النخلة | عائلة الأغا

تأمين السلاح والمال

وتحدث الحج مطلق عن تفاصيل توريد السلاح للمنظمة قائلا " كانت قيادة المنظمة تتفق مع الرؤساء العرب لتزويدهم بالأسلحة ، وكانت تنقل الأسلحة للمنظمة عن طريق المناضل جمال عبد الناصر في مصر ومن ثم توزع للمنظمة في كل الدول ، حيث فتح عبد الناصر صدره واسعا ، واستعد بكل الإمكانيات وكان له نصيب الأسد بتزويدنا بالأسلحة ، ثم فتحت المنظمة مكتبا لها في الصين لتوفير السلاح وشرائه ، ثم زودت الجزائر المنظمة بكميات كبيرة من الأسلحة ، وكنا نشترى الكثير من الأسلحة من المهربين بعد الحرب العالمية ، واغلبها كان سلاح الكلاشنكوف والرشاش وقذائف الهاون 60 مل "

وكانت  السعودية والإمارات من الدول المحافظة على تمويل منظمة التحرير الفلسطينية باستمرار ،  وأكد " السعودية كانت أول الممولين ومن ثم العراق والإمارات  ثم العديد من الدول العربية ، وكانت سوريا تحتضن معسكراتنا وعملنا العسكري فقط ، ثم سارعت العديد من الدول العربية بالتنافس فيما بينها بان  يكون لها أجنحة داخل المنظمة التحرير الفلسطينية ، فمولت العراق الجبهة العربية تحت إطار منظمة التحرير ، ومولت سوريا قوات الصاعقة  "

وأشار الحج مطلق إلى أن أول من تولى قيادة منظمة التحرير هو احمد الشقيرى وبعد وفاته تولى محمد حمودة قيادة المنظمة ،  وبعد إجراء الانتخابات تقدم أبو عمار وتم اختياره من المجلس الوطني .

وتطرق في حديثه لبعض المواقف من العملاء والجواسيس الذين حاولوا اختراق المنظمة  قائلا " تم ضبط العديد من العملاء والجواسيس داخل المنظمة وتم تحويلهم للمحاكمة بعد اكتشافهم ، وفى احد المرات بعد القبض على احد العملاء قمت بإيقاف راتبه ، فسالنى أبو عمار لماذا أوقفت راتبه ، فأجبته لأنه عميل وسيقدم للمحاكمة ، فقال لي أبو عمار ما ذنب أبنائه وزوجته فألان هم بحاجة الراتب أكثر من الأول بعد غياب الأب عنهم فلنحاسبه هو فقط وليس كل أسرته ، واعدت صرف الراتب لزوجته وتقاضت زوجته الراتب خلال وجود زوجها داخل السجن بعد ذلك "

ومن ضمن صلاحيات الحج مطلق هي تعبئة استمارة للمتطوع ودراسة وضعه ، ومنحه الرتبة التي يستحقها إذا كان خريج جامعي أو حاصل على الثانوية العامة أو ما دون ذلك .

وتحدث مطلق عن صرف الرواتب للعساكر خلال مراحل منظمة التحرير الفلسطينية قائلا "  في البداية كان يصرف للعسكريين مخصصات حسب حالة الشخص الاجتماعية نتيجة عدم توفر الأموال الكافية للالتزام براتب شهري ، وبعد التوسع وتأسيس نظام أدارى وهيكلية رسمية ثم صرف رواتب رسمية للجميع ، وكانت تنقل الأموال من الممولين ألينا عن طريق شنط  وتسلم باليد ، ومن ثم انتقل تحويل الأموال ألينا عن طريق البنوك رسميا "

وأضاف " رواتب العساكر كانت حسب الوضع الاجتماعي للشخص وتقدير القيادة للوضع المعيشي للبلد المقيم فيها العسكري ،  وكان يتقاضى الجندي في لبنان 150 ليرى لبنانية وهذا المبلغ يكفيه للعيش مرتاحا هناك ،  وبنسبة متقاربة كان يتقاضى الجندي في الأردن 15 دينارا أردنيا بنفس الوضع المعيشي للجندي في لبنان ، ومررنا بعدة أشهر لم نتمكن من توفير الرواتب للجنود وتم  صرف جزء من الراتب لهم وتم تحويل الباقي للمستحقات ، وكان أبو عمار يركز جهده لتوفير الميزانية اللازمة لصرف الرواتب بشكل منتظم "

وأكد أن أبو عمار وأبو جهاد كانوا يشتروا عقارات وأراضى حين توفر ميزانية فائضة لديهم ، لتوفير أجرة مقرات ومكاتب لهم في لبنان والعديد من الدول العربية ، وما زالت شركة صامد التي أسستها المنظمة في لبنان قائمة حتى ألان ، حيث كانت تحتوى المؤسسة على منجزة ومصنع حلاوة ، بالإضافة للعديد من العقارات والمباني في دول عربية . 

وحضر مطلق مراسم خطوبة الرئيس الراحل أبو عمار في تونس من سهي الطويل تلبية لدعوة الرئيس له ، حيث تمت الخطوبة بعد علاقة العمل التي ولدت بين الرئيس ووالدة سهي الطويل بحسب عملها الصحفي ومتابعتها لأخبار المنظمة ، وتمت الخطوبة في تونس بحضور شخصيات رسمية في الحركة بدون مهر مقدم .

وبعد قدوم السلطة الفلسطينية لغزة تولى فؤاد الشوبكى المتواجد حاليا في السجون الإسرائيلية  أمين الصندوق للمنظمة ، وكان يصرف المنح المالية بناء على أوامر أبو عمار، وأشار إلى انه عدة مرات يأمر أبو عمار بصرف مبالغ مالية لأشخاص في حين لم تتوفر اى ميزانية في الصندوق ، فكان الشوبكى يستدين المبلغ من أصدقائه  ليسددهم إياه بعد توفر المبلغ في الصندوق .

وأشار الحج مطلق إلى أن أبو عمار كان يعرف بعض الشخصيات الفاسدة التي كانت تتواجد داخل السلطة  ، ويبلغه بأنه يعرف فساده  ويوقفه عن حدوده ، ولكن لو استمر  فساده كان يهدده بشكل علني.

واتهم مطلق إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال أبو عمار لأنه لم يقبل بالتنازل عن الثوابت ، وقال " الحس الامنى قوى عند الشهيد أبو عمار ولم يتناول اى طعام في حياته لوحده  ، بل كان ينادى على الجميع ليتناول الطعام معه ، وفى بعض الأوقات كان يغمس الخبز ويقوم بإطعام الحضور من يده للاطمئنان ، واستبعد اتهام اى شخص من المحيطين به ، وحين يجلس مع اى شخص لأول مرة كان يكتشف كل إسراره وشخصيته بعد خروجه بحسه النبيه والوطني ".

واستذكر موقف حين كانت ترسل زوجة الحج مطلق بعض المعجنات التي تتقن صناعتها لابو عمار في المناسبات والأعياد ، كان  يرفضها ويقول أعطوها لأبناء الشهداء برغم الثقة التي بينهما.

وقال أن أبو مازن قد يلقى نفس المصير إذا استمر على نهج أبو عمار وتمسك بالثوابت ، وذلك من خلال متابعته لوسائل الإعلام الإسرائيلية 

وقبل مغادرة الحج مطلق للسعودية استذكر موقف طريفا من أبو عمار حينما اجتمع به على عجل حيث قال " خلال اجتماعنا هاتفنى شقيق زوجتي وابلغني أن زوجتي على وشك الولادة في المستشفى ، فأصر أبو عمار مرافقتي إليها واشترى أية قرآنية هدية للمولود ، وحينما أنجبت زوجتي طفلا  سألها ماذا ستسميه فإجابته زوجي يريد اسم نبيل وأنا لا أحب هذا الاسم ، فقال لها إذا ليكون اسمه عمار فوافقنا ، وما زال ابني عمار يحتفظ بالآية القرآنية  التي أهداها له أبو عمار ".

وأصيب الحج مطلق بجلطة توجه خلالها لجمهورية مصر العربية للعلاج ، وخلال تواجده هناك سمع بان صديقه على مصطفى سفيرنا في ليبيا سابقا أصيب بجلطة فتوجه لزيارته ، واستهجنت زوجته حينها موقف القيادة من عدم زيارة اى شخص له والاطمئنان عليه ، فقرر العودة  لغزة ليكون بين أهله ومحبيه ، بعدما شاهد شخصيات قيادية تقيم وحيدة بعيدة عن الوطن .

وكان يمتلك الحج مطلق سلاح  من نوع كارلو كان قد اشتراه من حسابه الشخصي يعود لعام 1950 وبعض المقتنيات الشخصية ، لكن ابنه اضطر لتسليمه للحكومة المقالة بغزة بعدما طالبته بتسليم اى أسلحة في بيته بداية تسلمها للسلطة .

ويتنقل الحج مطلق بمرافقة مرافقه بين بيته بغزة  ودير البلح ليعود لنشاطه بعد إصابته بالجلطة ، ويتحرك بشكل بطئ جدا متمنيا من الله أن يمده بالصحة والعافية ، وان تستقر الدولة الفلسطينية .