حكاية الوجع والمعاناة ...بقلم والدة الشهيدين محمد وعبد الحميد
أي رثاء، وأي سطور، وأي كلمات تعبر عن هذا الحب لكم... مهما سطرت من حروف، ومهما كتبت من كلمات أتظاهر بكسوها حلل الأمل... ولكن تبطنها معالم الألم... فراق عزيز وفراق غالي... وأي فراق وباتت الديار حزينة تشكو فراقكم.
أبا الفضل.. لستُ أدري ما الذي يدفعني لرثائك.. ربما لأنني أحسست كمن فقد نعمة البصر.. اقسم بالله أني كنت خائفة من أن أفقدك.. وأقسم بالله أن نبلك وخلقك طارئ في هذه الدنيا وانك غادرتها الى حيث يليق بك ان تكون.. حيث لا هم ولا كدر ولا أنتم تحزنون..
أبا الفضل... يا من بكتك عيون الأحبة.. إليك أبكي وتنساب دموعي بحرقة وألم ..حينما ودعتك الوداع الأخير ونظرت إلى وجهك أحسست أن الطيبون لا ينتظرون وطلبت منك وقتها ان تسامحني إن بقيت أبكيك!!
رحل الكريم.. رحل الوفي.. رحل الصفاء.. رحل الطهر..
أي هناء نلمسه بعد رحيلك وأي عيشة سنهنئ بها.. رحمك الله أيها الابن الهمام... أقف امام ثناءك عاجزة.. مهما كتبت من كلمات فليس لها وزن أمام كريم خلقك.. وعفيف نفسك ومواقفك المشرفة وذكرك الطيب...
عبد الحميد... أبا عبيدة
بني رحمة الله عليك.. تعجز الكلمات عما في داخلي.. فالقلم جفت مدامعه والكلمات عجز عنها اللسان آه آه... يا بني لو تعلم ما في قلبي من حرقة على غيابكم... رحيلكم أطفأ شعلة السعادة التي كانت تضيء في داخلي...
هناك صدع في الفؤاد لاينجبر أبدا سببه فراقكم يا بني ..
لكن ما يخفف المصاب هو أنكما بإذن الله شهداء ...
أبا الفضل.. ابا عبيدة..
إن جذوة الفجيعة تعود الى التوهج من جديد كلما مر طيفكم أو لاحت ذكراكم فأنتم فارقتمونا بالجسد لكن ذكراكم ستظل باقية أبد الدهر.. مشعل ضياء و نبراس و نور....
مهما طال الغياب يا ولدّيّ ولفتكم الأرض فلن أنساكم.. ما أشد ظلمة الحياة عندما أفقد عزيزا وغاليا لكنه قدر الله..
ولديّ ابا الفضل وابا عبيدة..
هذه نفثة من صدري كتبتها بمداد المحبة والإشتياق لاوصلها لكما أما حبكم فلا تكفيه هذه الكلمات..
تشتاق نفسي لمحادثتكم حديث ود ومحبة.. يعبر قلمي عن مشاعر فاضت بالحزن والعبارات الجياشة التي إعتلت صدري وكل كياني..
الموت والفراق يشعراني بالالم والتوجع ويخلقان جراحا غائرة عميقة في قلبي لغيابكم.. هذه الجراح لن تندمل الا بالصبر وقوة الايمان..
ما أقسى الفراق وما أصعب الذكريات فانا لا أنسى المواقف التي جمعتني بكم.. خفق قلبي وتلعثم لساني... وانشلت جوارحي..
وتزاحمت خواطري.. وأجهشت عيني بالبكاء فلا ارى سوى أغلى كلمة إستوطنت قلبي وأبهى حروف رسمتها على جدار روحي وأجمل اسم خطته يدي فجرى مجرى الدم في عروقي إنه "ولدي" آآه يا فلذة الكبد..
تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول الا ما يرضي ربنا " إن لله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى"
اللهم ارحمهم واعف عنهم واغفر لهم..
اللهم أسكنهم الفردوس الأعلى...
اللهم اجمعني بهم في مستقر رحمتك...
[1] وليد هاشم سليم الأغا | دعاء | 04-02-2016