الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسن عملا، ياربِّ لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا.
لا أعرف كيف ومن أين وبما أبدأ كلماتي؟ حيث تلاشت وتبعثرت بعد أن تنامى إلى مسامعنا خبر رحيل أستاذة فاضلة، جمعت بين العلم والعمل، أستاذة فاضلة لها باعٌ طويل في مسيرة علمٍ قادتها لسنواتٍ عدّة، تتلمذ تحت إشرافها مئات الطلبة والطالبات حيت كانت تعمل بالمقولة الشهيرة (التربية قبل التعليم)، كيف لا وهي من سلالة المربي الفاضل المرحوم بإذن الله/ عصام سعيد، حيث كانت من الشجرة المثمرة التي غرسها المرحوم في أفراد أسرته ذكوراً وإناثا، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع من خلال العلاقات الاجتماعية المميزة التي تربطهم بالآخرين.
الفاضلة المرحومة بإذن الله الأستاذة فاطمة عصام سعيد مدرسة الأخلاق والتربية غادرت وتركت بصماتها تتحدث عنها في كل المحاور وعلى جميع الجوانب، وخاصةً في كريماتها من ألفِهنّ إلى ياءِهنّ، حيث شاءت الأقدار بأن تجعل إحداهنّ سفيرة الأخلاق العالية بدولة الإمارات ومثال يُحتذى به في الآداب العامة، أ. سارة محفوظ حرم أ. نعمان صلاح تعكس تلك الصورة التي أسستها فيها والدتها رحمها الله، تلك هو نتاج الغرس الحسن أيضاً من والدها أ. محفوظ أبو احمد ألبسه الله ثوب الصحة والعافية وجعله من الصابرين.
بعد أن فتك بجسدها ذاك العضال ما كان منها إلا الصبر والاحتساب، فما إن غادرت أرض الوطن في ظروفٍ قاسية وعيوننا اتجهت إلى هناك، إلى القاهرة وقلوبنا تترقّب حالتها بحذر، وآذاننا تنصتُ لأحوالها بحذر، ونستفسر بهدوء، ما إن وصلت تلك اللحظات الأخيرة والأنفاس الأخيرة التي تفصلها عن الحياة الدنيا حتى تلقّينا الخبر المؤلم (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فهي بإذن الله تعالى سوف تُؤجر على الصبر كما وعدها ربُّ العالمين (وبشّر الصابرين) فاهنئي بهاتين الكلمتين، لعلَّ الله ابتلاكِ أيتها المؤمنة الصابرة بكل هذا حتى يجعله كفارةً وطهوراً لكِ لتقابليه في أبهى وأنقى وأطهر صورة فهنيئاً لكِ، حيث أذن الله أن تخرج تلك الروح الطاهرة من جمهورية مصر العربية لعلّ في ذلك حكمةٍ هو أعلم بها.
العم الفاضل محفوظ (أبو أحمد) عظّم الله أجركم وأحسن الله عزاءكم، فأنت نعم الأب الحنون الصبور، صاحب الأيادي البيضاء والكرم والضيافة، أسال الله العليّ القدير أن يُلبسك ثوب الصحة والعافية، وأن يجازيك بالخير خيرا وبالمعروف إحسانا.
كريمات المرحومة بإذن الله، جعلكنّ الله من الصابرات المحتسبات، عظّم الله أجركنّ جميعاً في والدتكنّ ومربيتنا الفاضلة، حادثوها دائماً بالدعاء والرحمة والمغفرة.
اللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقّها من الذنوب والخطايا كما يُنقّ الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وزوجاً خيراً من زوجها، اللهم إن كانت محسنة فأزد في حسناتها وإن كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، اللهم اجعل القرآن الكريم لها في القبر مؤنسا ومن النار ستراً وحجابا وإلى الجنة رفيقا، اللهم احشرها مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، اللهم أفضّ عليها من رحماتك
الإمارات 12-1-2015
أ.محمد عثمان الأغا
[1] المنتصر بالله حلمي أحمد الآغا | رحمها الله | 12-01-2015