بسم الله الرحمن الرحيم
وداعاً يا منهل وداعاً- بقلم أ. حسام عثمان الأغا
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور، يا رب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى..
وداعاً وداعاً يا منهل وداعاً.. بالأمس وفي السابع من محرم جاءنا الخبر الأليم، الخبر اليقين، الخبر الحزين، رحيل الشاب المهذب المؤدب، الذي عُرف بابتسامته الوادعة، وبدماثة أخلاقه، وحلو كلامه، بخلقه الرفيع، وبصوته الهادئ، الخدوم الكريم، عزيز النفس طيب القلب، لم نسمع منه إلا طيب القول، اتفقت معه أم اختلفت، لا يرتفع صوته، حكيم رزين في قوله وفعله، سنذكرك دوماً ميتاً كما كنا نذكرك حيّاً،، لنا الله من بعدك يا منهل.
من المؤلم جداً، ومن الصعب أيضاً أن يدفن الرجل ولده الرجل "منهل" بكل ما للكلمة من معنى، يااا لها من لحظات مرّت كسنوااات، لحظات الفراااق ثقيلة مرّة، كثقل الجبال ومرارة العلقم، يااا أبا منهل اصبر واحتسب، فأنت الرجل الذي نعرف،، أنت التقي النقي، نحسبك من الصالحين ولا نزكي على الله أحداً، ما أصابك لم يكن ليخطئك،، نعم التربية ما ربيت، نعم الأخلاق ما أنتم عليه، فمن نعم الله على مَن فقدَ ولده، حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: "إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول وهو أعلم: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم. فيقول: ماذا قال عبدي: فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله جلّ وعلا: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد". أو كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.. بشرى من الله أنت أهلٌ لها.
رحمك الله يا أبا الأمين، أيها الصابر المحتسب، سلّم أمره لله، فما كان إلا شاكراً حامداً صابراً، ربطتني به علاقة مميزة، منذ عودته وأهله من ليبيا إلى سطرنا الحبيب، زرته وزارني مراراً، تواصلنا وأنا في الغربة، اتصلت به مواسياً بعد أن أصابه المرض فوجدته في حالٍ ربما أفضل من حالي، لم يجزع ولم يخف، ومن ثم وهو في مصر وبعد عودته،، إنه منهل ابن أبيه، رحمات ربي تتنزل عليك يا رحمك الله..
يا أبا الأمين لقد تركت لنا إرثاً وحملاً ثقيلاً، تركت الزوجة والابن والبنت، الأب والأم والأخوة والأصدقاء.. نعلم بأننا شاربين الكأس الذي شربت، وأن الحق الذي نكره "الموت"، لا محالة آتٍ ليأخذنا حيث ذهبت،، فالحمدلله الذي قبضك وهو عنك راضٍ، فأنت ممَن استخلصهم الله ليبتليهم، ومن ثم سيجزيهم خير الجزاء مع الصالحين والشهداء،،
خالص التعازي للوالد الفاضل أبو منهل وللحاجة الفاضلة أم منهل أعانكما الله وصبركما، واعلما بأن الدنيا سجن المؤمن.. فتخيّليا بأنكم في سجن واحد وقد خليّ سبيل منهل من قبلكما، أما كنتما ستفرحان، عليكم بالدعاء له فنعم الولد ما أنجبتم، تعازينا موصولة لأخوته مسعود ومحمد وأحمد،، ولحرمه المصون وولده وبناته وأعمامه وأخواله وأصدقائه ولجميع آل غانم،، والله نسأل أن يتقبله مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،، اللهم إنك أكرم الأكرمين فأكرم نزل منهل ووسع مدخله واغفر ذنبه وجازه بالحسنات إحسانا وعن السيئات عفواً وغفرانآً.. اللهم أمين