في ذمة الله

في التاسع من إبريل- محمد عثمان الأغا



في التاسع من أبريل كنا على موعد مع القدر، في التاسع من أبريل وفي يوم الجمعة عشنا على وتيرةٍ أخرى، وتيرة الحزن المفرح، بعد أن تلقيت مكالمة هاتفية من دولة قطر بنبرات صوتٍ لم أسمعها منذ ولادتي وإذ بها الأخت الحنون الغالية.

من هنا اندمج مرار الغربة مع ألم الفراق فيا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
أبي كم كنت أتوق أن أكون بجانبك تلك اللحظة؟ كم كنت أتوق لتقبيل وجنتيك قبيل رحيلهما إلى الأبد؟ كم كنت أتمنى أن أنحني أمامك إجلالاً وتعظيماً ؟ كم كنت أتمنى ملامسة جسدك الطاهر النقي العفيف؟

آهٍ يا أبي عندما كانت يدك تلامسني مصطحبني معك إلى المسجد في برد الليل القارص، كانت يد الدفء والأمان والطمأنينة، آهٍ يا أبي حينما كنت تنازعني عند التأخُّر أو التغيُّب عن صلاة الجماعة.
آهٍ يا أبي عندما كنت تمسك بأصبعي الأيمن متبِّعاً مردِّداً خلفك ما تيسَّر من آيات القرآن الكريم، من سورة الملك يومياً بعد صلاة العشاء، وسورة الكهف أسبوعياً كل ليلة جمعة.
آهٍ يا أبي حينما كنت تقول لي في كل مكالمة (لما يفتح المعبر تعال) وها أنا أردّ عليك مع نفسي وقلبي يعتصر حسرةً وألماً وأقول" ربِّ حرِّم الجنة على من أغلقوا الحدود وحرموني من رؤيتك".

آهات عديدة لا تنتهي هي التي أخذت مني كل مأخذ، نم قرير العين يا والدي إن الله إذا أحبَّ عبداً قذف محبته في قلوب العباد فأبشر بمحبة الله لك.
والدي يا قرَّة عيني! من أحبَّ شيئاً مات عليه، فها أنت في التاسع من أبريل سطَّرت أروع الصفحات، سطَّرت بروحك أروع الخواتيم التي يعشقها الجميع ويتعطّش إليها، صليتَ فسبّحتَ فذكرتَ فقرأتَ القرآن فمتّ، هنيئاً لك ولنا حسن خاتمتك التي لا يحظى بها إلا القليل.

أمي الغالية الحنونة أطال الله لنا في عمرك وألبسك ثوب الصحة والعافية، جعلك ربي من الصابرات الشاكرات العابدات، فأنتِ نبراسنا المضيء، أمّاه ارفعي أكفّك إلى السماء وأمِّني:
اللهم أكرِم نزله ووسع مدخله، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يٌنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إن كان محسناً فأزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خير من أهله، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أفض عليه من رحماتك، اللهم آنس وحشته، اللهم اجعل القرآن الكريم له في القبر مؤنساً ومن النار ستراً وحجاباً وإلى الجنة رفيقا.

 

إنا لله وإنا إليه راجعون
 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. محمد عثمان محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد