تاريخ وجغرافيا

تاريخ غزة في نهاية العصر العثماني من خلال شواهد القبور

 

تاريخ غزة في نهاية العصر العثماني من خلال شواهد القبور
(1230-1336هــ، 1814- 1917 م)
تأليف: د.فرج الحسيني

عرض وتحليل
عبد اللطيف زكي أبو هاشم
مدير دائرة المخطوطات والآثار
فلسطين – وزارة الأوقاف –غزة

هذا الكتاب هو بمثابة مشروع لإعادة كتابة تاريخ مدينة غزة لفترة مهمة كانت طي النسيان.
كما أنه هيأ لنا مصدرًا مهمًا لم يكن بين أيدينا، ألا وهو شواهد القبور والنقوش التي تم رقمها ونقشها على تلك الشواهد.
إن هذا العمل المنهجي قام به أكاديمي متخصص وعالم آثار ومشروع مؤرخ هو الدكتور فرج الحسيني المصري الفلسطيني العربي.
فقد بيّن في هذا الكتاب جوانب مهمة من تاريخ مدينة غزة في حقب معينة لا يزال يسودها الغموض في أحداثها وتفاصليها، وهي مرحلة هامة غفل عنها الكثير ممن تصدوا لكتابة التاريخ، ألا هي " أواخر العهد العثماني" بكافة جوانبه، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، وذلك بسبب التحامل الكبير وسوء التفسير للأحداث الذي مارسه عدة باحثين ومستشرقين بالأخص، ومن هذا المنطلق، ومن أجل تلك المهمة الصعبة التي تحتاج إلى أدوات بحثية ومؤهلات علمية أكاديمية، جاء عمل الباحث المؤرخ الواعد د.فرج الحسيني الذي حاول أن يستكشف ذلك التاريخ من خلال شواهد ونقوش المقابر التي أضحت مصدرًا ثرًا لتأريخ حقبة هامة من تاريخنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، كما أنها كشفت عن الحالة الدينية، وتراث ديني هائل تم تداوله عبر تلك الرقوم والنقوش، وموضوع هذه الدراسة يتناول جانبًا هامًا من تاريخ مدينة غزة وقبائلها وتاريخ بواديها في أواخر العصر العثماني.
ويقول الكاتب عن أهمية تلك الرقوم والنقوش : " إنها ذات أهمية كبيرة في علم التاريخ والآثار، لكونها وثائق تاريخية تتميز بأصالتها، وتفيد في الكشف عن جوانب كثيرة في المجتمعات القديمة فيما يختص بالسكان وأعراقهم وثقافتهم الدينية ولغتهم ووظائفهم وتجارتهم، وهي، وإن كانت في الحقيقة من الأحجار، إلا أنها صُفت بنصوص من الحكم وبأبيات من وحي الحسرة والألم.
أهمية الدراسة: غطت هذه الدراسة 139، مائة وتسعة وثلاثين شاهدًا في الفترة الزمنية من سنة (1230ه/1814م) وحتى الانتداب البريطاني 1336هـ/1917م كتاريخ لأحداث الشواهد التي شملتها الدراسة، وهي ترجع إلى مقابر المدينة التي كانت فيما مضى تعج بالحياة ...ومما يؤسف له – حسب رأي الكاتب – أن شواهد تلك الفترة كانت تقدر بالآلاف لولا أن المقابر تناولتها يد الضياع، وطمس البعض منها، وصارت دورًا ودروبًا وعرصات كمقبرة بني ميس، ومقبرة تل المنطار ومقبرة الشهداء، ومقبرة العواميد، ومقبرة الإمام الأوزاعي، ومقبرة آل رضوان، جنوبي الجامع العمري، وتقلص بعضها إلى نصف أو ربع مساحتها، كمقبرة البحر، والشيخ شعبان التي وجد في أعلى رابيتها 45 شاهدًا ترجع لعائلات الحسيني وأبي خضرة وأبي شعبان وساق الله والبرعصي وأبي عاصي ومرشد والجعفراوي والغصين وسيسالم وآل رضوان وغيرهم، ومقبرة أو برية ابن مروان التي وجد بها 37 شاهدًا ترجع لعائلات النخال والشوا ووفا العلمي والبيطار والوحيدي والخزندار وغيرهم، ومقبرة أو برية التفليسي(أبو الكأس) بالشجاعية التي وجد بها 18 شاهدًا تخص عائلات بسيسو وحتحت، ولشيوخ عشيرة الحسنات والصناع والقديرات وغيرهم، ومقبرة أو برية الدريرية والتمرتاشي التي وجد بها تسعة شواهد لعائلات التمرتاشي ومراد والبطش والجبالي وغيرهم، ومقبرة مدرسة الغصين التي وجد بها ثلاثة شواهد لآل الغصين، وعلى مقبرة المفتي وجد شاهدان لآل الحسيني والجاعوني، ومقبرة أو برية كنيسة بيرفيريوس للأرثوذكس التي وجد بها 25 شاهدًا تخص عائلات مسيحية مثل: ظريفة والترزي وفرح وقفة والمدبك والصايغ ومشعر وشحيبر والطويل والجلدة.
أهمية شواهد القبور:
هذه الشواهد هي بمثابة وثائق ناطقة على وجود السكان والحياة الاجتماعية.
وتكمن أهمية كتاب د.فرج الحسيني بأنه قام بدراسة ونشر النصوص الشواهد التي لم تنشر من قبل على الرغم من أن الشيخ عثمان الطباع قد أورد في كتابه " إتحاف الأعزة في تاريخ غزة " عدة نصوص، كما وثق الباحث عاطف عبد الدايم في أطروحته عن كتابات العمائر الإسلامية في مدينة غزة الكثير منها، إلا أن الباحث د.الحسيني قام بقراءة أخرى للنقوش، وصحح الأخطاء في قراءتها، وربط بين أسماء أصحاب تلك الشواهد، مع إلقاء الضوء على الدور الاجتماعي والعلمي والإداري والسياسي للأعلام منهم، مع الربط بين الشواهد والجذور العائلية التي ينتمون إليها من عائلات وأسر من مدينة غزة.
وتعميمًا للفائدة قام الباحث بعمل مضنٍ آخر، وهو أنه ألحق بدراسته نصوص الشواهد السالف ذكرها، والتي يرجع تاريخها حتى 1362هــ/1942م، كون أصحابها من لحمة نسب لأولئك الراقدين المنقوشة أسماءهم بالشواهد الأقدم، ولدورهم البارز في تاريخ غزة وفلسطين، وقد عدّدها وذكرها في كتابه.
زترجع أهمية الشواهد لكونها أساس البناء الاجتماعي في مدينة غزة متمثلاً بعائلاتها وأسرها وروابط الدم والأرحام بينها وأصولها وفروعها وأنسابها ومشاهيرها وتكاثرها وانقراضها .... وتتعدد أصحاب تلك الشواهد.
ويوجه د.الحسيني عناية الباحثين والدارسين إلى أهمية الشواهد في تصحيح أخطاء المؤرخين بشأن سنة وفاة الأعلام بالمقارنة مع ما ذكره الطباع عن سنين وفاة بعض الأعلام.
وتبدو القيمة التاريخية لشواهد القبور في غزة (موضوع الدراسة) لما تنطوي عليه من أسماء علماء وقضاه وفقهاء ومفتشين ورجال إصلاح قامت على أكتافهم النهضة العلمية والأدبية في جنوب فلسطين في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وشغلوا مناصب علمية ودينية وحكومية، وتحتفظ هذه الشواهد بألقابهم التي تشير إلى تدينهم وتقواهم ومكانتهم على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم.
وقد كشفت شواهد الدراسة (القبور) بشكل واضح عن النظام الاجتماعي داخل غزة، وركزت نصوصها على ذكر العائلات، وتباريت في فضائلها وأمجادها، والتباهي بأعراقها.
إن هذه الدراسة تطلعنا على جوانب من تاريخ مدينة غزة لم يؤرخ له أحد من قبل، كما تضئ لنا عدة نقاط هامة من تاريخ المدينة، وأهم ما فيها من أوضاع اجتماعية ودينية، كما توضح لنا أوضاع العائلات ومدى ثقلها وأثرها من خلال شواهد القبور التي وضعت ونحتت لتتناسب مع قيمة ومكانة صاحب القبر، فحتى القبور تنم عن أوضاع ساكنيها، فكل له طقوس وآلية بناء الشاهد والنقش عليه بما يناسب مكانته، فكبير القوم له علامة، وشيخ القبيلة تنقش على قبره شعاره، ويكتب ما يناسب مكانته وسيرة حياته.
كما تكشف الشواهد روابط الدم والأرحام بين العائلات المختلفة، كالمصاهرات بين عائلة العلمي والحسيني، وبين عائلة الحسيني والوحيدي، وبين الوحيدي وآل رضوان، وبين آل رضوان والحسيني، وما بين عائلتي أبي شعبان وأبي رمضان، وقد ورد العديد من الألفاظ الدالة على روابط الدم والنسب كالابن، والصنو وهو الأخ الشقيق، وابن العم، وفرد العائلة، ونجل، وكريمة، وسليل، وفرع، وزوجة، وعقيلة فلان، وبنت فلان، وبعلها، وفلان ومن آل فلان، ومن سلالة فلان، ومن معشر فلان، وعن آل فلان، من أهالي كذا، وأحيانًا يشار في شاهد الابن أنه مدفون بجوار أبيه، ويشار في بعض شواهد الآباء أنهم تركوا في الورى أنجالاً وأشبالاً، أي أولادًا أعزاء.
وهنالك علاقة العمل أو الوكالة أو التملك، كذكر عــبارة معتوق فلان، ووكيل فلان، وبالنسبة لشواهد النساء كان يذكر في بعضها اسم الأب، واسم الزوج، أو اسم الابن، مثل : شاهد قبر السيدة حفيظة زوجة علي أبو الحسن بن أحمد بسيسو (1331هـــ/1913م).
كما يوضح المؤلف ظاهرة اللغة من خلال دراسته لشواهد القبور واختلاف النطق واللهجات وبين خصائص وأسلوب الشعر الموجود على الشواهد.
وتعتبر الرقوم والنقوش الموجودة على شواهد القبور بأنها نماذج من الشعر الفلسطيني في أواخر العصر العثماني، حيث أن الهدف منها هو الاحتفال بالميت، وتخليد ذكراه على مر الزمان، وأهم ظاهرة شعرية فنية نلمسها في قراءة الشواهد هي: شعر الرثاء، بحيث يتم ذكر مآثر الشخص بعد وفاته، وفي هذه المراثي الموجودة بالشواهد ونماذج من الرثاء في القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين تشتمل على حكم ومواعظ ومدح وإشادة بالميت والتعبير عن حسرة الموت ومواعظ للزائر، وتُذكر اسم المتوفى ومناقبه داخل الأبيات صراحة أو تلميحًا.
كما أن هناك ظواهر هامة تنم عنها شواهد القبور، حيث أن النقش ينص أحيانًا على سبب الوفاة، كمن توفوا من جراء وباء كوليرا (الطاعون) الذي تفشى في عام 1320 هــ/1902م، في الشرق الـأوسط، حيث يوجد عدة شواهد لأناس توفوا بهذا الوباء
وهناك العشرات من القضايا الهامة التي طرحها المؤلف في كتابه، وما كانت تخطر على بال الكثيرين، السبب هو اهتمامه وهوايته للبحث مع توافر مؤهلات ومهارات علمية وأكاديمية وفنية في البحث العلمي الأثري والتاريخي، فقد أزاح الستار عن قضايا هامة، كل قضية هي مشروع بحث لوحده، ولا أستطيع أن أعدد، فدونكم ظاهرة اللغة والشعر والتاريخ والواقع الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي والتعليمي والصحي الذي يتضح لنا من أسباب حالات الموت التي كتبت على واجهة القبور، وقد عرفنا عدة حالات كانت سبب وفاة أصحابها هو مرض الكوليرا وأمراض أخرى، فـتكت بأرواح الناس من جرّاء عدم وجود علاج وعناية طبية كافية في ذلك الوقت.
وفي الفصل الثاني استعرض الكاتب أشكال شواهد القبور، والمواد التي صنعت منها، حيث أن تركيبة القبور ومظهرها تعد من تراث العائلات،وتمثل جانبًا من جوانب الحياة في مدينة غزة وللأعراف والتقاليد التي كانت سائدة آنذاك، فتركيبته وشكل القبر لها صلة كبيرة بأوضاع العائلات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما تنم عنه قراءة نقوش الشواهد من الأشكال والأدوات والمائدة والحيوانات الموجودة على الشواهد والتراكيب له دلالته، وقد نقشت أواني القهوة وأدوات المائدة وأشكال رمزية لها دلالات كانت معروفة، كما تنقش صور الحيوانات كالخيل والسيف والغنم، حيث هي مفخرة البدو كما هو مكتوب على قبر شيخ عشيرة الحسنات بمقبرة التفليسي، الشيخ أبو موسى سالم أبو معيلق 1328هــ/1910م.
ويستعرض د.فرج الحسيني بالدراسة الأثرية والتفصيل، جميع الأشكال التي رُقمت ونقشت على القبور، معللاً ذلك إلى أسبابها التاريخية والحضارية بأسلوب ومنهج علمي رصين.
كما لا يفوتني أن أسجل ملاحظة هامة أضيفها إلى مؤهلات ومهارات الأخ الباحث، حيث تظهر معرفته الجيدة وقراءته للخطوط العربية القديمة والحديثة ما جعله يقرأ النقوش قراءة صحيحة أخطأ في قراءاتها عدة باحثين ممن سبقوه فكما ذكر، وبين عشرات المرات، مصححًا للأخطاء التي وقع فيها د.عاطف عبد الدايم، ولربما سيدهش لو قرأ ما ورد في كتاب البنايات الأثرية من أخطاء فادحة أخلت بالكثير من المعلومات التاريخية التي أوردها مؤلف كتاب البنايات الأثرية، كما أتحفنا الأخ الباحث بأسماء الخطاطين الذين خطوا وكتبوا بأناملهم الأشعار والمراثي على الشواهد، كما بين لنا أيضًا أسماء الشعراء الذين خلّدهم هذا الشعر، وذكر المناقب لمن توفى من كبار القوم.
وفي الفصل الثالث قام الباحث بتطبيق منهج البحث الأثري على موضوع دراسته ( شواهد القبور)، وقام بتصنيف الدراسة حسب المقابر والتوزيع المكاني، ففي هذا الفصل تحدث عن مقبرة باب البحر، والشيخ شعبان، ووصفها وصفًا دقيقًا، فقال: " هي أكبر المقابر في غزة على الإطلاق ...وقد عثر على أغلب شواهد القبور المملوكية فوق تل هذه المقبرة، وهي شواهد رخامية كتبت كلها بخط الثالث، وزخرفت كثير منها من أعلى بشكل عقد زخرفي يتدلى فيه شكل مشكاة يحيط بها زخارف نباتية.
وهنا، يبين لنا الباحث قضية مهمة في دراسته - حيث اعتمد في البداية وحتى النهاية على كتاب:(إتحاف الأعزة في تاريخ غزة للشيخ عثمان الطباع (1/4))، واتخذه دليلاً لدراسته وبحثه، وعرّف من خلاله جميع أسماء وأماكن المقابر والشواهد، كما عرّف من خلاله القبور والشواهد التي اندرست وطمست، ولم يبق منها أي أثر، كما أنه من واقع الأمانة العلمية قام بالعثور على عدة قبور وشواهد لم يذكرها الطباع،وصحح قراءتها نصوص عدة شواهد ذكرت خطأ لدى الطباع وغيره ممن كتب عن تاريخ مدينة غزة .
وفي هذا الفصل والفصول التي تليه، بعد أن صنف الكاتب القبور والشواهد تبعًا لمواقعها الجغرافية، حيث أن كل عائلة لها مقبرة أو مكان من مقبرة خاص بها، وهناك عدة مقابر اشترك في الدفن فيها عدة عائلات، وبالطبع هي عائلات مشهورة بتاريخها ورجالها وأعلامها ومجدها في مدينة غزة .
وقد نهج الباحث في الحديث عن القبر أسلوبًا وصفيًا بحيث يتحدث عن القبر ومكانه، ويصفه وصفًاأثريًا دقيقًا معتمدًا على عدة عناصر، وهي:
1- التركيبة.
2- وصف الشاهد.
3- أبعاده.
4- عدد سطوره .
5- نوع الخط ومستواه.
6- أسلوب تنفيذ الكتابة.
7- التأريخ بحساب الجمل.
ثم يردف ذلك بسرد نص الشاهد من أشعار وكلمات، ثم يتُبعها بترجمة صاحب الشاهد المتوفى، وهكذا فصل في جميع ما أورد في كتابه عن شواهد القبور، كما أنه لا يكتفي بذلك، بل يوضح علاقة القرابة أو المصاهرة بين أصحاب الشواهد.
وهكذا، كما في الفصل الرابع في مقبرة ابن مروان، وقد نبه الكاتب في هذا الفصل (ص242) إلى شاهد قبر السيد مصطفى بك بوشناق (1267هــ/1850م) ابن البيرقدار، وهو أحد الضباط الأتراك في غزة، وقد أشار الشيخ عثمان الطباع إلى أن قبره بساحة جامع ابن مروان، وتاريخ قبره باللغة الفارسية... ولسوء الحظ فقد اندثر هذا القبر ضمن ما اندثر من الشواهد المهمة،وقد كنت قد صورت جميع شواهد مقبرة ابن مروان سنة 1994م، حينما كنت بصدد تأليف كتاب:(المساجد الأثرية في مدينة غزة)، وفي الفترة التي لا تزيد عن عشرين عامًا اندثرت عدة شواهد من تلك المقبرة الأثرية الهامة في ظل الإهمال واللامبالاة وعدم التقدير لتراث وآثار الأجداد، وقد أشار الأخ الباحث في هذا الفصل بقوله: " ولسوء الحظ فقد اندثر هذا القبر ضمن ما اندثر من الشواهد المهمة، ونشر الأستاذ عبد اللطيف زكي أبو هاشم صورًا له ، وزودني بأصولها، ويبدو أنه نموذج فريد من بين شواهد مدينة غزة .
ويتحفنا الباحث النجيب في الفصل الخامس من دراسته عن شواهد قبور مدرسة الغصين، وهي مدرسة قديمة في قلب حي الدرج ملاصقة للجامع العمري من الجهة الشرقية، أنشأها قديمًا الظاهر بيبرس، وزودها بمكتبة كبيرة ... وكانت معلمًا مشهورًا ساهمت في إثراء الحركة العلمية آنذاك، وقد دفن بها علماء أجلاء منذ القرن التاسع الهجري، منهم العلامة القاضي الشافعي، شمس الدين محمد الأعسر، قاضي غزة، المتوفى عام 846هـــ/ 1442م، وفي العصر العثماني جدد المدرسة والي غزة حسن باشا عام 1039هــ/ 1629م، فعرفت بالمدرسة الحسنية، وجعل مشيختها ونظارتها للإمام العلامة الناسك الورع الشيخ عبد القادر الغصين،...ولما مات الشيخ عبد القادر دفن بالمدرسة المذكورة، ودفن بجواره أولاده وذريته، ومنذ ذلك الوقت صارت مدفنًا خاصًا لهم، يُدفنون في حديقتها الشرقية، وقد زارها الشيخ عبد الغني النابلسي 105هـــ/ 1693م، كما جدد أبناء يوسف الغصين، واستمرت معهدًا للعلم إلى أن تعطلت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري.
ومن أهم الشواهد في هذه المقبرة هي شواهد عائلة الغصين التي تمثل نموذجًامن العائلات الغزية العريقة، بل هي أجلّها، وهي معروفة بالحسب والنسب، وقد جمعوا بين العلم والتجارة، والرياسة والوظائف العسكرية والإدارية، وبرعوا في ذلك جميعًا، وظهر منها في القرن العاشر الهجري علماء بارزون وتجار كبار ومقرؤون ومحدثون، سكنوا بحي بني عامر، واشتهروا بالوجاهة والنبل، والفضل والنباهة، وكانوا واسعي الكرم ديارهم مقصد الواردين والوافدين،... وكانت ديارهم محربًا للعلم، وموطنًا للكرم تميزوا بالمروءة وطيب الأخلاق، ثم تحدث الباحث بالتفصيل عن جميع شواهد هؤلاء القوم الكرام.
وفي الفصل السادس أورد الباحث شواهد قبور مقبرة التفليسي وأبي الكأس وشواهدها، فهذه المقبرة أنشأت في العصر الأيوبي، وسميت باسم رجل من (تفليس) ببلاد العجم أوقف أرضًا لدفن الموتى، فنسبت إليه منذ ألف عام، ثم حُرّف الاسم إلى التونسي، ثم دفن بها في القرن الثاني عشر الشيخ أبو كأس، وهو من أهل الصلاح، ولما توفي ساقتهم جنازته حاكم غزة، وأنزلوه بباب البلدية، فأمر بدفنه بهذا المكان وبنى الضريح له، وصار يعمل له موسمًا كل عام في خميس من أول شهر أبريل من كل عام، وقد حرفت العامة اسمه إلى أبي كأس، ومن أشهر العائلات التي دفنت موتاها في هذه المقبرة.
وعائلة بسيسو التي هي فرع من عائلة الكيالي الفلسطيني المشهورين بالحسب والنسب والعلم، ومن أهم الشواهد التي يوجد في هذه المقبرة: قبر العلامة الشيخ أحمد بسيسو المتوفى في 18 جمادى الأولى(1329هــ/1911م)، وهو من أهم شيوخ ومعلمي الشيخ المؤرخ عثمان الطباع، حيث ذكره كثيرًا في كتبه ومؤلفاته، وأخذ عنه الطريقة الصوفية الخلوتية البكرية، وترجم له ترجمة واسعة في إتحاف الأعزة (ج4/304)، كما أورد في هذا الفصل شواهد قبور عشيرة الحسنات والقديرات والصناع والنتوش.
وفي الفصل السابع : شواهد مقبرة الدريرية والتمرتاشي، وهي مقبرة قديمة كبيرة كانت خارج غزة، وأهم ما يتواجد فيها من شواهد لقبور عائلة التمرتاشي وهي من أهم من أقدم العائلات الغزية المندثرة، وقد جمعت بين العلم والوجاهة والشرف والخطابة والإفتاء والقضاء، وهي حنيفة المذهب،وظهر فيها علماء وخطباء ومفتون وقضاة منذ العصر المملوكي وحتى أوائل وأواسط العهد العثماني، وقد انحصرت فيهم وظيفة إفتاء الحنفية في مدينة غزة لفترة طويلة، وقد ارتفع شأنهم، وعلا قدرهم، وخدمهم السعد نحو أربعة قرون متوالية مع الصلاح والتقى والولاية، وكان لهم دور وأملاك وعقارات بمحلة التفاح وغيرها، وكما أورد الباحث شواهد لعائلة البطش والجبالي ومراد.
الفصل الثامن: ولعله من أهم فصول الكتاب التي تفرد بها باحثنا النجيب، حيث أورد ما لم يرد في الكتب والمصادر، ولعل هذا الفصل الذي خصصه لشواهد قبور النصارى في مدينة غزة، شواهد مقبرة كنيسة القديس بيرفيريوس للأرثوذكس، ويقدم الباحث في بداية هذا الفصل معلومات هامة عن تاريخ الوجود المسيحي في مدينة غزة عبر تاريخها الإسلامي الطويل، وحتى نهاية العصر العثماني، ويبين د.الحسيني أن المسيحيين في مدينة غزة لم يكونوا بمعزل عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد عاشوا في أمن وأمان متحابين، وجيران لإخوانهم المسلمين، فما عهدنا من خلال تاريخ مدينة غزة لخمسة عشر قرنًا أن سجلت كتب التاريخ حادثة اضطهاد واحدة أو مظلمة لم تُرد لنصراني، فقد أثبتت الوثائق العثمانية أن مدينة غزة اختصت بميزة قد لا نجدها في غيرها من كبرى الحواضر والمدن التاريخية الكبرى، حيث لم يكن للنصارى حيَّ أو مكان تجمع خاصٍ بهم، بل كانوا يندمجون بين أحياء المسلمين، فهذا بيت لنصراني، يجاوره مسلم، وهناك دور مشتركة، وتلك ساقية يشترك فيها نصراني ومسلم، وهكذا كانت العلاقة علاقة تكامل وتكافل، وكل له حقوق المواطنة وحرية التعبير، وقد تجلى ذلك في التصاق الكنيسة بالمسجد في حي الزيتون مسجد كاتب ولاية وكنيسة بيرفيريوس، فهذا يرفع الأذان، وذاك يقرع الأجراس.
وقد برع الكثيرون منهم في التجارات المختلفة، كتجارة العقارات، واشتهروا بصياغة المعادن والحلي.
ولربما يشعر القارئ أن مدينة غزة كانت بمعزلٍ عن الفتن التي حدثت في دمشق ولبنان وغيرها من المدن راح ضحيتها الآلاف من المسيحيين والمسلمين والدورز.
وفي هذا الفصل الهام يلقي الباحث الضوء على مقبرة كنيسة بيرفيريوس في حي الزيتون، حيث بنيت هذه الكنيسة 425م، وذلك طبقًا لنقش كتابي، ولنظام ومواد البناء وتخطيطها المقتبس من النظام البازيليكي المأخوذ من العمارة الرومانية، ثم بين عدد الشواهد الموجودة بالمقبرة حتى عام 1917م.
وذكر الشواهد الخاصة بالعائلات على النحو التالي :
عائلة طريفة، وفرح، وترزي، والمدبك والجلدة، وقفّةِ، وشحبير، ومعتوق، والصايغ، والطويل ومنصور، حيث جاء مجموعها في أربعة وعشرين شاهداً .
ثم بيّن مضمون وأشكال الشواهد وإبراز الشارات الدينية والتصويرية بها، والفرق بين نصوصها ونصوص شواهد القبور الإسلامية، كما لاحظ المؤلف، من خلال قراءته لنصوص الشواهد المبالغة لدى المسيحيين في رثاء الميت والبكاء الزائد عليه، وتصوير مظاهر الحسرة والألم والحزن والأسى، كما لاحظ الكاتب خلو الشواهد من نصوص الكتاب المقدس والمأثورات الخاصة بالمسيحيين ...وقد وصف أصحاب القبر بأوصاف جليلة وشيم أصيلة، واعتدّوا بعائلاتهم، وتفاخروا بأمجاد الميت وجلاله وشرفه وفصله وصلاحه ونزاهته وتقواه، وما إلى غير ذلك من صفات، ثم بيّن الفرق بين تراكيب وأشكال قبور المسيحيين وقبور المسلمين، كما وضح ما يختص بالشارات والرموز المسيحية، واعتماد الصليب على توابيت الموتى وواجهات القبور.
كما بيّن الرموز الكتابية اللاتينية، ورسوم الملائكة، ثم قام بتطبيق منهجي معماري تاريخي دارسًا كل نقش وكل واجهة وشاهد من قبور أبناء العائلات المسيحية، وقد بين لنا عدة عائلات مسيحية لم يذكرها مؤرخ مدينة غزة في كتابه:(إتحاف الأعزة) لعائلة ظريفة التي تعتبر من أكبر وأعرق عائلات غزة،... وقد توزعت فروع هذه العائلة في ربوع بلاد أمريكا وأوروبا ولبنان ومصر ومدن فلسطين المختلفة، وقد أمدنا الباحث في الصفحات ( 339- 349) بمعلومات هامة عن نشأة وتاريخ تلك العائلة الغزية العريقة وذكر المصدر الذي استقى منه، وهو السيد " إدغار ظريفة " المقيم في كندا، والبالغ من العمر خمسة وثمانين عامًا.
ثم يبرز تاريخ عائلة فرح التي لا تقل عراقة و لا أهمية عن عائلة ظريفة، فهي عائلة مسيحية كبيرة قديمة مشهورة بالتجارة والثراء، وذات شأن ومركز اجتماعي عريق في كافة المجالات ...فقد كان أفراد عائلة فرح ذوي موضع اجتماعي هام، فقد كان منهم مختار المسيحيين بغزة، وقد أولوا عنايتهم إلى كنيسة بيرفيريوس وأوقافها ومراسمها، حتى أن هذه الكنيسة كانت مسجلة في وزارة الأوقاف باسم كنيسة سليمان فرح، وظهر من هذه العائلة رجال نالوا الوظائف المرموقة بدوائر الحكومة العثمانية، كما اهتم بهم إبراهيم باشا ابن محمد علي، وكتب لهم حججًا ومستندات أعطيت لأجدادهم من مختلف الحكومات والدول التي تعاقبت، وقد فقد الكثير من هذه الوثائق أثناء الحروب لعدم المحافظة وانتشار الجهل وإتلافها من قبل وارثها.
ومن أبرز رجال ومشاهير هذه العائلة جدهم، وهو فرح، ثم جاء على شواهد قبور عائلة المدبك وعائلة ترزي وعائلة الصايغ.
وبعد أن فرغ المؤلف من فصول كتابه الثمانية ألحقه بعدة ملاحق، منها ما أكمل له بحثه كملحق شواهد القبور التي ترجع إلى الفترة ما بين(1373-1362/ 1918-1948م)، وقد رتبها ترتيبًا تاريخيًا، ثم ملحق الرسومات والصور، حيث أورد مائة وسبع وأربعين لوحة لشواهد القبور التي تحدث عنها أثناء دراسته، وأخيرًا كانت الفهارس العلمية التي ذيلها في الكتاب، وهي بمثابة مفاتيح للبحث في فهرس الأعلام وفهرس العائلات والقبائل والعشائر والبطون والأقوام، ثم فهرس الأماكن وفهرس أصحاب الشواهد، ثم فهرس المصادر والمراجع وأخيرًا فهرس الموضوعات.
وبذلك ينتهي الكتاب في خمسمائة وسبع وأربعين صفحة توزعت على ثمانية فصول، إضافة إلى الملاحق، وبعد هذه الرحلة الشيقة في عالم القبور والشواهد يجب أن ننوه إلى مميزات هذا الكتاب، وذكر ما تفرد به الباحث، مع لفت النظر إلى عدة ملاحظات كان ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار :
مميزات الكتاب :
1- الكتاب دراسة رائدة ومتميزة من متخصص ومشروع مؤرخ وعالم آثار جدّ واجتهد، وعمل بجهد ومشقة كبيرة في إيجاد مصدر لولاه لما توفر بين أيدينا، فقد أوجد مصدرًا هامًا لتاريخ مدينة غزة في حقبة هامة، ومن زاوية تاريخية مهمة من زوايا علم الآثار، ألا وهي شواهد القبور.


2- يتميز هذا الكتاب بالموسوعية والشمولية مع تلازم العمق الأكاديمي والمعرفي .

3- وثّق لنا الكاتب ما كان مندثرًا، وفي عالم الضياع والطمس، حيث وثّق جميع الرقوم والشواهد التي كاد البعض منها أن يندثر.


4- تلازم الجهد الميداني الآركيولوجي والبحث الآثاري، إلى جانب البحث العلمي والمنهج التاريخي من خلال المصادر الهامة التي لم ينشر بعضها كالنقوش والوثائق و المخطوطات، ثم المصادر المتعددة لتاريخ مدينة غزة وجنوب فلسطين.


5- أبرز الكاتب عدة قضايا كانت مجهولة وطي النسيان، وهي أشعار المراثي للمتوفين على شواهد القبور التي هي بحاجة إلى دراسة أخرى.


6- أوجد المؤلف د.فرج الحسيني الكثير من المعلومات والرؤى والأفكار التي من خلالها نستطيع أن نقوم بدراسات أخرى من خلال دراسته هذه، فقد أبرز عائلات لم يتحدث عنها أحد، كما بين نواحي هامة من تاريخنا الاجتماعي والاقتصادي في فترة هامة ومفصلية من أواخر العهد العثماني، وتمثل تلك الفترة خلاصة مكثفة للعهد العثماني، ومقدمة لحقبة تلنها من تكالب ووجود الدول الاستعمارية الكبرى، وتغوّل وسيطرة الحركة الصهيونية والانتداب البريطاني على فلسطين.


7- كشفت الدراسة عن نواحي جديدة من حياة أعيان وعلماء وقادة المدينة، كما بينت الدراسة التاريخ الاجتماعي للعائلات المتنفذة في المدينة، حيث كانت تنم عنها قبورها ومدى اهتمام الشعراء والكتاب في مراثيها.


8- أرخّ الكاتب لعدة ظواهر لغوية وأدبية وفلوكلورية أزاح عنها الستار، وأبرزها إلى حيز الدراسة والبحث .


9- أضاف الباحث ومضات ورؤى هامة حول الحالة الدينية للمجتمع الغزي على اختلاف ديانته من مسلمين ومسيحيين، كما وضح لنا أهمية الدين وعالم الغيبيات في حياة الإنسان الغزي، واهتمامه بالعالم الآخر لا يقل عن العالم الحاضر، بل أظهرت الدراسة الأهمية الكبرى للاعتقاد الجازم بالجزاء الأخروي، وعالم الحساب والعقاب والجزاء الإلهي العادل، كما أتاحت الدراسة الفرصة للشروع في دراسات تكمل وتضيف لهذه الجوانب صور أخرى بصورة أوسع.


10- تعتبر هذه الدراسة مشروعًا معرفيًا وتاريخيًا متشابك الموضوعات بحاجة إلى العناية والاهتمام من قبل الباحثين والدارسين، وممن لهم عناية بعلم التاريخ.


11- كشفت الدراسة عن الضعف واللامبالاة و الجهل بالآثار الإسلامية من قبل الدوائر العلمية المنزوية بين جدران الجامعات والتي تتستر وراء كرتونة الشهادات الجامعية، بحيث كونت تركة هلامية فارغة بعيدة كل البعد عن الواقع.


كما بينت الدراسة حجم التقصير والجهل وعدم تحمل المسؤولية من قبل السلطات المختصة في كل من وزارتي الآثار والثقافة، كما لا يقل ذلك عن اللامبالاة لدى وزارة الأوقاف منذ تأسيسها وحتى صدور الكتاب.


12- ساهمت الدراسة في توفير مرجع ومصدر هام وشامل لتاريخ مدينة غزة ،إضافة لمصادرها ومراجعها التاريخية المعروفة ككتاب تاريخ غزة لعارف العارف، وإتحاف الأعزة للشيخ عثمان الطباع، كما أضافت أبعادًا جديدة في البحث الأكاديمي والأثري التاريخي.


كما ساهمت في الإضافة النوعية لدراسات وكتابات المؤرخ الأستاذ إبراهيم سكيك والأستاذ سليم عرفات المبيض، وهكذا مهما حاولنا أن نتحدث عن مميزات هذه الدراسة فلن نوفيها حقها، فهي بحاجة إلى عدة حلقات، كما أنها تستحق الاهتمام من قبل الهيئات العلمية والثقافية في مدينتنا الحبيبة – غزة هاشم.
ومع كل ما أسلفنا من الإيجابيات والمميزات للدراسة، ومع إشادتنا لجهود الباحث القدير د. فرج الحسيني، وتوافر عدة مهارات بحثية عدا عن علمه وثقافته إلا أنه بسبب هوايته وجده الجارف، كان عالمًا محترفًا ومؤرخًا فطنًا ونبيهًا, ولكنه لم يسلم من علمه هذا من النقص، وذلك لا يشوبه أية شائبة بل الكمال لوجه الله وحده.
لذلك آثرت أن أنبه إلى بعض الملاحظات التي أود أن يأخذ بها د. فرج الحسيني, وهي:


1- أورد المؤلف العشرات، ولربما المئات من أبيات الشعر والمراثي، وهي ثروة أدبية لكنه كان ينبغي أن يقوم بتشكيلها لتحسن قراءتها، كما أنه كان ينبغي أن يبرزها في الفهارس الفنية حسب عجز البيت كما هو معروف في فهرس الأشعار في نهاية المراجع الأدبية.


2- على الرغم أن الكاتب يغطي فترة هامة، وحقبة لتاريخ مدينة غزة في نهاية العصر العثماني, كان ينبغي على الكاتب أن يقدم لمحة تاريخية عن مدينة غزة في العهد العثماني من خلال الدراسات السابقة كدراسات، وكتابات عبد الكريم رافق، ود. عادل مناع، وإبراهيم سكيك, لكن الباحث اكتفى بالاعتماد على( إتحاف الأعزة) على الرغم من أهميته الكبرى، لكننا نجد في كتب سكيك على بساطتها معلومات هامة لربما استفاد منها الباحث، كما أنني ألفت نظر الكاتب إلى الاهتمام بدراسات المؤرخ الكبير د. عبد الكريم رافق في كتاباته المتخصصة عن بلاد الشام ومصر وبالأخص في العهد العثماني الأول والأوسط، كما أوجه الاهتمام إلى العناية بمؤلفات د. عادل مناع وبالأخص كتابيه تاريخ فلسطين في أواخر العهد العثماني، و أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني.


3- هناك عدة حواشي وإحالات لم تكمل من حيث الإشارة الى أرقام الصفحات, كما ورد في ص 124 هامش عن ترجمة حسين أفندي الحسيني انظر (ص)، دون الإشارة إلى رقم الصفحة، وفي ص 162 حيث أشار إلى ترجمة آل الوحيدي، ولم يذكر رقم الصفحة في كتابه.


4- يوجد بعض الأخطاء في نظام الإحالات إلى المصدر السابق، وحبذا لو صحح الكاتب، وذكر اسم المصدر، ونبه إلى أنه سبق ذكره, ولكنه كثيرًا ما يرشد إلى نفس المصدر السابق ونفس الصفحة ما يجعل القارئ يتيه بين الإحالات المتكررة للمصدر السابق.


5- يوجد عدة أخطاء لغوية وإملائية ومطبعية كان الأولى والأحرى أن يقوم بضبطها وتصحيحها، والجهة المراجعة (قسم الدراسات والنشر في المؤسسة التي أصدرت الكتاب)


6- يوجد عدة فهارس فنية ناقصة لو كملت لزادت في فوائد القراءة، والبحث في هذا المرجع الهام والشامل، مثل: فهرس بالنصوص الشعرية، فهرس بالأماكن بصورة مفصلة أكثر.


7- عدم العناية من قبل الجهة الناشرة بإخراج العمل بالوجه الذي يليق بعمل أكاديمي كهذا، حيث كان ينبغي أن تكون الملاحق والصور ملونة، كما لها من أهمية كبيرة في الاستدلال على مواضع الشواهد.
وأخيرًا نسأل الله تعالى أن يوفق الباحث القدير إلى إصدار المزيد من الدراسات لإثراء البحث التاريخي، وإضافة مصادر جديدة ومبتكرة ورائدة تساهم في إعادة النظر في تاريخ مدينة غزة وجنوب فلسطين.
وكما أتوجه بالشكر الجزيل للأخ د. فرج الحسيني لاهتمامه بمدينة غزة هاشم، وأتمنى من الجهات المعنية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ووزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم أن تهتم بكتاب د. فرج الحسيني، وترد له جميله بمكافأته على ما بذله من جهد وعطاء.
والله غالب على أمره.

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد