نشاط

‎‎الخيل . ظهورها عـز و بطونها كنـز و صهواتها حـرز

اعتادعشرات الشباب على تنظيم سباق للخيل والجمال في منطقة "معن" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، للهروب من ظروف الفقر والبطالة والحصار الصهيوني، والبحث عن متنفس في ظل غياب الكثير من الأنشطة الرياضية والمسابقات.
فالخيل والجمال بالنسبة لهم رمز أصالة تجذرت في نفوسهم حتى بات البعض منهم محترفاً لهواية ركوبها، ما جعل من سباق الخيل والهجن متعة لا تعوض لممارسها ومشاهدها على حدٍ سواء.
ويشارك في مضمار السباق المقام على أرضٍ تصل مساحتها 10 دونمات، ما يزيد عن 30 فارساً، يمتطون صهوات خيولهم من شتى أنحاء قطاع غزة، ضمن عرض أسبوعي يقدمونه كل يوم جمعة.
وبِلغته العامية بدأ الفارس عبد الباسط المهموم من غزة، الممتطي لصهوة جواده الأصيل المسمى "عاصف" قائلاً: "انا أحضر إلى هذا المكان لأني بأحب الخيل وبأحب ألعب معها، وما في مكان ثاني بنقدر نمارس فيه هوايتنا المفضلة".
وتابع الفارس عبد الباسط: "كنت بأطلع على غزة برفقة حصاني، ولكن بعد منعنا من قبل صاحب الأرض، بدأنا بالبحث عن أرض بديلة نمارس فيها رياضة ركوب الخيل، ومنذ ما يقارب الأربعة أشهر ونحن نحضر لهذا المكان الذي استطعنا أن نقنع صاحبه بأن يسمح باستخدامه لممارسة هوايتنا المفضلة".

ويصطف المئات من الجماهير للحصول على فرصة لمشاهدة العروض التي يقدمها الخيالة،  بعد أن يطلقوا لها  العنان لتركض إلى جانب عشرات الجياد في مضمار السباق.

من جانبه، عبّر الفارس محمد السويركي صاحب الـ31 عاماً عن سعادته البالغة بمشاركته في صفوف الخيالة، وقال: "نحضر هنا لنلعب مع خيولنا ولنتعرف على خيالة آخرين؛ لعدم وجود مكان محدد للعب مع الخيل؛ فالناس تأتي من جميع أنحاء القطاع لعدم وجود أرض واسعة مثل هذه الأرض".

وتابع السويركي: "اليوم أصبح هذا المكان محط أنظار الشباب، خاصة أنه أصبح نوعاً من أنواع الترفيه في ظل الحصار القاتل على هذا الشعب".
ولا تخلوا هذه الرياضة الممتعة من المخاطر، فتواجد الجماهير بكثرة خلال السباق وعلى جنبات مضماره، وحتى قفزهم داخل المضمار، يشكل خطراً على حياتهم، وفق قول السويركي.
وطالب السويركي الحكومة بالاهتمام بهذه الرياضة، التي التف إليها الكثير من أبناء شعبنا بسبب الحصار الخانق والعمل على توفير مساحة واسعة من الأرض لتمكينهم من ممارسة رياضتهم المفضلة بشكل أكثر راحة وأماناً.
وتمنى السويركي أن تتاح لهم فرصة المشاركة في البلاد العربية والإقليمية والدولية، مضيفاً: "أصبحنا نملك تجربة لا بأس بها، كذلك نتمنى أن نرى مضماراً عصريا؛ حتى تكون التدريبات وممارسة رياضة الفروسية دائمة".

وعن أساسيات تعلم ركوب الخيل، أوضح أن ما يجب أن يتعلمه المتدرب هو كيفية تركيب لجام الحصان، وكذلك شد السرج عليه، ثم يمسك اللجام ويقود الحصان لفترة من الوقت؛ كي يبدأ بعد ذلك بالركوب بالرجل اليسرى والتوازن فوق ظهره، وهي الجلسة الصحيحة.
وأضاف "بعد ذلك يتدرب على كيفية توجيه الحصان يميناً ويساراً، ويتبع ذلك عملية الهرولة، لتنتهي تلك الخطوات الأساسية بما يسمى بالكنتر المفتوح والمغلق، وهو أن ترخي اللجام للحصان لينطلق بالجري، ثم الإغلاق، وهو سحب اللجام مرة أخرى لتخفيف الجري أو للإيقاف".

ومهما تقدمت التقنية، فما زال الإنسان بحاجة إلى الجواد في كثير من مواقع عمله، والاستئناس به حباً ووفاءً لإخلاصه وتضحياته؛ فالخيل لها شأنها عند العرب منذ القدم، وكانت مصدر مفاخرة بينهم، وكثير من الشعراء كانوا يتباهون بها، باعتبارها مصدراً من مصادر القوة لديهم، وهناك العديد من القصائد التي كتبت لهم.
وبشتى الطرق يحاول الفلسطينيون إيصال رسائل للعالم أن هناك شعب ما زال يناضل ومتعلق بالأرض والحق الذي اغتصب منه، ويستطيع العيش رغم كيد المحتل الذي أطبق عليه من كل جهة.

 

































عدسة: ضياء خالد

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد