الزهار: ذاهبون لحوار القاهرة بنية الاتفاق ولكن ليس بنية التنازل وتكرار تجارب سابقة
حاوره: علي الأغا
يعتبره الكثير من المراقبين بأنه صاحب القرار الأول في حركة "حماس" بقطاع غزة على الأقل، وفي هذه الأثناء التي تتجه بها أنظار شعبنا للقاهرة التي يعول على جهودها أمالا كبيرة لرأب الصدع الفلسطيني، كان لـ"الحال" هذه اللقاء السريع مع القيادي البارز في حركة "حماس" الدكتور "محمود الزهار" في محاولة لملامسة "الملفات الساخنة" على الساحة الفلسطينية عشية اجتماع القيادة المصرية مع وفد حركة "حماس" حيث سيكون هذا الاجتماع "الأخير" قبل إنطلاق الحوار الشامل بمصر أوائل الشهر المقبل، وفيما يلي نص الحوار:
*كيف ترى فرص نجاح حواركم الثنائي بالقاهرة ثم الحوار الشامل؟
-نحن هدفنا نجاح الحوار، وإذا ضمنا عدم تكرا التجارب السابقة، وضمان حقوق شعبنا بما يمنع انزلاق أي طرف فلسطيني للتفريط بقضايا أساسية سيكون هناك نجاح للحوار، ولكن نحن نذهب للحوار بنية إنجاحه.
*النائب جميل المجدلاوي صرح أن هناك توافقا فلسطينيا على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ردك؟
-"المجدلاوي" قال هذا الكلام بدون أخذ رأي "حماس"، وواضح أنه يقصد توافق فصائل م.ت.ف وليس توافق فلسطيني.نحن في موضوع الانتخابات لم يؤخذ رأينا، ونحن مع الانتخابات في موعدها ومع إحترام القانون الأساسي بنسبة 100%.
*هل أنت متفائل شخصيا بإمكانية حل كل المشاكل الداخلية في الحوار الشامل؟
-نحن كسياسيين لا نتحدث عن "التفاؤل والتشاؤم" ، نحن سنعمل كل ما في وسعنا للوصول إلى حوار ناجح،وإذا نجحنا سنستمر وإذا لم ننجح سنحاول مرة أخرى.
*لماذا ترفضون حكومة "التكنوقراط" وتطالبون بحكومة وحدة؟
- لأن حكومة "التكنوقراط" لا تستطيع حفظ الأمن في الضفة وغزة، ونحن لا نتحدث هنا عن قضايا أكاديمية، بل نتساءل: كيف ستستطيع حكومة "التكنوقراط" أن تحل مشاكل بحجم الأزمة الموجودة بالضفة وغزة.
*هل "حماس" توافق على حكومة وحدة بحيث تتخلى عن الوزارات السيادية فيها؟
-هذه شروط مسبقة، ونحن نرفض الشروط المسبقة.
*هناك تلويح عربي بفرض عقوبات على الطرف الذي سيفشل الحوار، ألا تخشون أن يتم تحميلكم فشل الحوار؟
-الأمة العربية ليس لديها إجماع فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والعرب لا يستطيعون تبني هذا الموقف لأنهم سيفقدون الكثير من شعبيتهم، وسيتسبب ذلك بمشاكل داخل الدول العربية نفسها، لأن الشارع العربي في مجمله مع "حماس".
*هناك إقتراحات لتدخل عربي في المجالين الأمني والسياسي لإعادة توحيد السلطة، تعليقك؟
-هذا يقال ولم نسمعه من مصر، وعندما نسمعه من مصر سنقول رأينا فيه.
*ما صحة وجود خلافات داخل "حماس" بعد لقاء وفد من الحركة بالرئيس عباس مؤخرا؟
-هناك فرق بين الخلافات وبين التباين في وجهات النظر، نحن وجهة نظرنا أن لا تتم هذه اللقاءات في هذه الأجواء خصوصا في ظل ما يحدث بالضفة.
*ما صحة أن الجناح العسكري لـ"حماس" يسيطر على قرار الحركة؟
-هذه "تخريفات" من بعض الموتورين الذين يأملون أن تكون هناك خلافات داخل "حماس"، وكل ذلك يأتي في سياق خدمة إسرائيل، ولذلك هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة.
*"حماس" هددت مؤخرا بحسم عسكري في الضفة، لماذا؟
-"حماس" لم تهدد بحسم عسكري بالضفة ولكننا نحذر من أن التجارب التي حدثت في غزة قد تتكرر بالضفة بسبب حجم الجرائم التي ترتكب هناك.
*هل ستثيرون فتح معبر رفح في حوارتكم بالقاهرة؟
-نعم، نحن سنطرحه في الحوار الثنائي مع المصريين، ولكن في الحوار الشامل إذا تبين لنا من المصريين أن أبو مازن-ونحن على قناعة بأنه جزء من إغلاق معبر رفح-سنثيره أيضا.
*ألا توجد صيغة توافقية لتحييد "معبر رفح" عن الخلافات السياسية الفلسطينية؟
-هذا السؤال يجب أن يجيب عليه أبو مازن، فهو يستخدم ضدنا الحصار، قطع الرواتب، الاعتقالات واستدعاء النساء للتحقيق كوسيلة لحل الخلافات. نحن نعتبر ذلك "إجراما" وهذا سيكون على جدول أعمالنا لمحاسبة من أجرم بحق شعبنا.
*هل ترون أن هناك معركة تلوح بالأفق بين السلطة وحماس كما صرح رئيس الموساد السابق "إفرايم هاليفي" مؤخرا؟
-الجانب الإسرائيلي يريد ذلك، وبالتالي يحاول أن يؤجج ذلك وبعض رؤساء أجهزة أمن السلطة يلوحون بذلك، وكان آخرهم بالمناسبة "أبو ماهر حلس" الذي قال بأنه سيعود إلى غزة عبر صندوق الاقتراع أو عبر صندوق الذخيرة، ولذلك أنا كنت أتمنى أن يخبرنا أي نوع من أنواع صناديق الذخيرة سيستخدمها، هل هي الذخيرة التي تركها وهرب أم ذخيرة إسرائيلية.
* لكن في كل الأحوال هل تأخذون هذه الأقوال بجدية؟
- نحن نرى أن كثير من هذا الكلام يأتي من باب "العلاقات العامة" ومن باب طمأنة النفس، ولكن على أرض الواقع نحن لنا رؤية مختلفة.
*ما هو تعليقك عل إستمرار الاعتقالات السياسية بالضفة وغزة وأنت شخصيا مررت بهذه التجربة؟
-هؤلاء الناس (حكومة رام الله) لم يستوعبوا تجربة الشعب الفلسطيني الذي رفض الظلم الإسرائيلي وضحى بأغلى ما يملك، وظنوا بأن ظلمهم يمكن أن يستوعب، وبالتالي تفاجأوا بنتائج انتخابات 2006 وتفاجأوا بما حصل في الحسم العسكري، فهم أرادوا أن يحسموا بأيديهم، فكانت النتيجة عليهم.
*هناك من يتساءل: لماذا ترهن "حماس" موقفها بموقف السلطة وإذا إفترضنا وجود ظلم بالضفة، فلماذا يحصل نفس الظلم بغزة؟
- أنا أسأل أين الظلم في غزة، وكم معتقل سياسي لدينا ومن هو المعتقل السياسي الموجود عندنا؟
*أقصد أمناء سر أقاليم حركة "فتح" المعتقلون لديكم؟
-أمناء سر أقاليم "فتح" لهم نشاطات "تخريبية" وبالتالي هناك فرق بين التحريض والعبوات الناسفة بالإضافة إلى وجود إعترافات على كثير منهم وبين المعتقل السياسي.
*ظهرت مؤخرا بعض المجموعات التي تتبع "التيار السلفي الجهادي"، ألا تعتقد أن ذلك يعطي الذرائع للاحتلال لمهاجمة غزة؟
-أولا هؤلاء من صناعة حركة "فتح"منذ البداية، والآن هم يؤدون خدمة لـ "فتح" تحت مظلة إسلامية بهدف إظهار أن "حماس" تقوم بأدوار ضد الإسلام والمسلمين، وهذه قصة مفضوحة داخليا وخارجيا.
*بماذا ترد على تقارير تقول أن "حماس" تستفيد من أنفاق رفح وأنها تدير بعضها خصوصا بعد مقتل (50) مواطنا فيها؟
-وزارة الداخلية بغزة هي المخولة في الحديث عن هذا الموضوع وهي أحضرت أصحاب
الأنفاق وسجنتهم عدة أيام واشترطت عليهم شروطا واتخذت إجراءات بحقهم.
*لوحظ أن هناك توترا بينكم وبين قوى اليسار بغزة، هل تضعونهم في خانة "حركة فتح"؟
-أصلا قوى اليسار هي التي وضعت نفسها في خانة "فتح" وكان آخر هذا الانحياز لمدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المحامي "راجي الصوراني" الذي دعا لتمديد ولاية "أبو مازن"، وهذا يعتبر ضد القانون الفلسطيني، وبالتالي "اليسار" الذي يقبض راتبه الشهري من "فتح" على مدار الـ 45 عاما الماضية مستمر في هذه "المهمة" بناءا على هذا الراتب.
*وكيف تقيمون علاقاتكم بحركة الجهاد الإسلامي؟
-علاقتنا بحركة الجهاد الإسلامي من أفضل ما يكون.
*ما هو موقفكم من اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية؟
-القانون هو الحكم في هذا الموضوع.
*هناك من يرى أن غزة غير مهيأة لإجراء هذه الانتخابات؟
-أنا أود أن أسأل من يقول ذلك، هل غزة التي بها أمن وأمان أجواءها غير مناسبة لإجراء الانتخابات أما الضفة التي بها قهر واعتقالات فإن أجواءها مناسبة!
*ما صحة أن "حماس" رشحت منافسا للرئيس عباس؟
-ليس عندنا علم بهذا الموضوع.
*هل نتوقع أن يرشح الدكتور "الزهار" نفسه للانتخابات الرئاسية؟
ليس عندنا أي معلومات في قضية الانتخابات، ونحن لم نتحدث في هذا الموضوع مطلقا.
*ما تعقيبك على ما صرح به مصدر مصري من أن "حماس" تقوم بلعبة تبادل أدوار مع مصر، فتارة يقول ناطق:علاقتنا متوترة ثم يخرج آخر ينفي؟
-علاقاتنا مع مصر الرسمية متوازنة وإيجابية وحققت الكثير من "الإنجازات" أهمها "التهدئة" ولكن إستمرار إغلاق معبر رفح يسبب توترا عند قطاعات كثيرة من الجمهور، ونحن نحترم رأي جمهورنا، ولذلك هناك من يخرج في الإعلام لينفس عن موقفه وحتى هذا موجود في مصر، ولكن هناك فرق بين رأي الشارع وبين الموقف الرسمي الذي يحاول أن يحل المشاكل بطرق هادئة.
*"التهدئة" توشك أن تصل لنهايتها المحددة بستة شهور، كيف ترون مستقبل التهدئة في ضوء التهديدات الإسرائيلية لإنهاءها؟
-التهديدات الإسرائيلية تأتي من باب العلاقات العامة، وإسرائيل لو كان عندها نية لاجتياح غزة لفعلت ذلك في السابق، ولكنها تدرك حجم الخسائر التي ستتكبدها وفي نفس الوقت تعيش إسرائيل في أزمة بسبب رحيل "أولمرت" ويتم حاليا عقد تحالفات جديدة حيث ترتفع نبرة المزايدات التي عادة ما تكون على حساب شعبنا.
هل تنوون تجديد "التهدئة" مرة أخرى؟
-هذا الأمر منوط بمفاوضات ستشرف عليها مصر إن شاء الله.
*ألا تعتقدون أن التغيير الوزاري في إسرائيل سيؤثر على صفقة "شاليط"؟
-نعم، لقد أثر عليها سلبا والمفاوضات في هذه القضية متوقفة لأنه لا توجد حكومة إسرائيلية تستطيع أن تأخذ قرارات "هامة"، وبالتالي عندما تستقر الحكومة الإسرائيلية وتحظى بدعم شعبي يمكن لإسرائيل أن تأخذ خطوات في هذا الاتجاه.
*كيف تنظر لأصوات داخل "حماس" ترى أن حركة "فتح" في طريقها للتلاشي؟
-هذا كلام يخرج من عناصر "فتح"، ويخرج من محللين سياسيين فتحاويين وخبراء سياسيين عرب ودوليين وهم يتحدثون عن تلاشي "فتح" بسبب تلاشي مشروعها. لقد كان برنامج م.ت.ف التي تقودها "فتح" هو أن العمل المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، أما الآن فإن برنامج "فتح" أصبح مختلف تماما، فهناك التعاون الأمني مع إسرائيل بالإضافة للفساد ودخول أمريكا والغرب على خطوط السياسة الفلسطينية كما أن هناك الصراع الداخلي الفتحاوي، كما أن عمر "فتح" هو منذ العام 1965 وحتى الآن تم عقد 5 مؤتمرات حركية فقط وهم غير قادرين على عقد المؤتمر السادس، وبالتالي "فتح" هي التي تقول ذلك عمليا.
* نشر هذه المقابلة سيتزامن مع لقاءكم الثنائي مع المصريين بالقاهرة، فماذا تقولون لشعبنا؟
-أقول نحن ذاهبون للقاهرة بنية الإتفاق ولكن ليس بنية التنازل وتكرار تجارب سابقة.
[1] طاهر مصطفى طاهرالأغا | مشكور | 19-08-2009