ومن الأختين الثكلاوين أم ماهر وأم القاسم أوصيكما بالصبر والثبات.. لله دركما وأنتما في النعيم المقيم وأرواح نجليكما تحلق وهي في حواصل طير خضر فأنتم بذلك إلى الله أقرب ونوصيكم الدعاء للعبد الفقير ولعامة المسلمين.

إلى الأخوة سامي ومحمد وناجي عزاؤنا أننا في دار الفناء وكل من عليها فان وأننا إلى دار النعيم سائرون إن شاء الله

وإلى الأخوات "أم علي" و"أم ضياء" و"أم مهدي" و"أم عدنان" نقول لله ما أخذ ولله ما أعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

بقلب يعتصره الألم نعزي أنفسنا ونعزيكم آل الأغا عموماً وآل حمدان خصوصاً وآل القاسم على وجه التحديد.. فاللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.. ونسأل الله الشفاء التام والدائم والعاجل لأحباب الله:

 

التلميذ قاسم يوسف قاسم

وشقيقه التلميذ عبد الرحمن يوسف قاسم

ولابن عمهما أحمد أيمن قاسم

 

وأخيراً ليس لي إلا أن أقول عظم الله أجركم وأجرنا جميعاً فيما ألمّ بنا.

 

 

   أخوكم

حسام عثمان

23/12/2010

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. حسام عثمان محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد