وفيات خارج العائلة

رام الله - أطفال بعمر الزهور، تخطفهم عجلة السرعة وهم أحياء

  أطفال بعمر الزهور، تخطفهم عجلة السرعة وهم أحياء

تتقدم عائلة الأغا في الوطن والشتات بخالص العزاء لأهالي الأطفال المفقودين


رام الله- خاص معا- هكذا تحولت الرحلة المدرسية إلى كارثة حقيقية، طلاب مدرسة وروضة نور الهدى المقدسية في عناتا، كانوا يستعدون للّهو والمرح في رام الله، ولكن الموت خطفهم حين ذهبوا ضحايا لحاث سير.ستة أطفال شهداء فقدوا حياتهم في حادث سير، حين انحرفت حافلتهم عن مسارها جراء عدم سيطرة سائق على شاحنته نتيجة السرعة وتساقط الأمطار الغزيرة فاصطدم بحافلتهم التي كانت في طريقها إلى رام الله فقلبها على جانبها ثم اشتعلت فيها النيران.ولحسن حظ بعض الطلاب صغار السن الذين تتراوح اعمارهم بين الرابعة والنصف والخمس سنوات، فإن سيارة كانت تسير خلف الحافلة لحظة حدوث التصادم، كانت في طريقها من الخليل إلى رام الله، فترجل الشبان منها، ومنهم من تمكن من تحطيم نوافذ حافلة الطلاب، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الطلاب، وتمكن بعضهم من الهروب من الحافلة، لينجو من موت محقق، في حين قام آخرون باستدعاء إسعاف جمعية الهلال الأحمر والدفاع المدني والشرطة الفلسطينية.ثلاثة وستون طالباً ومعلمة كانوا في الحافلة الأولى التي تعرضت للحادث، إلا أن حافلة أخرى كانت تسير خلفها، وبعد الحادث عادت إلى أدراجها، للحفاظ على أرواح من فيها.ولسوء حظ بعض الطلاب، فإن النيران اشتعلت في الحافلة، مما أدى إلى وفاة عشرة طلبة وتفحم جثثهم، في حين ترقد إحدى المعلمات في مجمع فلسطين الطبي بين الحياة والموت، أما السائقان فقد نقلا بسيارة إسعاف إسرائيلية إلى أحد مشافي القدس، وعلم أن أحدهما قد بترت رجلاه. عشرة أطفال ومدرّسة فقدوا حياتهم جراء حادث سير، كانوا في طريقهم ليمضوا يوماً جميلاً، ولكن جنون السائقين أوقعهم ضحايا، وخطف زهرة حياتهم. أهالي بعض الطلاب وصلوا إلى مكان الحادث، واشتبكوا مع جيش الاحتلال، الذين حاولوا منعهم، فكان التدخل الحضاري من قبل الشرطة الفلسطينية ورجالات الدفاع المدني والهلال الأحمر الذين كانوا يدركون حجم فاجعة الأهالي، وقدموا لهم المساعدة، والطمأنينة.
ووصلت سيارات إسعاف الهلال الأحمر وطواقم الدفاع المدني إلى المكان بعد 22 دقيقة من وقوع الحادث، ولكن النيران كانت قد أتت على حافلة الطلاب، فنجحت كوادر الدفاع المدني في إخماد الحريق، ونجحت اطقم الدفاع المدني والهلال الأحمر في استخراج الجثث المتفحمة. وفي مجمع فلسطين الطبي كان المشهد حزيناً، فالأهالي قدِموا بحثاً عن فلذات أكبادهم، فمنهم من كان سعيداً بنجاة ابنه، ومنهم من انهار وذرف الدموع، حين علم بتفحم الأجساد الغضة. أزقة المجمع وعياداته المختلفة امتلأت بالأهالي والمواطنين، الذين أتوا للتبرع بالدم، أما قوات الأمن الفلسطينية فكانت متواجدة في المكان، لتوفير الأمن والحماية، ولمنع الأهالي من دخول الغرفة التي يتواجد بها الأطفال القتلى.

دموع ونحيب وصراخ وعويل، أطفال بعمر الزهور، يئنون ويصرخون، فيما بدا بعضهم الآخر صامتاً مصدوماً ومشدوهاً من هول ما يرى، وعبثاً ذهبت محاولاتنا التحدث مع الطفل محمد السلايمة، فهو في صدمة لرؤيته زملاءه الضحايا جعلته عاجزا عن الكلام صامتا متاملا بخوف كل ما حوله. مسؤولون فلسطينيون عدة زاروا المستشفى، ومن بينهم أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيس الوزراء د. سلام فياض، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسام الصالحي، وزير الداخلية د. سعيد أبو علي، وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، ومساعد محافظ رام الله والبيرة معين عنساوي. الخبر نقلاً عن وكالة معاً

" نسأل الله أن يرحم أموتنا وأموات المسلمين، وأن يشفي جرحانا "

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد