بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
عائلة الأغا في الوطن والخارج تشاطر آل الخزندار الكرام الأحزان بوفاة فقيدهم
الحاج جبر نعمان عبداللطيف الخزندار
أبوبشير
الذي إنتقل إلى رحمة الله تعالى السبت 17-10-2015 عن عمر ناهز 84 عاماً، رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته.
المعلومات الأسرية:
انجاله:
- أ. بشير
- أ. سمير
- أ. منير
- أ. منذر
- المستشار سراج
- أ. فواز
- أ. سلام
- أ. سعد
أشقاؤه:
- المرحوم الشيخ هاشم توفي 1979
- المرحوم الحاج جارالله 2010
- المرحوم الحاج نجيب 2004
- المرحوم الحاج بكر 2011
- المرحوم الحاج عثمان 1988
السيرة الذاتية لاخيه المرحوم الشيخ هاشم 1915-1979
مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني
يحتل العظماء مكاناً بارزاً في صفحات التاريخ، فهم الذين يسطرون الملاحم الخالدة، من أجل قضاياهم الوطنية، فكثير هم الأوفياء لقضاياهم وشعوبهم، لكن القليل من يذكرهم بموضوعية، ومن باب الوفاء لأولئك العظماء، الذين خدموا القضية الفلسطينية، وكانت لهم بصمات واضحة، نتقدم بلمسه وفاء حقيقية، لأولئك الرجال الرجال، الذين قدموا لفلسطين الكثير، من الأعمال النضالية، والحضارية، والإنسانية، لنقف أمام المحطات النضالية، التي خاضوها، والدور التاريخي الذي قاموا به، فأصبحت أسماؤهم تتلألأ في سماء الوطن، ولنفتح نافذة حقيقية على تاريخهم السياسي والتنظيمي، بتفاصيل غير مسبوقة، لتشكّل مرجعاً حقيقياً للباحثين في تاريخ فلسطين، من خلال رؤية منهجية لحياتهم، وإننا اليوم نقف أمام سيرة أحد هذه الأعلام الوطنية الفلسطينية، إنه الشيخ هاشم الخزندار.
المولد والنشأة:
ولد الشيخ هاشم بن نعمان، بن عبد اللطيف، بن محمد، بن إبراهيم، بن علي، بن يوسف، بن سالم، بن علي، بن إبراهيم أغا، الخزندار، في مدينة غزة، عام 1915م، الموافق 1334هـ، حيث كانت تسمي المدينة بغزة هاشم، تيمننا باسم جد الرسول هاشم بن عبد مناف، وقد سمّاه أبوه هاشماً تيمناً باسم جد النبي صلى الله عليه وسلم، وللشيخ هاشم ستة إخوة، وهم جاد الله وبكر ونجيب وعثمان وجبر ويونس، وثلاث أخوات، وهن سعاد وتيسير وسمية.
كانت عائلة الخزندار تسكن في بلاد الرافدين، وأطلق عليها في العهد العباسي أربع تسميات، وهي الخازندار والخازندارة والخزندار والخزندارة، وكانت هذه العائلة هي المسئولة عن بيت المال، فيما كان يسمى أمين الخزانة، أي الخزندار، أو ما يعرف بوقتنا الحاضر بوزير المالية، نزحت هذه العائلة مع عماد الدين زنكي، واستقر جزء منها في فلسطين، وكان الشيخ عبد اللطيف – جد الشيخ هاشم - أحد علماء فلسطين، حيث عمل مفتياً وإماماً للمسجد الأقصى المبارك، لمدة قاربت على الخمسة عشر عاماً، وكان إماماً للشافعية في فلسطين، وعندما انتقل إلى غزة صار إماماً للمسجد العمري الكبير، وأسس مدرسة عرفت باسم المدرسة العلمية، كانت ملحقة بالجامع العمري الكبير، وكانت تمنح شهادة تعادل شهادة الأزهر في مصر، وقد تعلم فيها الكثير من العلماء والشيوخ، وبعد وفاة الشيخ عبد اللطيف اشتغل الشيخ نعمان – والد هاشم- مقام والده، كإمام للجامع العمري الكبير، وإمام للشافعية في غزة، وعمل بالأعمال الحرة، فأمتلك دكاناً لحياكة الملابس في شارع زاوية الهنود في مدينة غزة (سوق الزاوية حالياً).
أما بالنسبة لوالدة الشيخ هاشم فهي السيدة مريم إبراهيم البربري، وهي ابنة الحاج إبراهيم بن عبد الرحمن البربري، وهو رجل فاضل، صاحب أملاك وأطيان، ومعصرة عرفت بمعصرة البربري، وكان إبراهيم البربري عضواً في بلدية غزة عام 1922م، وأخوها السيد كمال البربري قائم مقام طولكرم.
تزوج الشيخ هاشم من زوجته الأولى، المصرية الجنسية، منيرة صيام المغربي في العام 1940م، عندما كان يدرس في الأزهر الشريف، وأنجب منها بنته البكر نعمة الله، وتزوج من زوجته الثانية، عطاف عبد القادر محمود الطيبي، وهي من مدينة بيروت، وكانت تقطن مدينة يافا، فهي من العائلات اللبنانية اليافاوية، وأنجب منها ستة أولاد، وهم محمد النعمان وبدر الدين ومحسن ومحمد المأمون ومحمود وسامح، وخمس بنات، وهن نفوذ وفيروز وهناء وسناء وإسعاد.
في فترة الحرب العالمية الثانية، وبالأخص عام 1917م، نزح الشيخ هاشم مع والده إلى بلدة نابلس لمدة سنتين، حيث كان السيد كمال إبراهيم البربري، خال الشيخ هاشم، يشغل منصب قائم مقام طولكرم، وبحكم علاقاته الواسعة، ووجود فرع لعائلة الخزندار في نابلس، سهل لهم النزوح إليها، وتوفيت والدته في غزة، وهو في عمر السادسة، فنشأ يتيم الأم.
تمتع الشيخ هاشم بحدة الذكاء، وسرعة البديهة، وطلاقة اللسان، وقوة الحجة والبيان، اتصف بطول القامة، وامتلاء البنية، حيث بدأ في حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشر، في المدرسة الابتدائية الرشيدية، على يد الشيخ خالد عاشور، واستطاع أن يختمه وهو في عمر الرابعة عشر، وتلقى الشيخ هاشم تعليمه في كتّاب الشيخ حسن أبو شهلا، ثم التحق بمدرسة الرشيدية، وظل بها حتى أنهى المرحلة الثانوية.
الوظيفة والحرفة:
حرص الشيخ هاشم أن يقتفي خطوات والده وأجداده، والمحافظة على موقعهم في دائرة الأوقاف الشرعية، فبدأ حياته العملية كإمام للشافعية في غزة، وإمام للمسجد العمري الكبير، ومأذون شرعي، ولتأمين العيش الكريم لأسرته، عمل في أعمال متعددة، كتجارة الكتب، وكان صاحب المكتبة الهاشمية في غزة، وعمل في الاستيراد والتصدير لمواد البناء، من مصر والدول العربية، والمواد الغذائية، عن طريق ميناء غزة وميناء بيروت، وطوّر مصنعاً للبلاط بمشاركة شقيقه جاد الله الخزندار.
وحين بدأت مصر في بناء السد العالي، سمحت لأهالي قطاع غزة باستخدام سيارات الشحن الخاصة بهم في هذا المشروع، فقام الشيخ هاشم باستيراد عدد كبير من سيارات الشحن، عن طريق ميناء بيروت، لسد حاجة السوق المحلية، ثم عمل في مقاولات إنشاء الأبنية، وتعبيد الطرق، وأسهم في إعمار عدد من بيوت الله، منها جامع الشيخ شعبان في شارع عمر المختار، وجامع الشمعة في حي الزيتون، وجامع الشيخ زكريا في شارع الوحدة، وجامع الكنز بالرمال، وجامع أحمد ياسين بمخيم الشاطئ، وجامع المغازي بمخيم المغازي، وجامع جورة الشمس، والمعهد الديني في الأزهر، وساهم ببناء مساجد جديدة، وترميم التالف منها، وتنظيف وبناء أسوار المقابر في فلسطين المحتلة عام 1948م.
دور الشيخ هاشم الخزندار في حركة النضال الفلسطيني قبل السفر إلى الأزهر عام 1933م:
كانت فلسطين في أوج الثورة في فترة الثلاثينات، حيث بدأ الشعب الفلسطيني مسيرة النضال، وعمل على تشكيل الأحزاب، وتكوين فرق المقاومة، في المدن والقرى، وكان كثير من الأساتذة، يعملون مدرسي النهار، ومناضلي الليل، فكانوا الطليعة الأولى في نضال الشعب الفلسطيني، وكانوا يعملون على تعبئة الطلاب، وبث روح الثورة والمقاومة في الشعب، وكان الشيخ هاشم الخزندار وآخرون يقومون بجمع مخلفات الحرب العالمية الأولى، من رصاص وذخيرة وقنابل لم تنفجر، ويستخرجون منها البارود، ويصنعون منها قنابل يدوية بدائية، ليوصلونها إلى الثوار في القرى والمدن الفلسطينية، وفي هذا الجو نما الشعور الوطني، وطفا على فكر الشيخ هاشم، فبدأ يتحسس السبيل الذي يرشده إلى مقاومة الاحتلال الانجليزي، والمستوطنين اليهود، وإيقاف خطر تمدد الجسم السرطاني للمستعمرات الصهيونية.
تعلمه في الأزهر الشريف عام 1934م:
انتقل ليتعلم في الأزهر الشريف عام 1934م، وكان قد لبس الطربوش في مرحلة مبكرة من عمره، وألبسه الشيخ سعيد العلمي أول عمامة بعد تخرجه من الأزهر، وأستطاع الشيخ هاشم الخزندار تكوين صداقات وعلاقات، مع الكثيرين من أصحاب المواقف الوطنية والإسلامية، من خلال تواجده بالأزهر، حيث كان يمثل الشخصية الوطنية والشعبية، فكان يستقبل كل مسافر من غزة إلى مصر، يحتضنه ويكرمه ويساعده، ليعود متباهياً إلى غزة، فيفاخر أنه التقى بالشيخ هاشم، وكان ضيفاً عنده، وقد زاره في القاهرة سنة 1940م، فهمي بك الحسيني، رئيس بلدية غزة، الذي مارس نضالاً سياسياً ضد الاحتلال الإنجليزي، وتصدى للمشروع الصهيوني، واعتقل عام 1939م، وتم نفيه إلى صرفند، ونزل ضيفاً على الشيخ هاشم، كما زاره عبد الله أبو ستة، وتوطدت الصداقة بينهما، في أثناء إقامته في القاهرة كلاجئ سياسي، وكذلك مدحت الوحيدي، أثناء هروبه ولجوئه إلى مصر، كما أنه استقبل العديد من الزعامات الفلسطينية والشخصيات البارزة.
الشيخ هاشم مع شيوخ الأزهر وعلماء المسلمين:
عاصر الشيخ هاشم العشرات من العلماء والشيوخ، أهمهم الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ سليم شراب، والشيخ فوزي السقا، والشيخ نمر الجعفراوي، والشيخ مصطفى الشوا، والشيخ نمر الحرازين، والشيخ خالد وعبد الله العلمي، والشيخ إبراهيم القطان، والشيخ مصطفى السباعي، والشيخ علي محمد الجندي، والشيخ إبراهيم طهبوب، والشيخ علي الدويك، وغيرهم من أصحاب التاريخ الحافل بالعمل، من أجل سيادة الإسلام في فلسطين.
حيث كان للأزهر الشريف الفضل الكبير في التقاء شباب المسلمين، من أقطار العالم الإسلامي، وتعارفهم وتمازجهم، وتقريب وجهات النظر، وزيادة الوعي الفكري والسياسي والثوري، إضافة إلى الهدف الأساس، وهو التعليم الإسلامي، والمحافظة على الهوية الإسلامية، ومن كوكبة العلماء المسلمين الأزهريين، الذين حملوا راية الفكر الإسلامي، وعاهدوا الله، وعاهدوا أنفسهم على نشرها وحمايتها، والذين عاصروا مسيرة الشيخ هاشم، العلمية والعملية والنضالية، على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ محمد عواد، والشيخ عبد الرحمن جمعة غانم، والشيخ حسين أبو سردانة، والشيخ جميل الريس، والشيخ إسماعيل جنينة، والشيخ فوزي السقا، والشيخ عمر بسيسو، والشيخ خلوصي بسيسو، والشيخ هاشم يونس، والشيخ إسماعيل السوافيري، والشيخ محمد الشريف، والشيخ عبد الكريم الكحلوت، والشيخ محمد قوصة، والشيخ محمد أبو شعبان، والشيخ عبد الله القيشاوي، والشيخ هاشم القيشاوي، والشيخ سليم شراب، والشيخ كمال أغا، والشيخ محمود سكيك، والشيخ عثمان الطباع، والشيخ رجب العطار، والشيخ زكريا الأغا، والشيخ علي أبو شمالة، والشيخ أحمد عبد الرازق، والشيخ محمود سلامة، والشيخ فؤاد عيد تاري، والشيخ وجيه ياغي، والشيخ إبراهيم عاشور، والشيخ محمد حرب، والشيخ راتب الحرازين، والشيخ سالم أبو القمبز، والشيخ مصطفى الشوا، والشيخ عبد الله العلمي، والشيخ حمدي مدوخ، والشيخ محمد حرب جودة، والشيخ محمد أبو سردانة، والشيخ أحمد عبد الكريم، والشيخ محمد فاخرة، والشيخ حافظ البطة، والشيخ كمال سعيد، والشيخ سعيد حمدان الأغا، والشيخ عمر صوان، والشيخ عبد الله خلف، والشيخ خليل الحليمي، والشيخ محمد مكي، والشيخ خليل غزال، والشيخ يوسف الكولك، والشيخ أحمد البيك، والشيخ محمد السقا، والشيخ شاكر العلمي، والشيخ سعيد عطا الله، والشيخ بدر الدين عطا الله، والشيخ سعيد أبو شعبان، والشيخ عبد الله محمد صلاح العلمي، والشيخ عبد الحي عرفة، والشيخ حسن البطة، والشيخ فهمي الأغا، والشيخ حمدان الأغا، والشيخ خالد الفرا، والشيخ حسن العقاد، والشيخ سعيد وفا العلمي، والشيخ ياسين الشريف، والشيخ علي الطزيز، والشيخ أمين النحوي، والشيخ عبد القديم زلوم، والشيخ حافظ صندوقة، والشيخ عكرمة صبري، والشيخ عبد القادر عابدين، والشيخ أسعد بيوض التميمي، والشيخ رشاد الحلواني، والشيخ محمد علي الجعبري، والشيخ شكري أبو رجب، والشيخ عبد الرءوف غربية، والشيخ داري البكري، والشيخ عبد الله طهبوب، والشيخ توفيق طهبوب، والشيخ أحمد النحوي، والشيخ صبري عابدين، والشيخ رامز مسمار، والشيخ عبد العزيز الخياط، والشيخ سليم الفيضي، والشيخ توفيق عسلية، والشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ عبد الله المشدّ، والشيخ عبد اللطيف دراز، والشيخ محمد مهران، والشيخ محمد جودة، والشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ إبراهيم السُبكي، والشيخ سيد سابق، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبد الستار عبد المعز، والشيخ خالد الحسن.
كيف بدأت علاقته بالإخوان المسلمين:
وصل الشيخ هاشم الأزهر إلى مصر كطالب في علوم الشريعة الإسلامية، وسكن في رواق الشام، وهو يحمل في نفسه آيات الثورة والغضب، وعندما وصل القاهرة وجد متنفساً لغضبه، ومناخاً لفكره، في جماعة الإخوان المسلمين، وفي فكر قائدها المرشد العام الإمام حسن البنا، الذي كان يدافع بحرارة عن القضية الفلسطينية، ويكشف أبعاد المؤامرة، والأخطار المحدقة بالمسلمين، فقد تنبأت جماعة الإخوان المسلمين إلى الخطر الصهيوني في مرحلة مبكرة، حيث بدأت الدعوة في المساجد للجهاد في فلسطين، درءاً للخطر القادم، فعقدوا المؤتمرات، وأصدروا النشرات، كما بدأت جماعة الإخوان المسلمين بإعداد جيش لمحاربة اليهود، وتدريب كوادرها على السلاح، وفتح صندوق لدعم الشعب الفلسطيني لتثبيته على أرضه، وقام اللواء عبد المنعم عبد الرءوف، ومعه عدد من كبار قادة الإخوان المسلمين، بالدور الأساس في تجنيد وتأطير شباب الإخوان المسلمين في قطاع غزة.
فحينما قدم الشيخ هاشم لاستكمال تعليمه في الجامع الأزهر، كان يحمل رسالة من الشيخ عز الدين القسام إلى الإمام البنا، يطلب منه دعمه بالمال والسلاح، حيث كان الشيخ عز الدين القسام صديقاً لوالده الشيخ نعمان، وكان والده قد استضافه في غزة، وسافر معه إلى القدس لزيارة الشيخ الحسيني، فكانت المرة الأولى التي يلتقي فيها الشيخ هاشم بالإمام الشهيد حسن البنا، وحينما وجد فكر الإخوان واهتمامهم بالقضية الفلسطينية، اختار الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من الفلسطينيين السبّاقين للانضمام للجماعة، فتتلمذ على يد الرعيل الأول، حيث كانت الدعوة إلى الجهاد في فلسطين، من أساسيات الجماعة، التي أسسها حسن البنا عام 1928م، ولذا فقد أولت اهتماماً بأعضائها الفلسطينيين، ومن المعروف أن شُعب الإخوان المسلمين في فلسطين قد تشكلت عام 1945م، شعبة حيفا ويافا وغزة والقدس والخليل، وسرعان ما شكلت هذه الشُعب قوات غير نظامية للتصدي لتهويد البلاد.
أعمال الشيخ هاشم الخزندار مع جماعة الإخوان المسلمين:
v كان الشيخ هاشم الخزندار من الأوائل الذين أسسوا حركة الإخوان المسلمين في غزة.
v أقامت جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الشيخ هاشم معسكراً لتدريب الشباب الفلسطيني في القاهرة في 28/2/1948م، وكان عدد المتطوعين أربعمائة وستين متطوعاً أغلبهم من النجادة والفتوة.
v نظم الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الشيخ هاشم الخزندار، ومعه عبد الرحمن جمعة الإفرنجي، وموسى أبو عبيد، وسلامة الهّزيل، قوافل التموين إلى الثوار المحاصرين في الفالوجة، وقد كانت الحامية المصرية في أمس الحاجة لتزويدها بالسلاح والذخيرة والمؤن، وكان عرب السبع خير أدلّاء، وبواسطتهم تمكّن الإخوان من معرفة الطرق والمداخل، وباستخدامهم الجمال استطاعوا أن يؤمنوا عشرات القوافل إلى المحاصرين في الفالوجة .
v قام الشيخ هاشم الخزندار، ومتطوعون من الإخوان المسلمين، من أهالي غزة والنقب، بإرشاد قوات الجيش المصري للطرق والمخارج لخرق الحصار، وإجلاء الجرحى، واستطاع الشيخ هاشم، وشباب الإخوان المسلمين، والثوار الفلسطينيون، خلال فترة الحصار، إدخال أكثر من سبع عشرة قافلة، محملة بالمؤن والدواء والسلاح.
v عندما طُلب من المقاتلين عام 1948م، تسليم أسلحتهم، رفض الشيخ هاشم تسليم كل الأسلحة التي بحوزته، فسلم جزءاً منها، وأخفى الباقي في مخزن سري، في مصنع البلاط في حي الصبرة، حيث تم الاستفادة منه في مراحل متقدمة.
v عندما أصدرت حكومة محمود فهمي النقراشي باشا في العام 1948م، أمراً باعتقال جميع أفراد الإخوان المسلمين، ومصادرة أسلحتهم التي غنموها أثناء الحرب، أو التي اشتروها من بقايا الحرب العالمية الثانية، تم تكليف كل من الشيخ هاشم الخزندار، والشيخ عبد الله أبو ستة، والشيخ فريح المصدر، والشيخ حسن الإفرنجي، والشيخ عبد الله أبو مزيد، وقيادات الإخوان المسلمين، بالعمل على إخفاء الأسلحة، وقد تم ذلك في أراضي وبيوت ومصانع أعضاء حركة الإخوان المسلمين في قطاع غزة.
v دأب الشيخ هاشم مع رجال من الإخوان المسلمين بالسفر إلى المحافظات المصرية، للتعريف بالقضية الفلسطينية، وشراء السلاح، وجمع المال، وإقامة محطات وبؤر نضالية، في أغلب محافظات مصر.
v كان الشيخ هاشم الخزندار على رأس المستقبلين للجيش المصري، عندما دخل إلى فلسطين، بقيادة اللواء المواوي، في 12/5/1948م، وكانت مجموعات الضباط الثوار حينها جزءاً لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين.
v شارك في مظاهرات القاهرة 1941م، تأييداً لثورة رشيد كيلاني في العراق، مما مكن البوليس المصري آنذاك من اعتقاله، وزجه في سجن الأجانب في باب الخلق، وظل في المعتقلات ثلاثة أشهر، وعاش تجربة مريرة هناك.
v كون الشيخ هاشم مجموعة من الأصدقاء في عام 1943م، عرفوا باسم جماعة العرب، ثم حركة العرب في فلسطين، وكانت عبارة عن حلقات، تجتمع على شاطئ بحر غزة في الصيف، وفي الحمة في فصل الشتاء، وكانوا يعبرون نهر الأردن من الحمة إلى أم قيس الأردنية، للالتقاء بالإخوان المسلمين في الأردن وسوريا والعراق، والاجتماع معهم وإخوانهم الثوار في الدول العربية، يتبادلوا الأفكار والآراء، ويقومون بتهريب السلاح من أم قيس الأردنية، عبر نهر الأردن، إلى الحمة الفلسطينية، حيث كانت لهم بؤرة ومحطة في قرية سبخ قضاء طبريا، بجوار الحمة، وكانوا يتنقلون في مدن وقرى فلسطين، وكان في حوزة هذه المجموعة مسدسات من نوع نصف جولد، وبرشوت ومدافع ستن وتومجن، وأنواع مختلفة من السلاح الألماني والفرنسي والإنجليزي، وكانت هذه المجموعة مزيج من فئات مختلفة من الشعب الفلسطيني، ولها أكثر من اتجاه ورأي، لكنها اجتمعت وتوحدت على العمل، من أجل محاربة اليهود الصهاينة، وأصبح السواد الأعظم منهم يتبع حركة الإخوان المسلمين .
v كان مجاهدو الإخوان المسلمين يلجئون إلى الشيخ هاشم، لحل مشكلات الذخيرة، وصناعة الأسلحة اليدوية، وتصليح الأسلحة وتطويرها، وهو بدوره كان يصلحها في ورش غزة، التي كانت تقوم بإصلاح الأسلحة، وصناعة الأسلحة المحلية، وتصفيح السيارات، وتصليح الآليات المعطوبة.
v غنم متطوعون من الإخوان المسلمين كمية من ذخيرة المورتر، في بعض المواقع من الصهاينة، وعادوا بها إلى غزة، حيث قام الشيخ هاشم بصناعة مدفع لقذائف المورتر في ورش غزة، كما صنع راجمة قنابل، استخدمت في العمليات العسكرية التي خاضوها.
v قام الشيخ هاشم، والحاج صادق المزيني، وغيرهما من أبناء حركة الإخوان المسلمين، ورجال الخير، ببناء مسجد الكنز، حيث تبرع عبد المجيد الشوا بقطعة أرض مساحتها دونماً في منطقة الرمال، وأقامت حركة الإخوان المسلمين إلى جواره شُعبة الرمال، التي خرّجت عدداً كبيراً من مثقفي الشعب الفلسطيني وقيادييه، وتمت توعيتهم بأسباب نكبة فلسطين، وتعرفوا على فكر وشخصيات قيادية من الإخوان المسلمين المصريين، من أمثال الأستاذ مأمون الهضيبي، والشيخ محمد الغزالي.
v قام الشيخ هاشم وبالتعاون مع قيادات الإخوان المسلمين، بعمل ترخيص لجمعية عُثمانية باسم المجمع الإسلامي، حيث بدأت علاقة الشيخ هاشم مع المجمع الإسلامي مبكرة جداً، فقد كان على إطلاع ومشورة بتأسيس المجمع عام 1973م.
v أسس الشيخ هاشم في عام 1956م، حركة "المقاومة الشعبية"، وكانت عبارة عن تحالف بين الإخوان المسلمين وحزب البعث في غزة.
v بدعوة من الشيخ هاشم الخزندار زار الشيخ يوسف القرضاوي غزة مرتين، في العام 1957م، وفي العام 1959م، عندما كان مبتعثاً من وزارة الأوقاف الإسلامية للعريش، حيث جاء إلى غزة، وألقى محاضرتين فيها، ووقع القرضاوي على وثيقة القدس وعدم التنازل عن الحق الفلسطيني.
دور الشيخ هاشم في جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة:
تشكلت جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وسط ظروف صعبة، وكان الشيخ هاشم رحمه الله أحد أعضاء الهيئة الإدارية فيها، وقد تكونت الهيئة الإدارية من: الشيخ عمر صوان رئيس الإخوان المسلمين في غزة، ونجيب جويقل نائباً له، وهو من الشرقية بمصر، والشيخ هاشم الخزندار، والحاج صادق المزيني، وحسين الثوابتة، وزكي السوسي، وكامل مشتهى، ويوسف عميرة، وأحمد فرج، وأسعد حسنية، وصبحي السرحي، ومحمد أبو سيدو، وعبد الرحمن القيشاوي، وحسين الشوا، وسليم مراد، وحسن النخال، وزهدي أبو شعبان، ومحمد محمود الشوا، والشيخ عبد الله القيشاوي، وعيد ملكة، ومحمود عابد، وعلي هاشم رشيد، ومصباح الزميلي.
أما اللجنة المركزية لحركة الإخوان المسلمين في قطاع غزة 1952م - 1955م، فتكونت من: الشيخ محمد الغزالي، ومأمون الهضيبي، والشيخ هاشم الخزندار، والحاج صادق المزيني، وزكي السوسي، ومحمد أبو شرار، وحسن النخالة، وزكي الحداد، وكامل مشتهى، وكمال ثابت، وعلي هاشم رشيد، وزهدي أبو شعبان، وكان لحركة الإخوان المسلمين عدة شعب في مدينة غزة، ومدن القطاع الأخرى، وقد ترأس الشيخ هاشم الخزندار شعبة الرمال، في حين كانت شعبة الشجاعية برئاسة كامل مشتهى، وشعبة الزيتون برئاسة صبحي السرحي، وشعبة الدرج برئاسة الشيخ عمر صوان.
وابتدأت علاقة الشيخ هاشم مع المجمع الإسلامي مبكرة، فقد كان على إطلاع ومشورة بتأسيس المجمع عام 1973م، وكان على اتصال بالشيخ سليم شراب والشيخ أحمد ياسين، وقد ساعدهم بالمال، وقدم لهم مواد البناء، ورشح الشيخ أحمد ياسين لقيادة الحركة بعد الأستاذ إسماعيل الخالدي، الذي غادر القطاع عام 1968م، بعد أن رسخ جهده، لأحياء الحركة الإسلامية من جديد، واستخرج الشيخ هاشم الترخيص لجمعية عثمانية باسم المجمع الإسلامي، وكان من أعضاءه في البداية كل من: أحمد دلول، وإسماعيل أبو العوف، وأسعد حسنية، ومصطفى عبد العال، وعبد الحي عبد العال، ولطفي شبير، ويعقوب أبو كويك، وأحمد أبو الكأس.
التزم الشيخ هاشم جامع السيد هاشم، وانطلق في نشر الوعي الإسلامي، والدعوة إلى حركة الإخوان المسلمين، منذ بداية الأربعينيات، وقد ألزم نفسه بدرس يومي في المسجد، بين صلاة المغرب والعشاء، وكان يعمد إلى التنقل بين المساجد في أحياء غزة، للوصول إلى تلاميذه ومريديه، وإرضاء أكبر عدد منهم، وليسهم في عمارة المساجد بالمصلين وطلاب العلم، الذين غرس فيهم التعاليم الإسلامية القيمة، لتأسيس جيل إسلامي وطني، يعي قضية بلاده، وكان يبذل المال والجهد في سبيل بناء مساجد جديدة، وإعمار وترميم المساجد الأثرية، في جميع أحياء غزة القديمة.
الشيخ وثورة 23 يوليو بمصر:
عقب قيام الثورة المصرية عام 1952م، عاد الإخوان المسلمون إلى الظهور بقوة، نظراً لوجود علاقات وطيدة بين جماعة الإخوان المسلمين ومعظم رجال الثورة، الذين كان أغلبهم إما منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين، أو متعاطفاً معها، وفي فترة الرضى والتوافق بين رجالات الثورة وجماعة الإخوان المسلمين، أصدرت الجماعة في مدينة غزة عام 1954م، صحيفة سياسية أسبوعية ناطقة، باسمها، وكان رئيس التحرير الدكتور صالح مطر أبو كميل، وشارك فيها عدد كبير، من المنتمين للجماعة وأنصارها ومنهم: هارون هاشم الرشيد، وخليل الوزير، وصلاح خلف، إضافة إلى عدد من الكتّاب، منهم منير الريس، وموسى الصوراني، وعبد الله رشماوي، وكان لتطور الأحداث لاحقاً، بين قيادة الثورة والإخوان المسلمين، أثر بالغ في توقف الجريدة عن الصدور عام 1961م.
دور الشيخ هاشم بعد عام 1967م.
بعد هزيمة عام 1967م، حين ابتدأ النزوح الجماعي من قطاع غزة إلى شرق الأردن، كان للشيخ هاشم دور رئيس في منع هجرة أهالي قطاع غزة إلى شرق الأردن، فانبرى لفضح هذه الجريمة، التي يعلم خطورتها، بتهجير اللاجئين من قطاع غزة، إلى شرق الأردن، لتوطينهم وحل القضية الفلسطينية، وتنقل الشيخ هاشم من مسجد لآخر، في معسكرات اللاجئين، ليخطب فيهم، مبيناً أبعاد خطر الهجرة، وتفريغ قطاع غزة، ويحثهم على عدم ترك الوطن، ومغادرته تحت أي ظرف اقتصادي، أو سياسي، فكان في الصباح الباكر يخرج لملاقاة الأسر التي قررت الهجرة، والتي تجتمع في شارع الوحدة، للحصول على التصاريح اللازمة، من مكتب الجوازات والتصاريح، من الداخلية الإسرائيلية، ويتنقل إلى ساحة فلسطين، ومحطة سكة الحديد، في حي الشجاعية، في مدينة غزة، حيث يتم ركوب النازحين إلى جسر الأردن، فيخطب في هذه الجموع المهاجرة، ليوقظ إحساسهم الوطني، ويشرح لهم أخطار تفريغ القطاع من السكان، وقد عدل الكثير منهم عن فكرة الهجرة، ومن هاجر إلى الأردن عض على أنامله، من الندم وخيبة الأمل، وسعى بعد ذلك جاهداً للعودة إلى قطاع غزة، وهكذا كان الشيخ هاشم، من بداية التزامه بالإخوان المسلمين، دائب الحركة والنشاط، في الخطب والمواعظ والدروس، التي امتدت من قطاع غزة، لتصل إلى أراضي الضفة، وأراضي 48، ليترك بصمات واضحة، في الدعوة لهذا الدين، والتنظير لفكر الحركة الإسلامية.
دعاه العقلاء وكبار السن، إلى تقديم دروس وعظ وإرشاد في مساجدهم، وتوفير كتب فقه وتفسير وسيرة، وكان يسعى للعودة إلى كتاب الله، وسنة نبيه، وهجر الأفكار التي كانت تسيطر على عقول الناس وتصرفاتهم، تميز بصفات شخصية واجتماعية، وعلمية وسياسية، دفعت الناس إلى قصده، طلباً لمشورته ومساعدته، لما كان له في نفوس الشعب الفلسطيني، من مكانة كبيرة، فهو من رواد التواصل، بين أهالي الضفة والقطاع، وأهالي فلسطين المحتلة عام 1948م، عمل علي زيارة مضارب البدو في بئر السبع، وحثهم على بناء المساجد، وأرسل الأئمة من غزة، لتعليمهم وتحفيظهم القرآن، والحديث والسُنة، وانتقل إلى المثلث العربي، وامتدت حلقات دروسه إلى الطيرة، وأم الفحم، وكفر قاسم، وغيرها من القرى، ومن ثم إلى شمال فلسطين، حيث كان مركزه قرية الجديّدة والمكر، وامتدت زيارات الشيخ هاشم، حتى وصلت إلى أغلب المدن والقرى العربية، عكا وجسر الزرقا، ومدينة يافا عروس البحر المتوسط.
تبني أعداد من السجناء، حيث كان يقدم لهم الملابس، والكتب الدينية والثقافية، لزيادة الثقافة والوعي الديني، وقد عمد على زيارتهم في شهر رمضان، وفي الأعياد، لتقديم الحلوى والملابس، وترأس لجنة الدفاع عن الأسرى والسجناء، المشكّلة بقرار من مجلس بلدية غزة، وحرص على تأدية صلاة العيد، مع السجناء الفلسطينيين، فيخطب فيهم، ويواسيهم في حلكة سجنهم وظلامه، فقد كان نقطة الاتصال بين المساجين والخارج، فمع الكتب والحلويات، كانت أخبار السجون تخرج إلى عمان ودمشق وبيروت والقاهرة.
علاقته مع الشخصيات والفصائل والقوى السياسية:
كان الشيخ هاشم على علاقة جيدة مع قاده الفصائل، والقوي السياسية الفلسطينية، وعلى رأسهم الشيخ أمين الحسيني، وعبد القادر الحسيني، قائد جيش الجهاد المقدس، ومدحت الوحيدي، قائد فصيل سهم الموت، وعبد الله أبو ستة، واللواء احمد فؤاد عبد الصادق، وسيد طه الملقب بالضبع الأسود، والشيخ محمد فرغلي، والشيخ يوسف طلعت، والشيخ حسن المنياوي، والشيخ عبد الواحد أبو سبل، وتوفيق حسين مشتهى، وبطرس الصايغ، وعلي محمد العكشية، وإسماعيل عطا الله، وسعيد محمد أبو جهل، وعبد الله أبو ستة، وسليم الأغا، وعمران شقورة، وعبد الله مهنا، وأسعد الرنتيسي، والشيخ محمد طه النجار، وخالد فيصل، ومحمد طبش، وعمر الفار، وسعيد صالح العشي، وعبد الحكيم الجولاني، وكان على علاقات وطيدة مع الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح، كما كان الشيخ هاشم على علاقات قوية مع شخصيات كبيرة، أمثال الرئيس جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد اللطيف البغدادي، وكمال حسين، والمشير عبد الحكيم عامر.
علاقته مع قيادات حركة فتح:
1- ياسر عرفات القدوة: توثقت علاقة الشيخ هاشم بمحمد عبد الرءوف القدوة في مصر، إبان دراسته في جامعة الأزهر عام 1934م، وأُشتهر لاحقاً باسم ياسر في وقت مبكر من مراحل شبابه، وهو في الثانوية في مصر، قدّمه الشيخ هاشم للمتطوعين الفلسطينيين، في معسكر شبابي، لتدريب شباب الإخوان المسلمين، في القاهرة عام 1946م، وكان يحرص على أن يتعرف الشباب الفلسطيني في غزة به، ليساعدهم ويقدم لهم المعونة، واستمرت العلاقة وتطورت في كثير من المحطات الوطنية.
2- خليل إبراهيم الوزير: تربط خليل الوزير صلة نسب بالشيخ هاشم، وهو من أقرب الأشخاص إلى فكره، وقد اكتشف الشيخ هاشم مبكراً، روح الثورة والتمرد والسرية، في شخصية خليل الوزير، بدأت علاقته مع الشيخ هاشم وهو في مرحلة الثانوية، فكان يزوره ليستعير منه كتب من مكتبته، ويجلس معه ساعات طويلة، ليتعرف إلى آرائه السياسية، في تجربته مع الأخوان المسلمين، ولمعرفة الشيخ هاشم أن خليل الوزير عضواً ملتزماً في حركة الأخوان المسلمين، قام بترشيحه للأستاذ صلاح البنا، والأستاذ محمد فوده، من حركة الإخوان المسلمين، الذين أشرفوا على تدريبه وتنشئته تنشئة عسكرية، وعندما أُلقي القبض على خليل الوزير، تدخل الشيخ هاشم لدى السلطات المصرية لما لديه من علاقات ونفوذ.
3- صلاح مصباح خلف: كان الشيخ هاشم على علاقة جيدة مع مصباح خلف في الأربعينيات، ومع كل آل خلف في غزة ويافا، وقد التحق صلاح خلف بحركة الإخوان المسلمين، والتحق مبكراً في جمعية التوحيد.
4- كمال عدوان: التحق كمال عدوان مبكراً بصفوف حركه الإخوان المسلمين عام 1952م، وكان شديد الالتصاق بالشيخ هاشم، فكان الأب الروحي له ولمجموعته.
5- محمد يوسف النجار: كانت علاقة الشيخ هاشم مع محمد يوسف النجار، علاقة قوية بدأت في أوائل الأربعينات، مع عمه الشيخ طه النجار، من مناضلي أهالي يبنا ما قبل 1947م، وعند النكبة استقبل الشيخ هاشم آل النجار في غزة، ونزلوا ضيوفاً عليه حتى انتقلوا إلى رفح، اشترك مع الشيخ هاشم في كافة نشاطات الإخوان المسلمين، وكان من المبادرين إلى التفكير في إنشاء حركة فتح.
فقد التقت أفكار الشيخ هاشم، مع مجموعات الفلسطينيين المقيمين في قطر، والكويت والسعودية، وكان موسم الصيف، يشهد النقاشات التي تتم في غزة، مع الذين يحضرون من قطر والسعودية والكويت، والأقطار العربية، في الإجازات الصيفية، وكان الشيخ من الأوائل الذين طرحوا فكرة تكوين حركة فتح عام 1958م، بعد انتهاء العدوان الثلاثي على غزة، حيث كانت البدايات لحركة فتح من مجموعة من كوادر الإخوان المسلمين، وكان أول اجتماع لهم في بيته الكائن في مدينة غزة, وشارك حركة فتح اجتماعاتها في الكويت وقطر ولبنان والسعودية.
بعد انطلاقة حركة فتح في العام 1965م، كان الشيخ هاشم من المحسوبين على قيادة حركة فتح، يحضر اجتماعاتها، ويتنقل من قطر إلى آخر، يسعى في حل مشاكلها، ويحاول أن يجد خطوط التقاء بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين كلما سنحت الفرصة لذلك، وكان من القيادة الأولى لحركة فتح في قطاع غزة، والتي كانت تضم إلى جانبه كل من سليم الزعنون، ورياض الزعنون، وأسعد الصفطاوي، ومعاذ عابد، ، وحمد العايدي، وغالب الوزير، وسعيد المزين.
ظل الشيخ هاشم منتمياً لحركة فتح، منخرطاً في صفوفها، ملتزماً بأنظمتها وقوانينها، وفلسفتها، ونظرتها للمسائل الوطنية، إلى أن تم اغتياله وقتله، وهو خارج من صلاة الفجر بالمسجد العمري الكبير بغزة، على خلفية مواقفه السياسية، لكن حركة فتح لم تسجل موقفاً واضحاً تجاه هذا القائد الفتحاوي، الذي تم اغتياله في فترة متقدمة، من المبادرات السياسية السلمية، التي كانت فتح لا تريد أن تظهر بمظهر الموافق والمؤيد لها، في حين أنها كانت تباركها، وتخطط وتسعى لتحقيقها كما ثبت لاحقاً.
وقد أكد لنا أبناؤه، أن لديهم وثائق من قيادات وكوادر حركة فتح، تثبت أن والدهم عندما توجه إلى القاهرة، لمباركة خطوات الرئيس المصري محمد أنور السادات، في زيارته للكنيست الإسرائيلي، ومباركته لاتفاقية كامب ديفيد، كانت هذه الزيارة، بتوجيه ومتابعة وإشراف كامل من حركة فتح، وعلى رأسها صلاح خلف، حيث كان يتابع كل التحركات أولاً بأول مع والدهم، وقد راجع بنفسه الخطاب الذي ألقاه والدهم في القاهرة وقام بتعديله.
محطات مؤلمة في حياة الشيخ هاشم الخزندار:
v اعتقل الشيخ هاشم في المرة الأولى عام 1941م في مصر، بتهمة مساندة ثورة رشيد الكيلاني، وسجن في سجن الأجانب في باب الخلق، وظل في المعتقل ثلاثة أشهر، وتم ترحيله بالقطار إلى سجن صرفند في فلسطين، واستمرت فترة اعتقاله أربعة أشهر، ثم أطلق سراحه بكفالة الأمير بدر الدين الضامن من الأردن.
v المرة الثانية عام 1965م، حينما اعتقل مع الشيخ سيد قطب، على خلفية تمويل حركة الإخوان المسلمين، وأثناء فترة التحقيق التي استمرت خمسة شهور، تبين أنه ينتمي إلى صفوف حركة فتح، فتم الإفراج عنه بعد فترة قليلة، وسرعان ما أعيد اعتقاله عام 1967م، من قبل الاحتلال الإسرائيلي بتهمة انتمائه لحركة فتح.
v تلقى الشيخ هاشم في 6/3/1970م، نبأ استشهاد ابنه البكر، محمد النعمان، أثناء التدريب في سوريا، حيث كان من الناشطين في حركة فتح في قطاع غزة، ومصر وسوريا ويوغسلافيا، حيث كان طالباً في كلية الهندسة في يوغسلافيا .
v أُعتقل أبناؤه بدر الدين ومحسن ومأمون في عام 1974م، وأُفرج عن بدر بعد خمسة وأربعين يوماً، ومحسن بعد سنة ونصف، أمّا مأمون فتم الإفراج عنه بعد ست سنوات.
v هُدم جزء كبير من منزله، المقابل لمستشفى الشفاء، بعد اعتقال أبنائه، وقد هدمه الاحتلال بالمعاول، ومُنع من ترميمه لسنتين بقرار عسكري.
v تم ممارسة ألوان من الضغط النفسي والمادي على الشيخ هاشم، بعد اعتقال أنجاله، وزجهم في السجون، ليوافق على بعض قرارات اليهود، ومنها إزالة مسجد حسن بيك الكبير في يافا، وتحويله إلى كازينو، حيث يقع في منطقة سياحية وقد رفض رفضاً باتاً، وأعلن رأيه الديني والوطني في الصحف العربية والإسرائيلية، وفي المحكمة العُليا في تل أبيب، بأن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي.
الشيخ هاشم الخزندار أواخر حياته:
تلقى الشيخ هاشم الخزندار عدة طعنات قاتله، بتاريخ 1/6/1979م، وهو خارج من صلاة الفجر، من المسجد العمري الكبير، أدت إلى مقتله، وقد قتل على يد إحدى المجموعات العسكرية الفلسطينية، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، على خلفيه تنظيمه لوفد من قطاع غزة، إلى جمهورية مصر العربية، لتأييد الرئيس محمد أنور السادات بعد زيارته إلى القدس، وتوقيعه اتفاقيه السلام مع دولة الكيان الصهيوني، وقد شارك في هذا الوفد عدد من شخصيات القطاع التي اختارها، وتم استقبال الوفد في القصر الجمهوري، وسلطت الأضواء على هذه الزيارة بوسائل الإعلام المصرية، في حين انتقدتها منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها.
جنازته:
خرجت غزة لوداع الشيخ هاشم، من المسجد العمري الكبير، وسارت الجنازة من المسجد إلى مقبرة ابن مروان، مقابل مركز شرطة مدينة غزة، على مدخل حي الشجاعية، وكانت من أكبر الجنازات احتشاداً في تاريخ مدينة غزة، حيث شاركت معظم المجالس البلدية والقروية فيها، كما شاركت غالبية الشخصيات الوطنية والإسلامية، وأقيم له بيت عزاء في غزة، وآخر في الكويت، وأبو ظبي، ورام الله، وبيروت، والقاهرة، تلقت فيها العائلة مئات البرقيات، من الزعماء والقادة والشخصيات العربية والإسلامية والوطنية.
وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بياناً تبنت فيه قتل الشيخ هاشم الخزندار.
ما قيل في مقتل الشيخ هاشم:
قال أ. هشام ساق الله الكاتب الفلسطيني، المنتمي لحركة فتح: إن الشيخ هاشم الخزندار قتل بدواعي خلاف سياسي، وقتله هو نوع من الاغتيال السياسي، الذي مورس في تلك الفترة التاريخية على أبناء شعبنا، ولم يسجل على الشيخ أي تعاون مع قادة الحكم العسكري الإسرائيلي، سوى القيام بمهمته كإمام لمدينة غزة، والتدخل لدى قوات الاحتلال في استلام جثامين الشهداء، والصلاة عليها وفق الشريعة الإسلامية، ومساعدة الأسرى الفلسطينيين، بتحسين حياتهم داخل السجون، وهذه المهمة الوطنية التي قام بها، لا يزال أهالي غزة يذكرونها له، ويترحمون عليه، وقتل أيضا مثله رئيس بلدية نابلس ظافر المصري عام 1985م، لموافقته على إدارة بلدية نابلس، بعد موافقة حركة فتح، والشهيد ياسر عرفات على هذه الخطوة، الذي اعتبرتها التنظيمات اليسارية في حينها خيانة.
بعد توقيع اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني، أصبح قبول الاعتراف بدولة الكيان هو أمر عادي وسياسي، لذا يتوجب أن تقف تلك التنظيمات، التي قتلت هذه الشخصيات وقفه جادة، وتعترف بأنها مارست القتل السياسي، وأن تدين هذه الإعمال، وان يتم احترام الخلاف السياسي، والإعلان بعدم ممارسته مستقبلاً، بأية صورة من الصور، ويتوجب أن يتم إعادة الاعتبار، لمن قُتلوا بهذه الطريقة، وعلى هذه الخلفيات السياسية .
كذلك كان للكاتب القدير أ. فايز أبو شمالة رأيه فقال: الكاتب المصري يوسف السباعي، وإلياس فريج رئيس بلدية بيت لحم، والشيخ هاشم الخزندار، وظافر المصري رئيس بلدية نابلس، ومصطفى دودين رئيس روابط القرى، وأسماء فلسطينية كثيرة تمت تصفيتهم، أو اتهامهم بالخيانة لأنهم جنحوا للسلام، أو تجرؤوا في التحدث عن ضرورة التفاوض مع إسرائيل، لتصدر الأوامر بتصفيتهم من قيادات فلسطينية، تتنقل اليوم عبر الحواجز الإسرائيلية، وتنسق مع إسرائيل، بينما الفلسطيني الذي نفذ القتل بدافع وطني، ما يزال في السجن، وأعرف أحدهم، كان معي في إحدى غرف سجن نفحة الصحراوي.
الغريب أن بعض أوامر التصفية، قد تمت دون تحقيق، ودون محاكمة عادلة، ودون تروٍ، وقد صدرت أوامر التصفية، عن مكاتب تشابه مكتب الأخ القائد الفتحاوي الكبير حكم بلعاوي، وعن مدير مكتبة، القائد المناضل عدنان ياسين في تونس، والذي تبين فيما بعد أنه هو الجاسوس لإسرائيل، والأغرب أن الذي أصدر الأمر بتصفية من تم اتهامهم بالانهزامية، والتراجع عن خط الثورة، ورفض المقاومة، والدعوة إلى السلام مع إسرائيل، هو ذاته الذي يصدر اليوم الأوامر بتصفية المقاومين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، وقد صار من أنصار اتفاقية أوسلو، وصار مؤيداً للتفاوض مع إسرائيل إلى الأبد.
كذلك كتب الكاتب والباحث والمؤرخ د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي: للحقيقية والتاريخ، وفى سبيل الموضوعية التاريخية، قمت بجولة ميدانية لبعض من عايشوا الشيخ هاشم الخزندار، وسمعت بالرواية الشفوية الكثير الذي أثلج صدري، كباحث عن الدور البارز الذي قام به الشيخ هاشم، ووالده الشيخ نعمان، لشعبهم الفلسطيني إبان هجرة 48، ووقفت أمام المحطات النضالية التي خاضوها في فلسطين، زمن النكبة والنكسة على حد سواء، وأدركت الوصية التي حملها من أبيه وأجداده الأخيار، والوصية التي تركها لأبنائه من بعده، والتي بتنا نلمسها من خلال سلوكهم الوطني النبيل، وإن ما كتبته من كلمات وسطور وتحليلات لا تعطى الشيخ الشهيد جزءاً من حقه، وبصفتي كدارس للتاريخ، وانطلاقاً من رؤيتي الموضوعية، وما سمعته من الجيل الذي عايش الشيخ هاشم الخزندار، قدمت دراسة متواضعة، إلى روحه الطاهرة، لأن أمثال الشيخ هاشم، لابد أن يحفروا في ذاكرة كل الشرفاء والأحرار، وتكتب أسماؤهم بأحرف من نور، تضيء للأجيال الصاعدة طريق المحبة والإخاء، والإنسانية والوفاق، وأحرف من نار، تحرق كل المزايدين والأعداء، والمدلسين الطامسين للحقائق التاريخية.
ختاماً نقول: أن الكاتب محسن هاشم الخزندار، ابن الشيخ هاشم الخزندار، كتب كتاباً قيماً أسماه " فلسطين في عيون الإمام الشيخ هاشم الخزندار"، ويعتبر هذا الكتاب وثيقة تاريخية هامة، تروي حياة الشهيد الشيخ هاشم الخزندار، من خلال الأحداث التاريخية، والحراك السياسي الفلسطيني، منذ عام 1915م وحتى 1977م، كما يعتبر الكتاب نافذة حقيقية على التاريخ السياسي والتنظيمي، بتفاصيل غير مسبوقة، ستشكل مرجعاً حقيقياً للباحثين، في تاريخ فلسطين وغزة السياسي والاجتماعي، من خلال رؤية منهجية لحياة الشيخ هاشم الخزندار، ومشوار حياته السياسي والفكري، وقد أفدنا كثيراً من هذا الكتاب في تسجيل سيرة الشيخ هاشم الخزندار.
نسأل الله تعالى للشيخ هاشم الخزندار الرحمة والمغفرة
وأن يسكنه الله فسيح جناته.
[1] عبد الكريم صقر الأغا والعائلة | عزاء ومواساة | 22-10-2015