مقالات

كَيْفَ نُرَبّي أطْفالاً أَصِحّاءَ أسْوِياء- الجزء الأول- أ. إيمان فتحي


كَيْفَ نُرَبّي أطْفالاً أَصِحّاءَ أسْوِياء- الجزء الأول :

عِنْدِما نَنْظُرُ إلى مُجْتَمَعاتِنا الْعَرَبِيّة نَرى أنّ كَلِمَةَ تَأْديب يَغْلِبُ عَلَيْها الْجانِبِ السّلْبي ، فَالْعِقابُ هُوَ السّبيلُ الْوَحيدُ للتّأديبِ والتّرْبِيَةِ نَتيجَةَ تَصَرّفٍ أوْ سُلوكٍ خاطِئٍ للصّغاِر أوْ الْكِبار.
أطْفالُنا فَلذاتُ أكْبادِنا ، نَسْعى دائِمًا لِأَنْ نَصِلَ بِهِمْ إلى مُسْتوى الْكَمالِ ، وأنْ نَراهُمْ الْأفْضَلَ عَلى الْإطْلاق ، وانْ نَشُدّ عَلى أيْديهِمْ لِنَصِلَ بِهِمْ إلى بَرِّ الْأمان . لِذا عَلَيْنا تَرْبِيَة أطْفالنا وفْقَ نُظُمٍ وَعاداتٍ وسُلوكِيّاتٍ تَكونُ مَرْغوبَةً لَدى أطْفالنا ، فَنَحْنُ  لا نَسْتَطيعُ أنْ نَفْرِضَ سُلوكاً ذا مَفْهومٍ كَبيرٍ على الطِّفْل حيْثُ أنه لا يسْتَطيع إدْراكَهُ ، أو اسْتيعابَهُ ، وهذا مَعْناهُ أنْ يَكون الطّفْلُ أداةً مُتَحرِّكةً ومُنَفِّذَةً فقَط أيْ (شِبْهُ آليّةٍ )
لذا عَلَيْنا النُّزولُ إلى مُسْتوى عُقولِهِم ، ولا نُطالِبُهُم بِرَفْعِ مُسْتوى عُقولِهِم لِمُسْتوى عُقولِنا ، فَهذا مُحال .
ولا بُدّ لنا مِنَ التّعامُلِ مَعَهُم بِحِرْصً وذَكاءٍ شَديدَيْن فالطّفْلُ لَدَيْهِ مِنَ الذّكاءِ ما يجْعَلُهُ يُدْرِكُ تَماما كيْفَ يَحْصُل عَلى ما يُريدُ ، ومِنَ الْخَطَأ جِدّا النّظَرِ إليْهِ عَلى أنّهُ لا يَفْهَمُ ولا يَعي شَيْئا مِمَّا يَدورُ حَوْلَهُ ، فَكُلّ ما يَدورُ حَوْلَهُ يُساهِمُ في رَسْمِ شَخْصِيّةِ الطّفْلِ  وصِحّتِهِ النّفْسِيّةِ .

كيْفِيّةِ تَأديبِ الطّفْل :

التّرْبِيَةِ ليْسَتْ ذلِكَ النّوْعُ مِنْ فَرْضِ السُّلْطَةِ الْمُطْلَقَةِ أو المُسْتَبِدّة ، والْمُتسَلِّطَةِ مِنَ الْأهْلِ تِجاهَ أبْنائِهِمْ ، وهذا قَدْ يُعْطي شُعورًا للطِّفْلِ بالذّل والْقَهْرِ مِمّا يُؤَدي إلى ضَعْفِ شَخْصِيّةِ الطّفْلِ وزَعْزَعَةِ ثِقْتِهِ بِنَفْسِه في أخْطَرِ مراحِلِ حَياتِهِ ، مِما يَظْهَرُ لَدى الطّفْل مَشاكِلَ نَفْسِيّة يَصْعُبُ عِلاجُها .

وهُناكَ مِنَ الآباءِ مِنْ يَلْجَأ إلى الْعُنْفِ كوَسيلَةٍ للتّرْبيةِ والتّأديبِ ، فَنَراهُ ينْزِل به أشَدّ الْعِقابِ وربّما يُصيبُهُ في يَدَيْه أوْرِجْلَيْهِ ، أوْ يَلجَأ إلى حَرْقِه وتَعْذيبِه نَراهُ وقَدْ اقْتُلِعَ قَلْبٌه مِنْ بَيْن ضُلوعِه ورَمى بِه عَرْضَ الْبَحْر ، ونَسِيَ انّ مَن بَيْن يَدَيْهِ هُو قِطْعَةً مِنْ قَلْبِه ، وجُزْءٌ مِنْه .

فَتَرْبِيَةُ الْأطْفالِ لَيْسَتْ بالْأمْرِ السّهْل ، فَكُلُّ ما يُحيطُ بالْأطْفالِ يُساهِمُ في بِناءِ شَخْصِيّاتهم ، وهُناكَ الْكَثيرُ مِنَ الطُّرُقِ والْأساليبِ الّتي تَدُلُّنا عَلى الطّريقِ الصّحيح ، وتُساعِدُنا في تَرْبِيَةِ أطْفالِنا تَرْبِيةً صَحيحَةً ، لِكَيْ ينْشَأ أطْفالُنا أقْوِياءَ أصِحّاء قادِرينَ عَلى مُواجَهَةِ الْحَياة وصِعابِها والّتي سَأتَناوَلُها بِعِدّةِ أجْزاءٍ بإِذْنِ اللهِ  ولَكُمْ مِنّي خالِصَ الشُّكْرِ لِمُتابَعَتِكُم ،
تَحِيّاتي لَكُمْ  .                   

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. إيمان فتحي خالد حسين قاسم الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد