بسم الله الرحمن الرحيم
أخطاء الذبح في عيد الأضحى عام 2017
إعداد أ. بلال فوزي الأغا
ربنا تقبل منا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العليم، وتُب علينا إنَّك أنت التَّواب الرحيم، وتقبل الله منكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير
كان من منهج النبي صلى الله عليه وسلم الفورية في تعديل السلوك الخطأ، فلا يترك السلوك فترة من الزمن ثم يعاود النصح والتوضيح، بل التعديل المباشر بعد وقوع الخطأ، ولأن الانسان لا يزال يتذكر كل دوافع السلوك الداخلية، فيعدلها من فور وقوع العمل الخطأ ليتبرمج الانسان على الصواب،
من محاسن وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة وتطورها إلى حدود كثيرة أنها وثَّقت لأخطاء طوتها الأيام كانت تتم في كل عام وفي كل عيد، وفي كثير من الحارات والزقاقات، لكنها لم تُصور وتُوثق لنراها ونحكم عليها أو نعلق عليها أو نبني على هذا التطور منهجية في النصح والتناصح بين المسلمين، حتى نعدل الأداء ونُحسِّن العمل، ونُرضي عنا ربنا سبحانه وتعالى، وقبل ذلك نؤدي ما تمليه علينا إنسانيتنا وضميرنا من الأداء المتوازن الصحيح.
أخطاء خطيرة تتم وفق تنوعات النفوس البشرية ضعفاً وقوة، فهذا رجل يخاف لكنه يريد أن يفرد عضلاته في عيد الأضحى ليصوره الناس أنه الجرئ على ذبح الأضاحي، فيظهر ضعف قلبه واهتزاز يده عند لحظات يفرضها الموقف، وذاك يريد أن يظهر لحظات التلذذ بذبح الأضحية وغيره الكثير.
الذبح في الإسلام شعيرة من شعائره، وهو تذكية شرعية لاستحلال أكل لحم الذبيحة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية المستمدة من كلام الخالق الكبير الحكيم الخبير الذي يعلم من خلق وهو السميع العليم سبحانه وتعالى.
والذبح في علم الأحياء والقانون والحقوق هو سلب الحيوان مأكول اللحم حياته ونزع روحه منه في لحظة رحمة وشفقة عالية يتطلبها الموقف، ولا مجال في موقف الذبح للتجريب وفق مبدأ التجربة والخطأ، ولا مجال للتلذذ بحركات وأفكار لا تنتمي لعظمة الموقف وخشوع القلب واستدرار الرحمة بكل معانيها الإنسانية .
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ))
انظر الرحمة بالارنب مقطوع الرجلين في حياته عند الغرب، ولا يراعوا له رحمة عند سلبه الحياة والذبح
1- الخطأ الأخطر:نسيان التسمية على الذبح
الوصف: في معترك معركة الذبح، ينسى الذابح ذكر اسم الله على الذبيحة في لحظة افقادها حياتها ووضع السكين على رقبتها لذبحها أو نحرها، أو في حالة عقرها.
التوصية: تذكير الذابح بالتسمية من المشتركين في الأضحية، أو الاقتداء بالأتراك والماليزيين والبوسنيين بالتكبير من بداية معركة التحكم في الذبيحة وربطها حتى انتهاء عملية الذبح.
2- تعذيب الأضحية أثناء الذبح ، وذلك له الأشكال والصور التالية:
أ- عدم قطع القنوات المطلوب قطعها شرعاً وهي: قناة النَّفَس (القصبة الهوائية)+ قناة الطعام (المرئ) + مجرى الدم (الوَدَجَين) ، كلها تقطع معاً، كما هو موضح في الصورة
قد يقطع أحد الودجين من جهة ثم يلتف ليقطع الآخر
قد يضرب الذبيحة بالسكين ليظهر نوعاً من التفنن أنَّه يذبح من الداخل الى الخارج وليس العكس
ب- الذبح بسكين غير حادة أو سكين قصيرة غير مخصصة للذبح، مما يدخل الذبيحة في معركة هيجان خطير قد تؤدي لهروبها وهي في حالة نصف ذبح، فتقتل أو تصيب أناساً من المحيطين بها صغاراً أو كباراً أو نساءً.
قطع القنوات الثلاث جملة واحدة يمثل ضربة شلل كبيرة للكائن وكيانه كاملاً، والأصل فيه ألا يستطيع القيام من مكانه ولا ايذاء أحد، لأن الأجهزة المهمة الثلاث في الجسم تم قطعها، وهي جهاز التنفس، والجهاز الهضمي ، والجهاز الدوري، والجهاز العصبي بالتبعية، وكلها هي الأجهزة السيادية في صحة الأحياء كلها بشكل عام.
موضح الجهاز الهضمي في الصورة المرفقة للبقرة من الفم حتى المستقيم
ت- ذبح الأضحية أمام أضاحي أخرى سيتم ذبحها بعد قليل، وقد ورد النهي الشرعي عن ذلك.
التوصية: الذبح بسكين حادة وكبيرة خاصة بالذبح، ووضعها فوق ما يسمى تفاحة آدم أو تحتها بقليل، وقطع جميع القنوات الموضحة جملةً واحدة
3- الذبح والأضحية واقفة: فقد ورد النص عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وليرح أحدكم دابته، وورد في وصف الأضحية أو الذبيحة أنه كان يُضجِعها على جنبها، ثم يذبحها، وقد ورد في القرآن الكريم قبل ذلك قوله تعالى: (فإذا وجبت جنوبها فاذكروا اسم الله عليها)
التوصية: الاجتهاد بصورة كبيرة لذبح الأضحية بعد اضجاعها على جنبها والتعلم من الناس الآخرين أو عبر الفيديوهات لطرق ربطها أو الايقاع بها أرضاً بصورة آمنة وسلسة، وعدم ايثار عادة بعض الناس بالذبح واقفة.
خلاصة الكلام
عدد الأخطاء التي وقعت في الأضاحي على طول العالم الاسلامي وعرضه قد تكون بنسبة 5% من أعدادها، وليس المشكلة في العلم بالطرقة والكيفية الشرعية عند المعظم، لكن الأخطاء تكمن في التنفيذ والممارسة، واستحكام العادات التي سادت في هذه الحارة أو تلك أكثر منها انضباطاً بتعاليم الشرع.
لم أدخل في هذا المقال في الأحكام الشرعية والحكم على صحة أو فساد اللحم والأضحية، بل هي نصيحة من باب الحرص على تحسين العمل وتجويده.
وأختم الموضوع بطريقة الكترونية فريدة في ذبح البقر، وسلخها ونقلها، وتنظيفها، وربط الحوايا لئلا يخرج من لوثها شيئ وقطع العظام وتقسيم اللحم وسحب الجلد
تقبل الله منا ومنكم، ولعلنا في العام القادم ان شاء الله نذكر بها قبل العيد، ولعل كل واحد منا عنده من المشاهدات والاخطاء التي رآها في الذبح يعلق بها على هذا الموضوع لتنضيجه،
أردت فقط اعطاء إشارة حمراء للفت النظر لهذا الموضوع، وهو جزء من مشروع تغيير العادات السيئة التي يمارسها بعض الناس، و التي تخالف شعائر الاسلام.
بلال فوزي الأغا
[1] سفيان غانم | شكر على موضوع هام | 16-09-2016