بسم الله الرحمن الرحيم
...
بالأمس كان هنا ،
يجاورني في هذا المكتب ،
يشاطرني أفراحي وأتراحي ، يشاركني في لعبي ..
يساعدني في درسي ،
هجم عليهم الموت ، وانقضت العربة على أجسادهم الصغيرة ،
فتتت ما تبقى من أحلام تداعب أخيلتهم ،،
مزقت كتبهم أشلاء !!
تناثرت دماؤهم .. واعتلى الرمال الأحمر القانِ .
لفوا أجسادهم الصغيرة ..
بالأمس
قبل الرحيل ، ودّعوا جدتهم .. قبّلوا يدها طالبين منها دعائها لهم .
ذهبوا لمدرستهم .. لعلمهم وكراسهم ..
واليوم
رحلوا للبعيد ، ولن يعودوا ،
تبكي الديار عليهم .
تفتقد غدواتهم وأصواتهم ، ضحكاتهم وبكاءهم .
لماذا ينـتزعهم الموت من أيدينا ويفشل في انتزاعهم من صدورنا وعقولنا ؟!
كيف طوتك المنون يا ولدي ** وكيف أودعتك الثرى بيدي ؟!
[ اللّهمّ اجعله فرطاً وذخراً لوالديه ، وشفيعاً مُجاباً ، اللّهمّ ثقّل به موازينهما وأعظم به أجورهما ، وألحقه بصالح المؤمنين ، واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، اللّهمّ اغفر لأسلافنا وأفراطنا ومن سبقنا بالإيمان . ]
لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمى .
عظّم الله أجركم .. وألهمكم الصبر..
وآزارنا في فاجعتنا ..
هيا عدنان