مقالات

كيفَ لِـ الياسمِين أن ينبُتَ فِـي الرماد ..؟- بقلم رند جهاد الأغا

كيفَ لِـ الياسمِين أن ينبُتَ فِـي الرماد ..؟
وهَل للزهرِ أن يشُق الأراضِي نامِيا بِلا سمَاد ..؟
كيفَ لِـ السعادَة أن تتسلل لِـ قلبٍ مغدُور ؟
وكيفَ لطفِل ماتت أمهُ حين ولادتِه أن يرَى النُور؟
سيعيشُ مُتدثِراً بمعطفٍ مِن الحُزن  فالأيامُ لم تبقِي لهُ إلا بعض الحرُوُف ليصيغها لِـ كلام
ولأنهُ يخاف الهواء أن يُردِيهِ أشلاء فلا يجرأُ علَى  المُلام
مُثقلاً بالهمُوم ،، علَى هاوِية المفَاسد ينتظِرُ تربِيتة أحدٍ رحُوم
سئِم عطفَ الأغنياء ،  وتكبُّر الرؤساء ، وخيبَات الأخلِاء ، وتخلِي الأقرباء
عزَمَ أن يكدَحَ فِي العمَل وهو لم  يتجاوز بعد الحادِية عشَر 
وسَار عكس تيار الطفُولة ، فاستبدَل دميتهُ بمِقشَة  واستعَد لإهانات البَشَر
وبسطلٍ مِن المَاء إبتدأ مسيِرة الشقاء ، فتَارة عمِل بِـ النتظيف وتارة فـِ البناء
وحينمَا يُخيمُ الظلام يعُودُ لكوخِة  وسرعَان ما تجدُهُ قد إستلقَى و أوى
لكنهُ ينامُ بِكبرياء وهناء ، فهُو عن سؤال الناس إستعفى
وعاهَد بأن يخُط رسالة كُل مساء ، لأمِهِ التِي فِي الجنّه وأباهُ الذِي تركهُ فِي الضراء
يخطُ لِتلك السيّدة الحسنَاء ، ولِذالِك السّيد الذِي تركهُ فِي العراء
يُخبرهُما بأنهُ يتجرعُ مَرارةَ الفقدِ والحرمَان و بأنه لم يعُد يجرِي خلف السعَادة يلهث ،، فقَد لِبثَ يظنُها والحزنَ سواء
ويخُطُ بالأحمَرِ العرِيض بأنهُ يمتَلكُ أحلاماً لن تنتهِي صلاحِيتُها مُطلقاً ، ولَن تُشيّعَ جنازَتُها ولَن يُعَدَ تأبِينُها
وحِينَها يبتَسِمُ إبتسامَة من شارفَ علَى الموت ويُوسِدُ كلمات مفَادُها
بأنَ  قلبُهُ  لنْ يتوقَفَ عن النبض حتّى يتكئ علَى رُسغِ الآهَات ويُواسِها
يحاوِلُ حينَها إخفَاء بذخِ دموعِه لكي لا تُلطِخَ الأوراق
وحِينهَا إستطَاعَ أن يسدُلَ آخِر سِتار لِـ الحُزُن 

بقلم: رند الأغا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السيدة رند جهاد عباس جاسر حسن أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد