عادت المدرسة ..... ولم تعد أمي؟؟؟؟؟؟؟
عادت المدرسة ..... ولم تعد أمي؟؟؟؟؟؟؟
في كل عام منذ بداية اغسطس ، كنت يا أماه يا حبيبتي تنتظرين وتترقبين لتصلك الرسالة الروتينية من المدرسة .. ويدق جرس الهاتف . معكم المدرسة كل عام وأنتم بألف خير ،نود أن نعلمكم بأن الاستعدادات لبداية عام دراسي جديد على ما يرام ، لذا نرجو من سيادتكم الحضور للمدرسة مصطحبين معكم أبنائكم لعمل اللازم ... فتغلقين سماعة الهاتف وأنت في قمة الفرح والسعادة وتحتضنيننا وتقبليننا وتقولين لقد كبرتم يا أبنائي ... الآن أصبحت في الصف الخامس يا بشار وأنت في العاشر يا رولا....الحمد لله لقد كبرتم يا أبنائي وستتحقق كل أمنياتي وأحلامي.
وكنا نقضي هذه الليلة بفارغ الصبر ،كأنه يوم عيد ونتحدث عن الزي والكتب والدفاتر والأقلام والحقائب ،وأنت تدعين الله أن يحقق أمنياتك أنت وأبي ونكون من أفضل الطلاب كل عام .
وفي كل عام في مثل ذاك اليوم نستيقظ مبكرين ونرتدي أفضل الملابس ، ونذهب للمدرسة ونختار الزي ونلتقط الصور معك أنت وأبي داخل المدرسة ونشتري الكتب ونعود للبيت والسعادة تغمرنا .
لكن ماذا عن هذا العام ..يقولون بأي حال عدت يا عيد ،،،، وأنا أقول بأي حال عدت يا مدرستي......
وجاء أغسطس من جديد في هذ العام، نفس العام الماضي ورن هاتف أبي وعاد الاتصال بنا . ، ليخبرنا نفس العام السابق عن إجراءات إعادة التسجيل . ... وعاد ,,,وعاد ,,, كل شيء ، الزي الكتب الكراسات ، الدفاتر، والأقلام ...
لكن .. واحسرتاه هذا العام أين أنت يا اماه أين أنت يا مهجة قلبي لم تعودي... لمَّ لم تعودي حتى الآن ،.... يا ليته لم يعد شيئًا وعدت أنت ... يا ليته لم يكن شيئاً .. وكنتِ أنتِ
من سيفرح لي ؟؟؟ من سيحتضنني ..... من سيلتقط معي الصور.. من ؟؟ ومَن ؟لكن لا إجابة
من سيوقظني للمدرسة .... من سيقبلني قبلة الصباح .... ويقول لي صباح الخير يا حبيبي ..
من سينتظرني عند المائدة ويمنعني من الذهاب للمدرسة إلا بعد شرب الحليب وتناول الفطور .
من سينتظر عودتي عند باب البيت ليحتضنني ، من سيجهز لى طعام الغداء ، مَن سيبحث في حقيبتي ليطمئن على وعلى واجباتي . مَن ؟؟ ومَن ؟؟؟؟ سأصرخ في وجه مَن وأقول كفى واجبًا كفى قراءةً ....من سيذهب معي إلى سريري ويقبلني وينام بجانبي حتى أخلد في النوم من ؟؟و من ؟؟؟ ...
أماه يا حبيبتي : لماذا كل شيء عاد إلا أنت . عودي يا حبيبتي ،عودي يا فرحتي ..عودي يا جنتي .. يا نبض قلبي ،يا من تسكنين في روحي وعقلي وقلبي .مالك يا أماه ؟؟ لمَّ لم تعودي إلى الآن يا أماه عودي .. بشار ورولا في انتظارك يا أماه عودي إلينا .. انتظرت وانتظرت وما زلت انتظر ......وسأنتظر وانتظر إلى أن يأذن الله في أمري .....
لكن ماذا أقول .....
لأجلك يا أماه سأكون ، لأجلك يا أماه على جرحي سأدوس ، لأجلك يا أماه لمدرستي سأعود لأنك أنت مدرستي، سأعود شامخًا ، رافع الرأس كما عودتني .سأفعل كل شيء من أجلكِ، حتى تكوني معي في حركاتي وسكناتي .
سأصحو مبكراً وأصلي ، واشرب الحليب .. وأتناول فطوري .وأودع أبي وأختي ، سأنتبه في دروسي ، واعمل واجباتي ، سأنام مبكرًا ، واصحو مبكرًا .
سأحقق كل أمنياتك .. وأعدك أن أكون ... كما تريدين سأطيع أبي ،وأحب أختي ،حتى تفرحين عندما تعودين وقد تحققت كل امنياتك .. واصبحت كما تريدين..
نامي قريرة العين يا أماه يا حبيبتي فأنت .. أنت في كل مكان في العين في نبض القلب ،أنت في الهواء الذي أتنفس ، والماء الذي أشرب .. إلى لقاء يا حبيبتي يا مدرستي الأولى والأخيرة.
المنتظرين لقاءك في الفردوس الأعلى
رولا وبشار، أمك ،إخوانك وأخواتك وكل أحبابك
الأربعاء 30/8/2017