تخرج شهيد..
الحمدلله حمد الصابرين على بلائه.. الشاكرين على نعمانه..
والصلاة والسلام على خير من ابتلى فصبر وشكر سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هاهي الأيام تمر والعظام يرتحلون إلى العلياء عظام..
أبوا إلا التخرج بأعظم الشهادات.. فنالوا وسام العزة ونال قاتلوهم الذل والخزي والعار..
وها نحن نقف وقفة الفخر ودموع الوداع.. رجل كان بيننا عرفناه في ميادين الخير والعطاء.. كيف لا والمساجد والمنابر تبكيه.. أترانا ننسى أخلاقه وتعامله..
أترانا ننسى ذلك الصوت الندي الذي صدح على منابر المساجد داعيا لله..
أترانا ننسى الطيبة في محياك يا أبا الفضل.. أننسى موقف الرجولة والعقيدة مع إخوانك وجيرانك وأصدقائك وكل من من عرفت وأي كان طلب مساعدتك لا والله ما نسينا..
كفانا عِزةً بالإسلام ثم بك.
وكفانا فخرا بأنك بذرة طيبة من أصل طيب ثابت.
قرة عيني أبا الفضل.. وها هي عائلتنا الكريمة المعطائة تطل علينا بتكريم فوج الدكتور المرحوم بإذن الله خيري الأغا.
وكان للعائلة الكريمة لمسة وفاء وتكريم ومنح شهداء العائلة الذين ارتقوا خلال الحرب شهادة تكريم فخرية فجزاها الله خيرا وأدامها عزا لنا ودعما للمتفوقين ولا ننسى المرحوم الدكتور خيري من صالح الدعاء والدكتور المرحوم بإذن الله إحسان الأغا وأطال الله في عمر ذريتهما وحفظ الله الأستاذ عمر عودة ونسأل الله أن يحفظه ويطيل في عمره.
فلذة كبدي، ابني الغالي أبا الفضل :
أشعر بحرقة في قلبي بمجرد أني لم أجدك في حفل التخرج كم تمنيت أن أشاركك الفرحة وكانت فرحتي ستكون أكبر لو انك كنت موجودا في حفل التكريم ولكنك نلت شهادة الأخرة وهي أكبر بكثير من شهادة الدنيا،
بني:
خُلقك الرفيع المبرأ من كل رياء أو تصّنع يكفي.. يكفي للعيان ان يعايشك دقائق ليعرف ذلك واضحا جليا يغني عن البرهان..
يا ضياء العيد يا حبة القلب وسيد الروح
سلام عليك.. سلام إليك.. سلام إلي روحك الطاهرة..
حبيبي... اشتقت إليك كثيراً كثيراً حتى يكاد الحنين أن يكوي فؤادي، مع أنني لم افتقدك، فأنتَ معي، في قلبي، في الدم الذي يجري في عروقي، بأنفاسي التي تستنشق نسائم عطر دمك الزكي... أراك حبيبي في كل لحظة وفي كل التفاته..
بني: لكل شيء نهاية إلا ما كان لله يثمر في الدنيا ويمتد حتى الاخرة..
رحمك الله رحمة واسعة..
اللهم اجعل ابني في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
أمك التي تفتقدك كثيراً.
---
ولدي الحبيب: عبد الحميد أبا عبيدة
أشتاق إليك.. أتوق لرؤيتك.. أحتاج إلى ضمك بحضني..
ولدي.. أراك في كل ركن من أركان البيت كم هو مؤلم فقد الأحبة.. وأيُ أحبة.. فلذات الكبد وأحشاء الروح.
لقد غرقت عيناي ببحر دموعها وعلا نحيب الحزن متوجعا يتردد صداه في داخلي..
أيُ غصة تلك التي تركتها خلفك..
آآآه رحل فلذة كبدي إلى الحياة الاخرة وبقي منه عطر الذكر ودعاء لا ينقطع..
فقدك موجعٌ أعياني واقضى جفني والأسى يغشاني
وأذاق قلبي من كؤوس مرارة في بحر حزن من بكايً رماني
لا زلت أذكر يوم ان فارقتنا ونقش في قلبي رؤى الأحزان
حبيبي وقرة عيني, ابن قلبي, ابني الغالي.. مر أكثر من عام على رحيلك حسبته دهرا من طول لياليه..
هل تتصور أني لم أعتد غيابك حتى الآن؟؟
أشعر بك في كل شيء حولي رحيلك كان يوم إعدامي قطعة من قلبي غادرتني وإبتعدت عني , قلبي انفطر عليك من الحزن..
أحمد الله على قضائه كثيراً ولكني لا أصدق ما حل بي، ألا ليتني مِتُ قبل أن تموت ثمرة فؤادي التي انتظرتها طويلا فمكثوا في أحشائي شهورا طويلة.
"قرة عيني" لقد رزق صديقك و رفيق دربك (أحمد عبد القادر أبو عجلان) بمولود أسماه "عبدالحميد" تيمنا بك وإحياءً لذكراك العطرة في قلبه
بولادتك يا عبدالحميد اشرقت الدنيا أنسا..واينعت الزهور.. وغردت الطيور.. وفرح القلب وانتشى بالسرور..
فتخيلتك وقد صرت كبيرا وأصبح في الحياة مشعل نور..
بارك الله لوالديك فيك.. وجعل لهم في تربيتك الاجر الكبير..
وشكرا لوالدك على إحقاقه بالعهد والوفاء وأعانه الله على تربيتك وجعلك الله من أهل اليمين وحفظة القرآن الكريم.
ولديّ : أبا الفضل و أبا عبيدة
رحلتم عنا.. مرت الأيام وأنتم مازلتم في قلوبنا حتى أنني ما زلت أسمع صدى صوتكم.. كم أتمنى وجودكم معنا.. كم أشتهي الموت للقائكم!!
ولدي ّ:
أشتاق إليكم يا من توجتموني بحياتكم وتوجتموني باستشهادكم وذكرياتكم أنتم يا من أشتااااق إليهم..
يا من حملتم صفات أجمل إنسان،، صدمة فراقكم خلفت هجران للفرح والراحة والسعادة في كل مكان،، فكيف تقدر حياة الأم بفقدان فلذة الكبد انها مصيبة لا يحتملها الوجدان...
فصبرا منك يا ذا الجلال والإكرام..
گلمات متوجه بدموع الصمت إلى أبنائي الراحلين إلى فسيح جناته بإذن الله..
ويا رب اجمعني بهم في أعلى جنان الخلد..