مقالات

رسالة إلى مصر بعنوانها الجديد- د. يحيى زكريا الأغا- الدوحة

رسالة إلى مصر بعنوانها الجديد
 

د/ يحيى زكريا الأغا
فلسطيني من قطاع غزة
لم أتخيل في لحظة ما أن ثورة شعبية يمكن أن تغير وجه العالم العربي كافة، فما حدث في مصر، سيتبعه تغيرات دراماتيكية في السياسة العربية بشكل خاص تجاه العالم، والعكس كذلك، لماذا؟ فمصر في تقديري منذ أن عرفناها كانت رائدة العالم العربي، باعتراف معظم القادة العرب على مرّ التاريخ، وبشهادة العالم أجمع، فقد عرفت مصر جمال وكيف كانت، ومصر السادات وانتصار اكتوبر المجيد، ومصر مبارك، واليوم لا أعرف وجهاً لمصر سوى شباب الثورة المصرية الذي آمل أن يسير بخطى ثابة ويُعيد لمصر وجهها المشرق الذي تتمناه الأمة العربية، ولكن المستقبل مازال مجهولاً لا أحد يستطيع معرفة المستورفيه ، نأمل أن يكون خيراً.

أقول عن نفسي : منذ فجر الثورة التونسية، للمصرية فالليبية بدأت أتلعثم في السياسة، لأنها غبية، ولا يمكن لأحد أن يتناولها بمصداقية، فتجارب التاريخ والأيام القليلة الماضية علمتنا وعلّمت المنجمين، والكتاب والمحللين والسياسين دروساً قاسية، وعليهم أن يكونوا دوماً أكثر دقة في تقدير الأمور.

كان لابد من هذه المقدمة للبدء في الموضوع الرئيس، وهو الهم الفلسطيني اليومي واللحظي، ولا أريد أن أقول " الغزي" لأنها كلمة مستحدثة مشينة يحاول البعض من خلالها وضع حاجز بين الوطن الواحد، فانتمائي الفلسطيني إلى فلسطين وإلى القطاع ، يجعلني دائماً الافخار بفلسطينيتي لا بغزتي، ولكني هنا اتناول قضية أبناء قطاع غزة الذين تقطعت بهم سُبل العودة للقطاع، فما دعاني للكتابة المكلومة والمهمومة اليوم هو مئات الفلسطينيين العالقين خارج فلسطين في عديد من الدول العربية، حيث قدموا لزيارة أهليهم، ولكن السبل تقطعت بهم، فلا هم قادرون على العودة، وليس بمقدورهم الإقامة في الدول التي هم ضيوف فيها.

قبل أيام معدودة، حصل بعض الفلسطينيين على تأشيرات دخول لجمهورية مصر العربية، وصعدوا الطائرة ، وعند وصولهم للمطار طلبوا منهم العودة من حيث أتوا! .

جرت محاولات مستميتة من السفارة بمصر لإدخالهم بكافة الطرائق، بالسلاسل، والقيود، والشحن، وعربات النقل، والحافلات، ولكن محاولات السفارة والقائمين عليها باءت بالفشل، والسؤال : لماذا؟
قبل سنوات خلت والمسافر الفلسطيني يدخل في غيبوبة المعاناة النفسية قبل السفر بأشهر، خائفاً من الترحيل، أو من إرجاعه على نفس الطائرة، أو ترحيله وكأنه مجرم، حتى يُمنع من النزول من الحافلة لو أراد أن يدخل حماماً أكرمكم الله.

يعرف الفلسطيني أن المعاناة جزء من وجوده، وبدونها لا يمكن أن يُطلق عليه فلسطيني، هكذا قدره، وكأنه من كوكب آخر لا ينتمي إلى الوطن العربي، ولكن ليس بهذه الطريقة المشينة، أريد القول بأن الفلسطيني تحديداً ينتمي إلى بقعة مباركة فاحت بركتها على من حوله، فهل يمكن لهذه البركة أن تدخلنا للدول التي تمنعنا أو تحول دون دخولنا.

إنني باسم فلسطيني قطاع غزة المكلوم دوماً، أناشد اي مسؤول مصري العمل وبأقصى سرعة تسهيل مرور الفلسطينيين العالقين في الدول العربية السماح لهم : أولاً بصعود الطائرة، ثم الحجز في المطار، ثم الترحيل من المطار للمعبر، وهذا أفضل ما ننادي به، وإن أكرمتم هذا الشعب فأنتم أهل للمكرمات، والفلسطيني يستحق أن يُحترم ويُقدّر.

أو يمكن القول: يمكنكم فتح مطار العريش وتهبط طائرات خاصة تقلّ هؤلاء الفلسطينين للمعبر، والقوا بهم هناك.

أنهم والله أخوة لكم، وأنت يا جمهورية مصر العربية لنا حق عليك، وحق ظاهر إلى يوم الدين.

أتمنى على أي مسؤول مهما علت أو دنت مكانته أن يعمل على تسهيل مهمة الفلسطيني المعذّب أينما حلّ.

إنني لست بمكانة من يُنادي أو يطلب من المشير، ولكن السياحة المصرية بدت تدب في أركان أسوان، والهرم من خلال الأفواج السياحة الغربية والشرقية، فهل يمكن اعتبارهم فوجاً سياحاً فلسطينياً سيعبر إلى غزة للعودة إلى أثاره التي افتقدها منذ اشهر؟!

ماء النيل وصل إلى غزة، وكهربة السد العالي تضيئ شوارع غزة، وتجارة مصر إلى غزة من أوسع الأبواب واضيقها، ولكن أهل غزة لا يستطيعوا المرور عبر الأراضي المصرية.

لا نريد كهرباء ولا ماء، نريد العودة للوطن، فهل تسمح يا سيادة المشير؟ أعتقد أنك ستسجيب، لأنك أهل للقيم والفضائل والأخلاق، وما قمت به أثناء الثورة خير شاهد على كريم الخلق.

يا مصر الثورة المجيدة، يا مصر ثورة يوليو، باسم شهداء مصر الأبطال في الفالوجة، وباسمهم في العاشر من رمضان وباسم كل حر مصري وعربي أينما وجد أن يعمل على تسهيل مرور الفلسطينيين والعودة إلى ديارهم ( غزة) ، فأنا لا أطلب المسحيل، بل أطلب حقاً مشروعاً عند أهل الحق.

نريد قراراً نهائياً بتسهيل مهمة الفلسطيني وإلى قيام الساعة، فالكل يحمل جوازاً فلسطينياً رسمياً أو " وثيقة سفر مصرية" صادرة من " مجمع التحرير، الذي شهد ثورة التحرير، فهل يشهد المجمع على ثورة في التعامل مع الفلسطيني ؟

تحية لمصر، وتحية لكل الأحرار في عالمنا العربي، وتحية للسائرين على نهج الإسلام والوطنية والقومية والإنسانية .

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السفير يحيى زكريا إسعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد