بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى عائلة الأغا في الوطن والخارج
أ. عصام عثمان الأغا
السطر الشرقي- الأحد 22-01-2017- عزاء الفقيد أ. عصام عثمان الأغا- المجموعة الثانية
كتب شقيق الفقيد (أ. محمد) من الامارات
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمدلله حمد الشاكرين الصابرين المحتسبين، ياربّ لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
عشية الجمعة تلقيت اتصالاً من أخي العزيز بسام بدأت بالسلام والاطمئنان لكن نبرة صوته ليست هي المعتادة، بعدها ولمدة نصف دقيقة صمت كامل والمكالمة قيد الاتصال أيضاً ليس هذا المعتاد، وإذ به يسألني عما إذا كنت أنا في البيت أم لا ؟ هنا راودني الشكّ الذي كان بنكهة اليقين، فقلت له نعم بالبيت، عاد الصمت بيننا مرةً أخرى، فخشيت السؤال عن السبب، سمعت نتهيدةً طويلةً منه متقطّعة، فقلت في نفسي يا إلهي ويْحك أخي ما بك؟ وكأنه سمعني وأنا أسأل نفسي فأجاب قائلاً:
( محمد ، قلت : نعم بسام - قال: محمد، قلت : نعم بسام ، هنا اختلفت نبرته وقال لي الخبر اليقين : عصام البقاء لله، بعدها لم أدرك كيف أنهيت معه الاتصال.
هنا امتزجت لوعة البعد مع قساوة الفراق الأبدي لينتج عنهما خليط مرير بطعم الألم، تجرّعت من هذا الخليط كأساً تلو الآخر، ياربّ لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، كم كنت أتمنى أخي عصام أن أناظرك نظرات الوداع، وكم كنت أتمنى أن أضع يدي على جبهتك وأدعو لك عن قرب، كم كنت أتمنى أن أشارك في هذا الحشد المهيب، ولكن ما بوسعي إلا أن أقول ربّ حرّم الجنة على من حرموني من رؤيتك ، حينما شاهدت مقاطع التشييع كاد أن يتقطّع قلبي ألماً وفراقاً، ياربّ لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أخي عصام إنك ضربت أروع سمفونية صبر واحتساب علّها تكن كفّارة، كنت تمتلك العزيمة والإصرار والتحدي حيث أن آخر مكالمة كانت بيننا قلت لي : أن ما أصابك هو نعمة من الله عليك.
والدتي الغالية الحنونة الصابرة يا ملاذي الآمن التي لا أعرف ماذا يحدث لنا حين نتهاتف سوياً بعد رحيل أخي، ربّ احفظها من كل سوء واكلأها بعنايتك واربط على قلبها وألبسها ثوب الصحة والعافية.
زوجة أخي الصابرة، ربط الله على قلبك وجعلك ربي من الصابرات الحامدات الشاكرات.
أبناء وبنات أخي إنكم خير ذرّية لنا حيث ضربتم أروع الأمثلة في برّ والديكم فهنيئاً لكم هذا البرّ الذي يغنيكم عن الدنيا وما بها.
أخي الأكبر ووالدي بعد والدي (هشام) آلمتني كثيراً جداً تلك الصورة التي تصدّرت موقع نخلتنا الغرّاء، كيف لي أن أراك هكذا وكيف لا وأنت صاحب قلب يعجز لساني عن وصفه أدامك الله لنا ذخراً وعوناً وتاجاً نفتخر به، غمرك ربي الصحة والعافية وحرمك المصون.
صهرنا العزيز الأستاذ / فيصل كامل الشوربجي جعل الله بيتك دائماً عامراً بالأفراح والمسرّات ومتّعك ربي بالصحة والعافية، كما عهدنا وجودك دائماً في ميادين الأفراح والأتراح.
الأقرباء والأصدقاء داخل وخارج الوطن كبيراً وصغيراً رجلاً وأنثى الذين قاموا بالتواصل معنا عبر مواقع التواصل أو شاركوا بالحضور فرداً فرداً كلاً باسمه ولقبه وموقعه ومكانه لكم منا جميعاً ( لمسة حب ووفاء ) لكم منا جميعاً ( لمسة شكر وتقدير ).
دعوني أكرر : ربّ حرّم الجنة على من حرموني من رؤية والدي وأخي قبل وفاتهم .
ربّ حرّم الجنة على من حرموني من رؤية والدي وأخي قبل وفاتهم .
اللهم يا سامع الصوت ، ويا سابق الفوت ، ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت أسألك أن تريني عجائب قدرتك فيمن حرمني من رؤية فلذات كبدي (والدي وأخي ) اللهم احرمه رائحة الجنة ، اللهم اجعله يتمنى الموت ولم يجده يارب العالمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون
د. محمد رمضان الأغا، النائب العام المستشار اسماعيل جبر، أ. محمد عصام (نجل الفقيد)
تصوير أ. ياسر محمد ، ساري الشوربجي