بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
صدق الله العظيم
جاءني اتصال من أخي، لكنني لم أسمع الاتصال أول مرة، وفور رؤيتي الاتصال توقعت الخبر الذي أخشى سماعه، وما هي سوى لحظات بل هنيهات حتى جاء الاتصال الثاني الذي حمل الخبر الأليم خبر الفراق والبعاد والغربة، اتصال لا كلام فيه بل بكاء وأنين أخي وهويحضتن جثة فلذة كبده وقرة عينه بين يديه، لحظات لكن كم هي أليمة،،
سرعان ما استرجع وحمد الله فإيمانه بالله كان قوياً،، فأخذ يحمد الله على ما أصابه، فقد عاش لحظات مريرة بعد رحلة شاقة له وللغالية أم محمد، رحلة شقاء للعلاج من المرض اللعين الذي سرق قرة أعينهما،حظيت بزيارته في المستشفي، أي براءة كان يحمل، الابتسامة لم تغادر محيّاه، كان مميزاً في كل شيء، كنت أشعر بأنني أتعامل مع رجل وليس طفلاً بعمر الزهور، كان محبوباً دائم الابتسامة، كأنه لا يريد أن يشعر الآخرين بألمٍ ألمّ به، كان لقائي به أياماً معدوة في شهر رمضان المبارك حين افترقنا من مطار دبي، كنت أنظر وأتأمل الأماكن التي ظهر بها المرض وأقول في نفسي ماذا عساي أن أفعل؟ أخذناه لغرفة الأطفال للعب، وكم كنت خائفاً عليه حتى من اللعب، لدرجة أنني كنت أحمله وألاعبه وأضعه في حضني خوفا عليه،، فأي مشاعر وأي ألمٍ تركت خلفك يا يونس الصغير لكننا لن نقول إلا ما يرضي ربنا عزّ وجلّ "إنا لله وإنا إليه راجعون".
كنت قوي تصارع المرض اللعين، تصارعت معه وتحديته شامخا وتحملت الذي لا يتحمله الكبار، ولكنه مرض لعين خبيث خانك ولم يعطك الحق بالعيش ولكن الله أحبك واختارك وبارك لواديك ببيتاً في الجنة بإذن الله. حيث حديث رسولنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم عندما قال لنا علي لسان الحق عز وجل: " قال الله : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ ، وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا قَالَ ؟ قَالَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . قَالَ : ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ "
تركت المستشفي قبل أيام من رحيلك وطلبت النوم على سريرك وفي غرفتك وطلبت من أمك أطال الله في عمرها و صبرها على فراقك أن تحضنك وكانك تقول لها، امي اقترب الرحيل، دعيني أشبع من حضنك الحنون وان تشبعي مني قبل رحيلي. لم تنسى ألعابك التي قمت بوداعها باللعب فيها وفي اليوم التالي طلب بالخروج من البيت لرؤية العالم الذي ستفارقه ولبست تاجك وفي ذلك الحين اتصلت بك لوداعك ولكن لم تستطع محادثتي إلا بصرخة ألم لن تفارق اذني إطلاقاً.
لحظتها شعرت انها ايام تفصلنا على فراقك مع العلم كنا ووالدك الذي لم يكن ولم يفوت فرصة لعلاجك نتبادل الحديث عن اكمال رحلة العلاج بالولايات المتحدة الامريكية ولكن بداخلي كنت اعرف ان اللعين استفحل بك فلم اسمع منك مثل تلك الصرخة التي سمعت طوال مسيرة علاجك ولكنها كانت الرسالة لنا بقرب الوداع.
ذهبت وبقيت معنا لن ننسالك طالما حيينا على أمل اللقاء بك لاحقاً, فارقد بسلام يا غالي.
أخي رامي أبو محمد واختي أم محمد ألمنا واحد وفقيدنا واحد و ما لي في هذه اللحظات إلا ان اشاطركما الأحزان وأقول أنا لله وإنا إليه راجعون، الله يصبركم على ما أصابكم فإرادة الله فوق كل شي، "أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيئ عنده بأجل مسمى.
جعله الله شفيعاً لكما وجعله طيراً من طيور الجنة،، اللهم أمين.
بقلم عم الفقيد: أ.طاهر يونس الأغا
[1] عنان ابراهيم عبد الاغا | تعزية ومواساة | 11-09-2016
[2] جواد أحمد حسين الأغا | تعزية | 11-09-2016
[3] د. خالد جميل خالد الاغا | تعزية | 12-09-2016
[4] عماد عطيه يوسف الاغا | تعزية | 12-09-2016