مقدمة كتاب أنيس الجليس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يزل ولا يزال. وهو الكبير المتعال. خالق الأعيان والآثار. ومكور النهار على الليل والليل على النهار. العالم بالخفيات. وما تنطوي عليه الأرضون والسماوات. سواء عنده الجهر والأسرار. ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير خلق الخلق بقدرته. وأحكمهم بعلمه وخصهم بمشيئته. ودبرهم بحكمته. لم يكن له في خلقهم معين. ولا في تدبيرهم مشير ولا ظهير. وكيف يستعين من لم يزل بمن لم يكن. ويستظهر من تقدس عن الذل بمن دخل تحت ذيل التكوين. ثم كلفهم معرفته. وجعل علم العالمين بعجزهم عن إدراكه إدراكاً لهم. كما جعل إقرار المقرين بوقوف عقولهم عن الإحاطة بحقيقته إيماناً لهم.
وأومن به وملائكته وكتبه ورسله. لا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى. وأمينه المرتضى. أرسله إلى كافة الورى بشيراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين. وأصحابه المنتخبين. وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين. وسلم تسليماً.
أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ، وخلق الإنسان و علمه البيان ، وسخر له ما في الكون ، وأمره أن يتعايش مع ما خلق الله له من خير في هذا الكون ، وأن يشكر الله على فضله وإنعامه ,
وأرسل سبحانه المرسلين مبشرين ومنذرين ليرشدوا الإنسان إلى ربه ويعلمونه ما يصلحه ، فمن اتقى وأصلح فقد فاز وأفلح ، ومن أعرض عن ذكر ربه خاب وخسر ، وقد أطال هذا الإنسان النظر ، وأمعن الفكر فيما خلق الله عز وجل وقدر ، فبادر وابتدر ونقل تجربته إلى بني إخوانه من البشر ، فسجل ما رآه وماسمعه من الفوائد والعظات والعبر ، فظهر الكثير من المؤلفات فيما يتعلق بالكون والإنسان والحيوان والنبات والطير وحتى الشجر والحجر .
وقد يسر الله لي الإطلاع على العديد من المؤلفات التي أبدع العلماء والأدباء في إخراجها وقد وجدت فيها الكثير من الحكم ، والمواعظ ، والفوائد ، والفرائد . وقد تعددت فيها الفنون فمنها ما اختص بذكر أهل الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، وأخبار الشجعان وأهل الحماسة ، ومنها ما اختص بوصف المعارك وأخبار الملوك ، ومنها ما ذكر أخبار الأذكياء ، ومنها ما تحدث عن الأغبياء والمجانين ، ومنها من ذكر الحيوانات وأشكالها وطباعها ، وإلى غير ذلك ، فلم يتركو فنا أو علما يفيد الناس إلا وقد ألفوا فيه المؤلفات الرائقة والفائقة ، فجزاهم الله خيرا ، وتقبل منهم جميل ما كتبوا وما ألفوا . وقد أعجبني الكثير مما سطروا ، مما يتسلى به الحبيس ، ويأنس به الجليس ، مما أفرزته عقولهم ، وفاضت به أفئدتهم ، وسطرته أناملهم ، فجمعت بعضا منه في هذا السفر ، والذي أسميته :
( أنيس الجليس )
والذي احتوى على اثني عشر جزء بعدد شهور السنة ، وكل جزء يحتوي على ثلاثين فصلا بعدد أيام الشهر ، أي أن لدينا ثلاثمائة وستون فصلا بعدد أيام السنة .
ابتدأ الجزء الأول بنشأة الكون والإنسان ، وانتهى الجزء الأخير بنهاية الكون والإنسان ، ثم البعث والنشور والحساب ، ثم إلى الجنة أو النار ، وهو الثمرة في عبادة الإنسان لربه ، والسير في الحياة على هدى من الله لكسب رضا الله والفوز بالجنة .
ولكثرة ما خيم على قلوب الناس من الهم والغم لتناقض الأحداث ، وقسوة الحياة ، ولحاجتهم إلى ما يخفف عنهم من هموم الحياة ونكدها ، فإنهم يلجأون إلى القنوات الفضائية المتنوعة لعلهم يجدوا عندها العلاج لهمومهم ، وقد يجد بعضهم سلواه في بعض تلك القنوات ، وبعضها زادتهم رهقا وأثقلتهم بالذنوب واللهو والعبث والمجون ، حيث الفن الهابط والنكتة السمجة والطرافة البذيئة .
لذلك فقد ضمنت هذه الموسوعة كثيرا من النكات والطرائف والنوادر، ومنحتها مساحة واسعة من الكتاب ، ليستعيض الناس بها عن النكت الهابطة ، وليعلموا أن في أدبنا العربي طرائف ونوادر في منتهى الأدب والرقي ، ويجد فيها الإنسان السلوى والفائدة .
وقد اشتمل
الجزء الأول من هذه الموسوعة الرائعة على المواضيع التالية :
-
الفصل الأول : الله رب العالمين ،
-
الفصل الثاني : في نشأة الكون ،
-
الفصل الثالث : بداية خلق الإنسان ووجوده على الأرض ،
-
الفصل الرابع :ذرية نوح عليه الصلاة والسلام - وتوزيعهم في العالم ،
-
الفصل الخامس : أصل العرب ،
-
الفصل السادس في القرآن الكريم ،
-
الفصل السابع نوادر وطرائف
-
الفصل الثامن في الحديث الشريف ،
-
الفصل التاسع : التسلسل الزمني للأنبياء وأعمارهم ،
-
الفصل العاشر في توبة بعض الأنبياء عليهم السلام ،
-
الفصل الحادي عشر: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
-
الفصل الثاني عشر الوصف الكامل للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،
-
الفصل الثالث عشر: الخلفاء الراشدون ،
-
الفصل الرابع عشر : الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض ،
-
الفصل الخامس عشر : في الملوك والحكام وبعض صفاتهم وعدلهم ،
-
الفصل السادس عشر : صفة الإمام العادل ،
-
الفصل السابع عشر: ألقاب الملوك ،
-
الفصل الثامن عشر : في عدل الولاة ،
-
الفصل التاسع عشر : من سير الولاة الصالحين ،
-
الفصل العشرون : في عدل بعض الملوك ،
-
الفصل الحادي والعشرون : في همم الملوك ،
-
الفصل الثاني والعشرون : من أخبار الملوك ،
-
الفصل الثالث والعشرون : الأصمعي يسامر الخليفة ،
-
الفصل الرابع والعشرون : نكبة البرامكة ،
-
الفصل الخامس والعشرون : الملك فيصل رحمه الله والرئيس ديجول ،
-
الفصل السادس والعشرون : طرائف ونوادر لبعض الخلفاء والحكام ،
-
الفصل السابع والعشرون : في بيان الفصاحة ،
-
الفصل الثامن والعشرون : زهد بعض الملوك والخلفاء والأمراء ،
-
الفصل التاسع والعشرون : في الدهاة والأذكياء ،
-
الفصل الثلاثون : في ذكر بعض الدواب والوحوش ،
-
فصل في الفكاهة والمزاح
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
للحصول على نسخة مضغوطة من كتاب أنيس الجليس- الجزء الأول الرجاء الضغط هنا
[1] جواد سليم إبراهيم سليم | خير جليس في الزمان كتاب | 19-08-2010
[2] مصطفى جميل مصطفى الكاشف | مشكووووووووور | 19-08-2010
[3] الحاج سعيد أحمد الأغا ( أبو عماد ) والعائلة | :: شكر وتقدير :: ،، | 19-08-2010
[4] رامي ناصر بحري شبير | شكر وتقدير | 19-08-2010
[5] ايناس امين مصطفى الاغا | كلمات كاالالماس كتبت على يد أغلى الناس | 19-08-2010
[6] لبنى ياسين طاهر الأغا | سلمت يداك يا ابتاه | 20-08-2010
[7] د. عمر عثمان الأغا | بوركت يمينك وجزاك الله كل الخير | 20-08-2010
[8] بلال فوزي جبارة الاغا | شكر ودعوة | 20-08-2010
[9] المنتصر بالله حلمي احمد الآغا | جزاك الله خيراً | 21-08-2010
[10] طلعت جابر عرفة المجدلاوي | العلم النافع | 29-11-2011