أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا استمرارية عمل وكالة الغوث 'الأونروا' في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين على مختلف الصعد في كافة مناطق عملياتها دون نقص أو تقليص وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف الأغا خلال كلمته التي ألقاها في حفل نظمته إدارة الأونروا لوضع حجر الأساس لبناء مدرسة الكويت (المدرسة الخضراء) في مدينة خانيونس يوم الإثنين الموافق 24-03-2014 بتبرع من دولة الكويت، بحضور ومشاركة مفوض عام الأونروا فيلبو غراندي والعاملين في ادارة الأونروا وممثلي اللجان الشعبية في المخيمات وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والوجهاء والمخاتير وبعض الشخصيات الاعتبارية في مدينة خان يونس، أن استمرار عمل 'الأونروا' في تقديم خدمات للاجئين يشكل عامل استقرار للمنطقة.
وأوضح أن مدرسة الكويت الخضراء هي الأولى ليس في فلسطين فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط كمدرسة صديقة للبيئة التي ستقام على أسس وقواعد تربوية ومواصفات بيئية دولية للحفاظ على البيئة من جهة وللنهوض بالواقع التعليمي في المخيمات الفلسطينية من جهة أخرى، وحث الطلبة على التحصيل العلمي .
وشكر في كلمته دولة الكويت على تبرعها لبناء هذا النوع من المدارس في فلسطين، مشيراً إلى أن دولة الكويت لم تتأخر يوماً عن دعم المشاريع الخدماتية المقدمة من الأونروا وكانت السبّاقة دوماً في الاستجابة لنداءات الإغاثة الأخيرة التي أطلقتها الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
ودعا الدول العربية والدول المانحة الاستمرار في دعمها للأونروا وتمويل مشاريعها الحيوية والهامة في المخيمات الفلسطينية التي تصب في خدمة اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.
وأشاد الأغا بالدور الكبير الذي لعبه غراندي الذي ينهي هذه الأيام عمله كمفوض عام للأونروا في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين من خلال موقعه كمفوض عام للأونروا وقيامه بتنفيذ البرامج الخدماتية والإغاثية والطارئة التي أنيطت به في مناطق العمليات التي تديرها الأونروا في كل من سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك في طريقة التعامل مع الحالة الطارئة والصعبة التي يعيشها شعبنا في ظل الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والعدوان المتواصل على الضفة الغربية، وجهوده الدؤوبة التي قام بها لمعالجة الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا في البحث عن شركاء جدد لتوسيع قاعدة المانحين للأونروا.
وأضاف أن غراندي كان صديقاً للشعب الفلسطيني ومواقفه كانت ولا زالت داعمة لحقوق شعبنا غير قابلة للتصرف وفي مقدمتها حق اللاجئين الفلسطينيين المشروع في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48 طبقاً للقرارات الشرعية الدولية.
ونقل الأغا تقدير منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية وكذلك تحيات الرئيس محمود عباس رئيس وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلها في خدمة قضايا اللاجئين الفلسطينيين خلال فترة عمله، متمنيين له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
وأعرب عن أمله بأن يسير المفوض العام الجديد للأونروا بيير كراهينبول على نهج المفوضين السابقين والنهوض بواقع الأونروا والخدمات المقدمة للاجئين، وتجاوز أزمتها المالية.
من جانبه، قال جراندي : "ماء هواء شمس هذا هو المشروع، وأنا سعيد جدًا به وبوجدي بينكم في خان يونس وبين يدي هذا المشروع الذي كان بمثابة حُلم، وستكون بمثابة حجر الأساس لمشروع فريد من نوعه صديق للبيئة، وهذا يعتبر انجازًا عظيمًا لنا جميعًا".
وشدد جراندي إلى أن نجاحنا بهذا المشروع يدلل على أننا مبدعين وقادرين على فعل أي شيء رغم التحديات التي تواجهنا وأهمها الحصار المفروض على القطاع، وأولويتنا والأمم المتحدة مثل هكذا مشاريع، والأمين العام للأمم المتحدة زار خان يونس قبل سنوات وأطلعنها على فكرة المشروع.
وأضاف "إقامة المشروع بخان يونس له رمزية بظل الحصار، ومشاكل الطاقة والمياه، ونحن أكدنا وما زلنا إن لم يرفع الحصار حتى عام 2020م على أبعد تقدير ستكون الأمور كارثية أكثر مما هي عليه، خاصة بالمجالات المذكورة".
وتابع جراندي "ربما المدرسة لم تكسر الحصار لكنها تكسر الهوة بأزمة الطاقة والمياه والهواء وهذه أهمية المدرسة، وهنا لا بد للعالم أن يتذكر، لا بد من رفع الحصار، معبرًا عن سعادته بإطلاق المشروع، متوجهًا بالشكر لكل من ساهم بانجازه.
من ناحيته، نوه تيرنر أن هذا المشروع ملائم جدًا لحالة غزة نظرًا للظروف البيئية والتدهور السريع لوضع المياه بشكل خاص، في الوقت الذي فيه الآثار الاقتصادية للحصار القائم اهتمامًا بالغًا، فيجب علينا أيضًا التفكير في الأساليب المناسبة لمعالجة هذه التحديات البيئية.
ومفهوم "المدرسة الخضراء" هو مبنى مدرسي مستقل بذاته، يعتمد فقط على مصادر الطاقة المحلية المجانية والمتجددة كمياه الأمطار، والطاقة الشمسية والطاقة المستمدة من الأرض، وتعتمد المدرسة على هذه المصادر بدلاً من ربطها بشبكات محلية للمياه والطاقة، ويعزز تصميمها استثمار المواد المتوفرة محليًا وأنظمة الإنشاء البسيطة.
وقال مصمم المدرسة الإيطالي " ماريو كوشينيلا" : "جاءت هذه المدرسة بعد تعاون وجهود مضنية بيننا وبين ومهندسين (أونروا) بغية تبادل الخبرات ونقل تجربة إقامة هذه المدرسة بموصفات لأول مرة في الشرق الأوسط وبفلسطين بالتحديد".
ولفت كوشينيلا إلى أن هدفنا الرئيس هو توفير أجواء تعليم ملائمة للطلبة في بيئة خالية من التلوث بيئة طبيعية، وبكل تأكيد هذا الأمر ينعكس إيجابًا على مستواهم التعليمي وعلى مستوى التعليم بشكلٍ عام في مدارس (أونروا) في غزة، كذلك تعني لنا المدرسة الخضراء رمز السلام.
بدوره، أوضح مدير غرفة المهندسين في الوكالة رفيق عابد أن "المدرسة الخضراء" ستقام على مساحة تقدر بحوالي "4300متر مربع" و قوامها "ثلاثة طوابق" تسع لنحو "1000 طالب"، وتعتمد بالهواء والماء والطاقة على الطبيعة ولا تدخل بها أي عوامل صناعية.
وأشار عابد إلى أن مصدر الطاقة ستكون الألواح الشمسية والمياه هي من خلال إعادة تكرير مياه الصرف الصحي وتنقيتها وهذا الأمر سيغطي ما نسبه 60% من احتياجات المدرسة للمياه، منوهًا إلى أن هذا المشروع جاء نتاج جهد مشترك بينا رئاسة (أونروا) بغزة والأردن وبالتعاون مع المكتب الإيطالي.
د. زكريا الأغا
سيد تيرنر، السيد فيليبو جراندي، د. زكريا الاغا، د. أسامة الفرا
السيد فيليبو جراندي
السيد فيليبو جراندي، م. يحيى الأسطل
السيد فيليبو جراندي، م. يحيى الأسطل
السيد فيليبو جراندي، أ. عمر الناقة
صور للمدرسة
صور للمدرسة
صور للمدرسة
صور للمدرسة
تصوير: ضياء خالد
[1] محمود ابراهيم محمود النجار | انجاز عظيم وكلمة متوحدة | 26-03-2014