بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم
والدي نسمه وجود ابدي وشجره زيتون
بقلم م. رياض قاسم الاغا
اسطر هذه الكلمات بعد ساعات قليله عن رحيل الوالد الحبيب والذي غادرنا فجأه هكذا بدون اي سابق اشاره تنبيء بقرب الرحيل. ففجأة يصبح المكان الذي امتلأ بأنفاسه العطره موحشا، وفجأه يصبح القلب خالي من اي شعور الا بشعور الوحده والغربة. فلماذا هكذا يتم رحيل الاتقياء؟ بدون سبب وبدون اي ضجيج، بل بسلام سرمدي مهيب.
فعندما فتحت الباب عليه بعد ساعه من الانتظار، لنجلس سويًا كما تعودنا في صباح كل يوم، عجبا رأيت؛ فقد كان مشمراً ذراعيه للوضوء وسبابته ممتده بكل ثقه ووضوح وكأنه كان يخاطب ربه بانه يشهد ان "لا اله الا الله وأن محمدً رسول الله". وفي هذه اللحظات الدهرية اللامتناهيه، كان الوالد الجليل يقف بثبات على رجليه يأبى السقوط أرضا، وكأن لسان حاله يقول لنا جميعًا بان الفلسطيني المؤمن هو شجره زيتون في وطنه وفي غربته؛ يموت واقفا لله رب العالمين.
نعم لقد رحل الوالد الفاضل عنا ولكن يبقي حبل الدعاء يصل ما بيننا وبينه، اللهم افتح على قبره نافذه من الجنه تنفذ منها نسائم رحمتك وعفوك الذي لا يغلق أبدا.
الى الفردوس الأعلى أيها الوالد الكريم الرحيم، ياصاحب القلب المحب الكبير ويا أيها الصادق النبيل.
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، واجزه عنا خير الجزاء؛ والى لقاء في عليين .
[1] وسام مصطفى كامل الاغا | عزاء ولجب | 07-01-2020