محاضرات وندوات
السفير بسام الآغا: ما طرحه فخامة الرئيس صالح أمام قمة "سرت" يعطي أملا لرؤية إستراتيجة عربية
صنعاء – ثمن السفير الفلسطيني في دولة اليمين الشقيق بسام عبد الله الآغا الدعم اليمني ممثلا بالرئيس علي عبد الله صالح للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية مؤكدا أنه بالرغم من كل شيء فإنه اليمن ومواطنيه ينطقون دائما باسم فلسطين ويحملون همومها وجرحها النازف.
وأكد الآغا في حوار مع صحيفة 14 أكتوبر اليمنية أن ما طرحه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح أمام القمة العربية في سرت يعطي أملا لرؤية إستراتيجة عربية ".
نص الحوار:-
فلسطين جرحنا النازف وأرض الشهداء وشلالات الدم بلاد العزة.. فعلا من اتجه إليها فإن (العز له والفخر له والنصر له) كما قال السفير الفلسطيني باسم الآغا .
وحول مؤتمر القمة العربية الأخير الذي كان مؤتمرا للقدس بامتياز، وتاريخ العلاقات اليمنية الفلسطينية ومسار المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية وملفات عديدة أخرى شائكة التقينا بسعادة السفير الفلسطيني بمكتبه بصنعاء ليسلط لنا الضوء حول العديد على هذه الملفات فإلى التفاصيل:
* محكمون بالأمل
- برأيكم إلى إي مدى كانت قمة سرت ملبية للتطلعات والآمال خصوصاً وأنها كانت من اجل القدس؟
- بالتأكيد الجواب لن يكون نعم أو لا، ولكن نحن دائما وعند أي تحرك عربي تحكمنا الآمال والرؤية المستقبلية والرؤية الاستراتيجية فلا نريد أن نحاكم الماضي و((نحن محكمون بالأمل)) كما قال الروائي الكبير سعد الله ونوس.. وعليه فعندما نجد أي بارقة أمل نتجه إليها وبالتأكيد ننظر إلى إخلاص وحكمة أولي الأمر منا عربيا.. ونحن نتجه من هذا المنطلق لأن المنطقة بكاملها تتعرض لهجمة مسعورة ليس فقط من قبل الصهاينة بل أيضاً من قبل الغرب الذي لا يهمه إلا مصالحه ويخطط لضرب مصالحنا ويتدخل في شؤوننا تحت مسميات عدة منها التنمية وغيرها من الذرائع فنحن ندرك أن إسرائيل زرعت في هذه المنطقة لتكون حاجزاً بين آسيا وأفريقيا.
مؤتمر القمة كان من أجل القدس بامتياز فقد قررت خمسمائة مليون، أنا رؤيتي ليست بالخمسمائة مليون الأهم هو الموقف السياسي الموحد تجاه فلسطين ويستتبع ذلك المليون أو الخمسمائة مليون مع ملاحظة أن (ماسكوفيتش ) يعود إلى القدس حاملاً ضعف هذا المبلغ، وهناك أكثر من أربعين جمعية صهيونية لدعم الصهانية... (ماسكوفيتش ) يقدم إغراءات غير عادية فمثلا يقدم للمواطن الفلسطيني الذي يملك كشكاً أو قطعة أرض وسعرها الفعلي لا يتجاوز مائة ألف دولار أو مليون دولار أو حتى خمسة ملايين دولار ويقول لهم "إبقى لولد الولد" كما يقال عندنا, أي بمعنى أبق أنت وأولادك لعشرين لثلاثين لأربعين سنة، فهدفه أن تسجل القدس بالكامل في السجل العقاري الخاص باليهود ، هذا على صعيد (ماسكوفيتش) والجمعيات الصهيونية، أما بالنسبة للدولة العبرية فهي تلعب دوراً في القمع وسلب الأراضي وهدم البيوت ونسفها فهم يريدون أن يخلقوا من القدس القدس الكبرى.
ونحن أملنا كبير في أن يستشعر أولو الأمر منا مسئولياتهم الكبيرة تجاه هذا الخطر وتجاه هذا العدو.. كان أبو عمار يقول أكلت يوم أكلت الثور الأبيض.. وهذا هو حالنا حيث تم الاستفراد بفلسطين وتبعه العراق وستتبعه متوالية لا تنتهي.
* رؤية إستراتيجية
- لكن ماذا عن الرؤية الفلسطينية للسلام ؟
- رؤيتنا للسلام رؤية إستراتيجية بينما رؤية العدو للسلام ليست تلك الرؤية.. نحن نقول بالسلام ومارسنا هذا الاتجاه وسلكنا هذا المسار الذي أوصلنا به العدو الصهيوني إلى هذه الحالة.. بمعنى أننا عرينا وكشفنا حقيقة العدو الصهيوني أمام أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة والعالم.
* نمارس سلوكاً بشرياً
- إلى أي مدى أثرت الخلافات العربية العربية ووضع الأمة العربية الحالية على القضية الفلسطينية؟
- نحن كفلسطينيين ينعكس علينا الوهن العربي وأنا لا أريد أن أفرض افتراضات كأن لو كان هناك وضع عربي موحد لما كان هناك أوسلو ولا مدريد ولا هذا الانحدار الذي يقبع فيه الوضع العربي.
ولكن نحن نمارس سياسة ساهمت في كشف ما كانت إسرائيل تخفيه عن العالم سابقا فإسرائيل سابقا كانت تمارس دور الضحية أمام العالم والمجتمع الدولي حيث صورت للعالم أن ثلاثمائة مليون عربي يريدون أن يلقوا بها إلى البحر.
ونحن الآن عدنا إلى الخريطة في ظروف مختلفة حيث قالت جلودمائير عندما سئل عن الشعب الفلسطيني "لا وجود للشعب الفلسطيني"، وقال جون فوستر دالس "مسكين الشعب الفلسطيني وقع تحت أقدام الفيلة..الكبار يموتون والصغار ينسون".. ولكن استمرار النضال الفلسطيني وأعني استمراره منذ 65م الذي يمثل تواصلاً لثورات ولهبات ولانتفاضات.. فشلال الدم الفلسطيني منذ عام 1917م لم يتوقف، ومنهجنا هذا لا أريد أن أقول أنه حقق انتصارات ولكن لا أحد ينكر أنه حقق إنجازات.. ونحن أولا وأخيرا نمارس سلوكاً بشرياً, على عكس عدونا الذي يمارس نزعة شاذة في السلوك البشري، أريد قطعة من الأرض أعيش عليها هذا هو سلوك القيادة الفلسطينية، نحن وصلنا إلى طريق مسدود ولكن أيهما أفضل أن يقال أن الذي أغلق باب السلام عدونا أم الفلسطينيون وأول من سيلومنا لو كان العكس صحيحاً هم العرب.
* التناغم هو الحل
- الخلافات الفلسطينية-الفلسطينة أصبحت اليوم شماعة يعلق عليها التخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية اذ يقول البعض إن على الفلسطينيين أن يحلوا مشاكلهم قبل طلب العون من الآخرين أو كما يقال وقد سمعتم به ؟
- الشعب الفلسطيني معاناته مرة ومريرة من قبل العدو ومن قبل البعض ممن يتكلمون اللغة العربية ونقول لمن يدعي الحرص علينا ولمن يدعي الحرص على فلسطين نقول له "روح لمصر بدون تأشيرة وتقدر تدخل عبر الأنفاق وتروح تجاهد" بعيدا عن الخطابات وبعيدا عن المزايدات وبعيدا عن الحكايات ونحن مراراتنا انطفأت من كثر ما سمعناه من مزايدات وعانيناه من معاناة والمطلوب هو التناغم.. وهذا الذي كان يقوله سيدي الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات.
* مسار المصالحة بين فتح وحماس
- لكن الم يئن الأوان لإنهاء الخلافات الفلسطينية . ثم الى اين وصل مسار المصالحة بين فتح وحماس ؟
- هذا السؤال ذو شقين الشق الأول الوضع الراهن والضفة الغربية في فلسطين فنحن نعيش حالة اقتصادية مأساوية في قطاع غزة عبر الاحتلال والحصار.موضوع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية نحن نامل أن يتم لأنه لا سبيل سوى المصالحة فكماكان قال أبو عمار الشطر الثالث بدلا عن الشطر الثاني واللحمة اليمنية فنحن مع اللحمة الفلسطينية نحن مع وحدة جسد الأرض مع وحدة جسد الإنسان.
والعرب الذين يقولون إنهم محتارون من يعطون الدعم فتح أو حماس؟ هم كانوا أصلا لا يعطون من قبل واليوم محتارين من يعطون؟ هناك نغمة فكل شخص يريد شماعة ليعلق عليها، لكن نحن نؤمن إيمان مطلقاً بالمخلصين العرب من أبناء أمتنا سواء من أولي الأمر أو من المواطن العربي العادي الذي تسكن فلسطين سويداء قلبه ونحن ندعو بالهداية لنا ولهم وللجميع.
* مواقف تخدم القضية
- كيف تنظرون إلى واقع العلاقات اليمنية الفلسطينية. والى ما تقوم به القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية وجهوده ومواقفه في تبني مواقف تخدم القضية وكذا سعيه لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين بغية الوصول إلى المصالحة ؟
- فخامة الرئيس علي عبدا لله صالح هو الرجل النبيل الحامل للهم الفلسطيني، والعلاقات اليمنية الفلسطينية علاقات ممتازة وعلاقات امتداد، وأنا أكرر ما قلته أمام الرئيس في كلمة ألقيتها "أنا من أحفاد جدكم الأكبر...".
ومما يدلل على هذه العلاقة ورسوخها ومتانتها احتضان اليمن حكومة وشعباً للكثير من الفلسطينيين فنلاحظ الكثير من الشباب الفلسطيني خريجين من جامعات هذا البلد الطيب الحبيب .. ويدل على ذلك الزيارات المتكررة لفخامة الرئيس محمود عباس والتواصل الدائم بين المسئولين وتبادل الرسائل والاتصالات وما طرحه مؤخرا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أمام القمة العربية ليعطي أملا عربيا لرؤية إستراتيجية عربية.
وعلى صعيد العلاقات فالعلاقات اليمنية الفلسطينية علاقة متينة ونحن لا ننسى أن في وجدان كل من اليمنيين والفلسطينيين ترتسم المواقف الخالدة والنبيلة تجاه فلسطين، فكل منا تعيش فلسطين في حياته وتعيش فلسطين في وجدانه ، ولكن هناك عوائق قائمة ببقاء الاحتلال فصعوبة تحرك الوفود وصعوبة الحركة الشعبية قائمة ببقاء الاحتلال.
* رسائل عاجلة
- كلمة أخيرة تود قولها عبر صحيفة 14 اكتو بر والى من توجهها ؟
- كل التحية والاحترام والتقدير للمواطن اليمني الذي يعيش نبض فلسطين.. وأنا أكرر كلمة قالها الزعيم هواري بومدين لأخيه أبو عمار حاكيا له عن طبيعة الشعب الجزائري قال له "أقول له بالتنمية لا يسمع.. أقول له بتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة الرواتب لا يسمع.. ولكن ما أن ننطق بكلمة فلسطين يهيج هذا الشعب..." وبصراحة المواطن اليمني هو الأصل والامتداد لأمته العربية، وبالرغم من كل شيء فإنه عندما ينطق اسم فلسطين ينسى همومه الأسرية والشخصية وهموم الوطن ليقول (فلسطين.. فلسطين).
وكلمة أخرى لأولي الأمر تمنياتنا لهم كل الخير وتمنياتنا دائما أن تكون البوصلة تجاه فلسطين لأن من يتجه اتجاه فلسطين فإن العز له والمجد له والبقاء له والتاريخ له وما عدا ذلك فيجب علينا أن ندرك أننا لا نعيش على هذه الأرض لنأكل فقط.. بل يجب أن نعيش بكرامة بحرية بعزة.. وأتوجه أيضا للمواطن اليمني أن يتمسك برئيسه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح (وصمت لحظة) اعذروني تذكرت رئيسنا ياسر عرفات ... من يحافظ على رمزه يحافظ على وطنه ... أمتنا العربية فيها الخير دائما وعندما يتاح لها أن تعطي فإنها تعطي بلا تردد.. أخيرا ندعو الله أن يهدينا جميعا.
[1] عبد الكريم صقر يوسف الأغا | شكر وتقدير واحترام .. | 12-04-2010