مقالات

وأدُ الفتيَات كَان جسدِياً ، وأمسَى فِكريَا- بقلم رند جهاد الأغا

فِي الماضِي كَانَ يتمُ التخلُص مِن الفتيات عن طريقِ وأدهِم ، واليومَ يتمُ قتلهُم ولكِن ببطئ وبِـ ألمٍ مُضاعَف
ففِي الماضِي كانَت الفتاه تعدُ " عارَاً " وحملاً ثقيلاً يثقلُ كاهِل الوالدَين فكانَت تدفنُ وهِي ما زالت وليدَة اللحظَة وما زَال قلبُها ينبضُ حينهَا كانَت توضعُ في حُفرَة وتُكسَى بالتُراب ويتعَالَى صوتُها بالبكاء حتَى يبدأ بالتلاشِي شيئَاً فشيئاً
لمَاذا ..؟!

لأنهَا تُلقَب بأُنثَى وستكبُرُ لتصبِحَ إمرأة لتكُون حينهَا زوجَة وأم ، أتوأدُ لهذَا السبَب لأنها ستكُونُ سبباً فِي حياةِ أُناسِ ؟ أم لأنهَا تجلبُ العَار ؟ أم لأنهَا كثيرةُ المتطلبَات ؟!!
أمَا الآن فَـ الأُنثَى توأد ..نعَم توأَد ولكنهَا توأدُ فكريَاً لا جسديَاً

تولدُ ومنذُ اللحظَةِ الأولَى قَد  يتنفرُ الوالدين من كونِهَا فتاة ، هذهِ الفتَاة ستكبُرُ بينَ يديكَ أيهَا الأب هِي من سترعاكَ فِي هرمَك ستجلبُ لكَ دواءك وتقيسُ لكَ درجَةَ حرارتِك
وأنتِ أيتهُا الأُم هِي الشخصُ التِي ستتكِئين عليهِ وسيكُوُن سنَدكِ ويدكِ اليُمنَى
ها هِي الفتاةُ اليومَ فِي القرنِ الثانِي والعشرُوُن القرنُ التِي بلغَت التقنِية فيهِ ذروتهَا والعلمُ فِي تطور مُستمَر
تُحرمُ مِن حُقوقِيها حتَى أبسطهَا فها هِي تحرمُ مِن الخرُوج ومِنَ إبداءِ الرأي ومِن الكثِير من متطلبات هذَا الزمَن التِي تطولهَا – ضمنَ الحقُوُق والضوابِط الإسلامِية –

هذهِ التراهَات المُتعلقة بالفتاه طَالت حرمانهَا مِن الميراث وهُو حقٌ من حُقوقها التِي أوجبهَا الإسلامَ وإحدَى أوامِر الله التِي تعلقَت بالميراث أن للذكَر حظَ الأنثيين ، كيفَ يُغيرُ " بشَر " إحدَى الضوابَط ! ويحرمهَا من كامِل نصيبهَا من ميراث والدِيها أو زوجهَا أو أخاهَا ! بحجَة أن لهَا من يُنفقُ عليهَا المَال !!

الأُنثَى اليوم تساوِي الرجُل فِي الكثِير ولهَا الأولويَة في بعضِ الأعمَال فليسَ لأي أحدٍ حقٌ بمنعهَا فهِي لهَا وعليهَا حقُوق من الواجِب تأديتهَا
فالأنثَى لم تكُن ولَن تكُن بحاجَة لمَن يُفكُرُ عنهَا أو يتصَرَف أو يؤدِي الأعمَال حتّى فهِي مسؤولة تمَاماً عن نفسهَا وعن ما تؤديه ، فيكفِي جهلاً يا عرَب ويكفِي تحيزاً
فالعقلياتُ اليومَ تفتحَت وغَدَت أكثَر إستيعَاباً ، ولِكُلُ زمنٍ عقلِية خاصَة بهِ

 ما خططتُ لا يمُسنِي ومَن أعرِف بأيِ صلَة ولكنهُ موضوعُ شائِكٌ أحببتُ أن أطرحَ فيهِ رأي وأسطِرَ مُعاناةً "" بعضٍ "" مِن الفتيات فِي أوساطِ العالَم العربِي
وما خططتُ هُنا لا يعنِي البتّة أن هذَا النوع من العقليات المُنغلقَة والجاهلِة مُنتشِر ولكِن لهُ بصمَة ليستَ بالقليله في عالمِنا العربي
وما يمسُ أبناءَ عمُومتِي يمُسنِي

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السيدة رند جهاد عباس جاسر حسن أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد