في ذمة الله

تعزية للفقيد ايهاب عبدالمعطي الاغا


 

يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم ،
 كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع ، ونحن نودع واحداً من جيل المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة ، الناكرين للذات ، الذي فارق الدنيا ، بعد مسيرة عطاء عريضة ، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي ، تاركاً سيرة عطرة ، وذكرى طيبة ، وروحاً نقية ، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة .
 عرفنا الفقيد الأستاذ ايهاب ابو سعيد  معلماً هادئاً ، متسامحاً ، راضياً ، قنوعاً ، ملتزماً بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية ، منح لتلاميذه حبه وخبرته وتجربته. تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزاً بالتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ..؟!
  كان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح . واعطى كل ما لديه بلا حدود ، ودون كلل أو ملل ، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن ، وأهم الرسالات ، رسالة العلم والتربية ، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني ، التي في صلبها بناء الانسان ، وبناء الوطن ، وبناء المجتمع .
وما لي في وقفة الوداع سوى هذين البيتين من الشعر قالهما شاعر النيل حافظ ابراهيم في رثاء صديقه أمير الشعراء احمد شوقي :
خلفت في الدنيا بياناً خالداً      ...وتركت أجيالاً من الأبناء
وغدا سيذكرك الزمان ولم يزل ... للدهر إنصاف وحسن جزاء
  نتقدم بخالص العزاء والمواساة من الأخت الكريمة الفاضلة أم محمد حفظها الله وثبتها وربط على قلبها ، المؤمنون أشد ابتلاء من غيرهم لقربهم من الله ومحبته لهم ، فاذا احب الله عبدا ابتلاه ، وقد ابتلاها الله بأمراض خطيرة فصبرت واحتسبت ، وبفقد أولاد وأحفاد فصبرت واحتسبت ،  وكانت لنا قدوة في الصبر والتأسي جزاها الله خيرا على صبرها وثباتها ، وجزاها الله خيرا على تربيتها لهذا الجيل المبارك وعلى رأسهم شيخنا الفاضل والقاضي الصادق ، الشيخ محمد أبو العبد حفظه الله ، واخوانه الكرام الأفاضل ، وإلى شقيقاته الكريمات الفضليات ،والى زوجته الكريمة وأولاده وأصهاره ، حفظهم الله جميعا ، وإلى جميع أفراد عائلة الأغا فردا فردا ، والحمد لله رب العالمين ، أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم ، لله ما أخذ وله سبحانه ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ،اللهم اغفر له وارحمه, وعافه واعف عنه , وأكرم نزله ووسع مدخله , واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازه بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ، اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة , اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة . والحمد لله رب العالمين . 
اخوكم / ياسين طاهر الاغا

اضغط هنا للتعرف على المرحوم الأستاذ إيهاب عبدالمعطي سعيد عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد