كتب عبد الكريم صقر الأغا
إن فكرة يهودية الدولة الصهيونية ظهرت قبل إعطاء ما لا يملك إلى مالا يستحق ، ولكن في الرابع من حزيران 2003 ألقى شارون خطاباً في مدينة العقبة الأردنية، طالب فيه بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
ولقد سار الرؤساء الأمريكان ومنذ تلك اللحظة على نهج الراحل شارون ولم يتركوا أي فرصة تمر دون الإعلان عن إسرائيل كدولة يهودية حيوية. وفي مؤتمر أنابوليس، عاد رئيس الحكومة أولمرت وأكّد ضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في 27/11/2007.
وكذلك لم يفوّت الرئيس باراك أوبا ما الفرصة، حيث أكّد هو الآخر ما سبق لسلفه أن تفوّه به ، وأيد الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وكرّر ذلك أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) في العام 2008، وكذلك في أيلول من العام 2010 في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حين أكّد التزام الولايات المتحدة بالاعتراف بإسرائيل بصفتها دولة يهودية وعنصرية .
وعليه أود توضيح الآتي :
- إنها الأساس فيما تتضمنه خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، رغم ادعاءات أمريكا وبعض الدول الغربية برفضها والتنكر لما تتضمنه .
- يهودية الدولة تعنى تصفية القضية الفلسطينية من جميع المحافل الدولية وهى في حد ذاتها وعد بلفور جديد في حلة جديدة أخطر من قبل ، وهى خطة عنصرية صهيوأمريكية.
- "إن يهودية دولة الكيان لا تعني طرد أكثر من مليون ونصف المليون عربي داخل ما يسمى الخط الأخضر، وإنما ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية باعتبارهم أغراب، لأن الضفة في وجهة نظر اليهود ارض يهودية، والأهم من ذلك إن أي انتقاد لإسرائيل اليهودية مستقبلا سيكون أمراً "مُعادٍ للسامية"، على حد تعبيرهم .
- أن وزير الخارجية الأمريكي "يسعى إلى انتزاع اعتراف السلطة الفلسطينية بخطته انتزاعا ، ويكون أساس مفاوضات الحل الدائم لفرضها على الفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع الثوابت الفلسطينية مع اعتبار أن قطاع غزة لا يشمله ذلك.
- يحقق ذلك معظم المطالب الإسرائيلية ، في السيطرة على حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة، والتحكم بمعابرها البرية والبحرية والجوية.
- الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، هو إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وأن القدس ليست هي عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية".
- تحقيق أكبر تنازلات ممكنة من الفلسطينيين، أي السيطرة بالكامل على أي دولة فلسطينية مستقبلية وعلى حدودها، تحت ذريعة ضمان أمن إسرائيل، والسيطرة بالكامل على سيادة فلسطين".
إن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية قد يتجاوز مخاطر التفريط بالقدس واللاجئين والحدود، لأنه يعني ضمنياً إلغاء الحق التاريخي للفلسطينيين بفلسطين، وإنكار وإلغاء النكبة ومسئولية إسرائيل السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتجريم تاريخ المقاومة وشهدائها، وتهجير عرب الـ 48 من أراضيهم إلى الدولة الفلسطينية الضعيفة أو إلى الشتات.
وعليه أصبح من الضروري وضع حد لوحشية العائق الأكبر لمواجهة هذه التحديات ألا وهو الانقسام الظالم والخلافات الأظلم ... والتحرك من قبل السلطات الفلسطينية على المستوى العربي والدولي لإحياء القضية الفلسطينية من جديد.
[1] م يحيى محي الدين الاسطل | شكر | 02-04-2014