مناسبات خارج العائلة

عيد الخيرية تحتفي بأيتامها في فلسطين بيوم اليتيم في العالم الإسلامي

عبر شركائها بجمعية دار الكتاب والسنة
عيد الخيرية تحتفي بأيتامها في فلسطين بيوم اليتيم في العالم الإسلامي

غزة – حاتم العسولي-  نظمت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، عبر شركائها في دار الكتاب والسنة احتفالية يوم اليتيم في العالم الإسلامي، الذي أقرته منظمة التعاون الإسلامي في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك.

وأكد المدير العام لمؤسسة عيد الخيرية الشيخ علي السويدي، أن مؤسسته تكفل 45 ألف يتيم في أكثر من 27 دولة بالعالم، وفي فلسطين تكفل7200 يتيم، منهم 3200 يتيم في دار الكتاب والسنة، لافتاً إلى حرص مؤسسة عيد الخيرية واهتمامها الكبير في كفالة ورعاية الأيتام وخاصة في فلسطين.

ودعا السويد\ي في كلمة مسجلة، أهل الخير في كل دول العالم، أن يساهموا ويشاركوا في هذا العمل الخير والطيب، وأن يبادروا إلى كفالة ورعاية الأيتام، لما لها من أجر عظيم وكبير عند الله تبارك وتعالى، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يبارك في كل من رعى وكفل يتيم، وأن يجزيه خير الجزاء.

من جانبه شدد الشيخ أسامة اللوح عضو مجلس إدارة  دار الكتاب والسنة، على أهمية الاهتمام والعناية بالأيتام الذين أوصى بهم ربنا تبارك وتعالى، ونبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله عليه الصلاة والسلام: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بين اصبعيه السبابة والوسطى"، في إشارة ودلالة واضحة على عناية الإسلام بفئة الأيتام.

وقال: "نلتقي بكم اليوم في فعالية طيبة نحتفل بها بالأيتام، ولنعلن تأسيس برنامج متكاملاً متخصصاً برعاية هذه الفئة، فما يميز شركاتنا مع عيد الخيرية بخصوص الأيتام، أننا لا نعتنى بكفالة الأيتام مالياً فقط، بل نخصص لهم برامج متعددة تشمل العديد من المجالات الصحية والتربوية والتأهيلية والشرعية وغيرها من البرامج التي تساهم في الارتقاء بهم وصقل مواهبهم وشخصياتهم".

وأضاف الشيخ اللوح: "وما أحوجنا على أرض فلسطين المباركة أن نهتم بالأيتام كي نرسم البسمة على شفاههم المحرومة وكي ننزع الأسى من قلوبهم المكلومة، وإن الاهتمام بهم نابع من واقع المسؤولية الشرعية الملقاة على عاتقنا والتي سنسأل عنها يوم القيامة أمام الله تبارك وتعالى".

وتابع مخاطباً الأيتام، "إذا كنتم أيتام من آبائكم، فإن المجتمع بأكمله يعتبر أباً لك، ويعتبر بيتاً مفتوحاً أمامكم، فإن خدمتكم شرف عظيم"، لافتاً إلى أن الشراكة بين عيد الخيرية ودار الكتاب والسنة لا تقتصر على برامج الأيتام، بل تتعداه بكثير ليشكل البرامج الدعوية والعلمية والتعليمية والإغاثية والوقفية وغيرها من المشاريع التي تمثل روافداً للمجتمع الفلسطيني الذي نعيش فيه.
وأبرق الشيخ اللوح، أسمى عبارات الشكر والتقدير لكل المؤسسات التي ترعى الأيتام، وفي مقدمتهم مؤسسة الشيخ عيد الخيرية بدولة قطر الشقيقة، مثمناً جهودها الطيبة وبصماتها الناصعة على أرض فلسطين، سائلاً الله العزيز القدير أن يبارك في جهودها وجهود العاملين فيها وفي جهود الأشقاء في دولة قطر الحبيبة أميراً وحكومةً وشعباً ومؤسسات.

وفي كلمة ضيف الحفل شيخ وعميد المعاهد الأزهرية في فلسطين الدكتور يوسف جمعة سلامة وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق، أكد أن احتضان هذه الاحتفالية يبرهن على حرص المؤسسات الخيرية الفلسطينية والقطرية على عمل الخير.

وذكر أن أرض فلسطين المباركة هي واحة العمل الخيري منذ أن أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم الخليل وما حولها على الصحابي الجليل تميم الداري، ليكون أول وقف في فلسطين، وليمتد بعده الخير والعطاء الكثير والعديد، لافتاً إلى أن التعاون على الخير هو سبيل هذه الأمة منذ أن أشرقت شمس الإسلام لقول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى".

وقال الشيخ سلامة: "كم هو جميل أن يلتقى أهل الخير في الجمعيات والمؤسسات الخيرية ولجان الزكاة ليتعاونوا على البر والتقوى، وليساهموا في رسم البسمة على الشفاه المحرومة وإدخال السرور على القلوب الحزينة استجابة للتوجيه النبوي، حيث بين رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: "أنا الله تبارك وتعالى قد غفر لخطاء وقد تاب الله على بغي لأنهما سقيا كلباً وجداه يأكل الثرى من العطش".
وتابع: "فإذا كان جزاء من سقا كلباً الجنة، أقول لكم أيها الأخوة الأحبة هنيئاً لكم، فما جزاء من يسقي ظمآناً ويطعم جائعاً ويكسو عرياناً ويمسح رأس يتيم ويزيل الدمع من عيني طفل صغير".
وأعرب الدكتور سلامة، عن سعادته الغامرة لرؤية النماذج المشرقة والمبدعة من الأيتام خلال تقديم عدد من الفقرات المميزة والإبداعية المتنوعة، كالطفل اليتيم الصغير الذي يتحدث العربية السليمة، وفي مقابله طفل آخر يتحدث الإنجليزية بطلاقة ليشكر مؤسسة عيد الخيرية وكافليه، وبالتوازي معهم يتيم آخر يرسم بيديه المباركة لوحة فنية تجسد شعار مؤسسة عيد الخيرية، وذاك يتيم آخر يبدع ويبرع في اختراع علمي رائع، وهذ النماذج والإبداعات كفيلة بأن تجعلنا نرى من هؤلاء الأيتام الصغار العلماء والوزراء في المستقبل.

وقال: "رغم كل التحديات والصعاب التي تواجه أبناء شعبنا، ورغم القتل والتشريد وهدم البيوت والمؤسسات نجد الإبداع في مجال العلم والصبر والرباط والثبات، ليثبت أطفالنا للعالم أجمع بأن فلسطين غالية، وارتباطنا بها هو ارتباط عقائدي، لأنها جزء من عقيدتنا الإسلامية.

وعبر الشيخ سلامة، عن شكره وتقديره لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية بدولة قطر، ولكل المؤسسات الخيرية في العالم أجمع التي تقف وتساند أبناء الشعب الفلسطيني المرابط على أرض الرباط، سائلاً الله عز وجل أن يجزي مؤسسة عيد الخيرية وجمعية دار الكتاب والسنة خير الجزاء.

وفي لوحة فنية وجمالية مميزة اشترك بها ثلاثة أيتام نوابغ تكفلهم مؤسسة عيد الخيرية في قطر، ليعبروا عن شكرهم وعرفانهم لتلك المؤسسة العريقة التي ترعاهم وتوفر لهم جُل احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية، خرج اليتيم المبدع طارق أبو طير ليرسم بيديه شعار عيد الخيرية على لوحة فنية ومن ثم ينثرها بالبريق الذهبي اللامع، ليصبع يشع نوراً وذهباً كمعدن وأصالة حاملته مؤسسة عيد الخيرية، وتزامناً مع رسم اللوحة الفنية يشكر اليتيم المبدع معتصم قديح، كافليه باللغة العربية، واليتيم المبدع مصطفى الجبور باللغة الإنجليزية في رسالة حب وود وشكر وعرفان من أيتام فلسطين.

وجاء في نص الكلمة التي تحدث بها الطفلان المبدعان بالعربية والإنجليزية: "في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها في قطاع غزة من حصار ودمار، واحتلال إلا أنه لازالت أيدي المحسنين تمتد لنا من أجل إدخال السعادة على قلوبنا، فكم ساعدتنا هذه الكفالة المباركة التي نحيا الآن بعد عون الله في ظلها، وسترتنا عن الفاقة وعن ذل الحاجة، إذ عوضتني الكفالة بعد فقدي لوالدي الكثير، فوفرت لنا احتياجاتنا اليومية من مأكل ومشرب وكسوة وتعليم إضافة الى المشاركة في العديد من الدورات، كالدورة الشرعية السنوية للأيتام والخطة التربوية ودورات تنمية قدرات الأيتام وغيرها والتي غيرت في حياتنا وصقلت مواهبنا، فشكراً لأهل الخير في مؤسسة عيد الخيرية وفي جمعية دار الكتاب والسنة، وشكراً لدولة قطر الخير أميرًا وحكومة وشعبًا على جهودها المباركة، فلكم منا الدعاء وجزيل الشكر"

ولم تقف إبداعات الأيتام عند هذا الحد، بل كانت مفاجئة الحفل هو إبداع ونجاح اليتيم محمود زنون الذي تكفله عيد الخيرية مع شقيقته أحلام منذ سبعة سنوات، في ابتكار نسخة مصغرة من سفينة استكشافية بأدوات بسيطة، يمكنها أن تصور مناطق محاصرة بالمياه وتبث صورها مباشرة عبر أجهزة استقبال كالجوال ونحوها.

يذكر أن الاحتفالية ترأس عرافتها الشيخ أمجد اسماعيل، وتخللها فقرة مميزة حول الحجاب قدمتها مجموعة من الطالبات الصغريات، وفي الختام تم توزيع الهدايا التكريمية والتقديرية على الأيتام وذويهم، ثم تناول طعام الإفطار.

 

 


 

 





















 

تصوير أ. ياسر الأغا ، بلال عواد

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد