أبو ظبي _ فتحية البلوشي:
تولد الكتابة أحيانا مع الإنسان وتكبر متشعبة في خلاياه، وحين يجد فضاءً لما يخط يملأه بأفكاره دون تردد، هذا هو حال هبة محمد الأغا مع مدونتها شوارد قلم ، التي تفتح عبرها جروح وطنها الأم فلسطين البعيدة وغربتها للدراسة في جامعة الشارقة، تقول هبة: ''كانت أول مرة أنشئُ فيها مدونة في صيف ،2006 وكانت على موقع اسمه ''اكتب''، ولكنني لم أتابعها، فنسيتها، ثم في العاشر من شهر فبراير ،2007 أنشأت مدونتي الحالية، وربما أحولها على ''الوورد برس'' لإمكانياته الأكثر كفاءة''.
تتابع هبة: ''أسميت مدونتي ''شوارد القلم''، وألحقته بعنوان فرعي ''حيثُ نقتربُ من ذواتنا'' وجدته يرتبط بكتاباتي الأدبية، لأني كلما كتبت شيئاً قصيراً دون عنوان، أدرجته تحت اسم شوارد القلم، ولأنها عادة قديمة، أحببت أن ترتبط بي أكثر، خاصة أن فكرة المدونة في البداية كانت أدبية، وبعض الحديث عن المواقف اليومية، فكانت عبارة عن المكان الذي أتحدث فيه دون حواجز، وأقترب فيه مني ومن غيري''.
ورغم البداية الأدبية للمدونة إلا أنها تغيرت مؤخراً، تتابع هبة: ''مع بدء الحصار على قطاع غزة، وانخراطي في العمل التطوعي ضد الحصار، تحولت مدونتي للوحة إعلانات للقاءات التي كنّا نظمها في غزة خاصة أنني زرت أهلي هناك في صيف ،2007 وعلقت فيها حتى بداية عام ،2008 كما تطوعت في موقع اسلام تايم وأنا هناك، فكانت تلك الفترة لها الأثر الكبير على مواضيع المدونة، التي كانت أشبه بأرشيف للإعلانات واللقاءات والتقارير، ثم بعد عودتي للإمارات، عملت مع موقع الكتروني شبابي، فأصبحت أيضاً تقاريري ضمن أروقة المدونة، وبعض التغطيات الخاصة بأنشطة الجامعة، وبدأت أفكر في تطوير المدونة بشكل أوسع لتشمل كل ما أنجزه في أيامي المختلفة.
وبلمسة أنثوية قسمت هبة مدونتها لأقسام مرتبة تجذب المتصفح وتلبي حاجته لمختلف المواضيع، وتقول: ''بعد وقت طويل من الحيرة، وأهم التصنفيات التي أضيفت مؤخراً الحرب على غزة، وما أضيف من قبل كان ما بين ''مرئيات'' وعن حصار غزة، واسلامنا وعروبتنا المستباحة، وتقاريري، ودفاتري اليومية، وقناديل الكلام (الأدب)، و''بفلسطين نكبر''، و''صوتي في أروقة الجامعة''.
وتتابع هبة: ''أصبح التدوين اليوم مهوى أفئدة الشباب، وانتشر بشكل كبير جداً، وأعتقد أن أكبر نسبة مدونين موجودة في مصر والمغرب، وهي خطوة لتفعيل الحرية والتعبير عن الرأي طبعاً في حالة احترام هذه الحريات من قبل المسؤولين''.
تجد هبة أن التدوين على الإنترنت من أهم وسائل الاعلام، وتؤكد: ''أصبحت مقصات الرقباء موجودة في كل مكان، وتجاوزت عالم المطبوعات إلى عالم النشر الالكتروني المراقب، فالمنتديات تتبع سياسة واحدة، وفيها رقابة الحذف وإلغاء العضوية، وهذا ما يفاجئ كثيرين من الناس الذين يدخلون الإنترنت للتعبير بحرية، فيصدمون بقوانين إلكترونية تبتر الردود سواء في المنتديات أو في المواقع المتنوعة، وهو ما جعل المدونات ملاذاً يلجأ إليه الناشط الإلكتروني للتعبير عن أفكاره وآرائه. إضافة إلى ذلك، أن المدوّن يعبر عن يومياته، وحياته، وكل ما يدور في خلجات صدره، دون الحاجة إلى الاستعانه بمواقع أخرى، أو اصطناع الرسمية في المقالات التي يود إرسالها.. وكثيراً من الأحيان أعتبر المدونة بيتي وصديقتي التي أكلمها كما أكلم البشر المقربين مني''.
في الحرب على غزة برز دور المدونات العربية والفلسطينية خاصة، وتؤكد هبة: ''في الحرب الأخيرة على غزة، ظهرت أنواع جديدة من الحرب، كانت الحرب الإلكترونية التي قادتها عدة مدونات، ومنتديات، وقامت بأكبر مظاهرة الكترونية ضد الحرب على غزة، وأعتقد أن المدونة هي أداة إعلامية فاعلة، خاصة وهي تقتحم عوالم الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم على الانترنت. لنا زميل في غزة كان من أوائل المؤسسين لمدونة فلسطين نيوز، وكانت تدور حول حصار غزة، في وقت لم يكن يعرف فيه أحد بموضوع الحصار، وأصبحت معظم أخبار الحصار وتفاصيل حياة الناس اليومية تصل إليه قبل الوكالات''.
ومع ذلك لا تتمنى هبة أن تتحول المدونات إلى صوت للشعب، وتقول: ''المدونات نوع من أنواع الإعلام الالكتروني، ونوع من حرية التعبير عن الرأي وفقاً لميول الشخص واهتماماته وأفكاره، لكنني لا أتخيل أن ننتقل كلياً من الواقع إلى الانترنت، ليكون لنا صوت ينطلق من هناك، لأن المدونة مجرد وسيلة مثل الصحف والإذاعات وباقي وسائل الإعلام المختلفة''.
تفرق هبة بسهولة بين مدونة الرجل ومدونة المرأة ولها في ذلك أسباب، وتتابع: ''عادة تلجأ النساء للألوان الفاتحة لخلفية المدونة، بينما تختلف أذواق الرجال في اختيار ألوان القوالب الغامقة، هذه من جهة، أيضاً تتجه عادة مدونات الفتيات لطرح أحاسيسهن ومشاعرهن تجاه شيء ما، بينما تعتمد مدونة الرجل على النقد الإيجابي أو السلبي للمجتمع، والكثير من المدونين في كلا الطرفين يتجه للكتابة الأدبية، وقولبة الأحاسيس بالنوع الأدبي. ومن الطريف أن بعض المدونات النسائية تتجه لعرض المكياجات والفساتين، والبعض يتجه لطرح قضايا نسائية مختلفة، بينما تتجه مدونات الرجال لعرض قضايا عامة وخاصة بمحيطهم، وفي النهاية يمكن أن يلتقي الطرفان في القضايا الإقليمية والهموم العامة.. كقضية فلسطين مثلاً '
الرابط الأصلي
http://www.alittihad.ae/details.php?id=8294&adate=2009
[1] ترنيم صلاح عطية الآغا | براافووو | 24-03-2009
[2] اسماء تيسير محمد الاغا | أصفق وأتمنى المزيد... | 24-03-2009
[3] رحمة عبدالباسط محمد نعمات الأسطل | فخر وإعتزاز | 24-03-2009
[4] هبة محمد نايف الأغا | تحية لكم جميعاً .. | 26-03-2009