بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحل لنا أن ننكح ما طاب لنا من النساء مثنى أو ثلاث أو رباع، والصلاة والسلام على النبي الذي عد نكاح الصالحات في الدنيا خير متاع، وعلى من تبعه ممن حكموا على التعدد بالإباحة حكما بالإجماع، وبعد..
فقد خلقنا الله تعالى منا الأنثى ومنا الذكر، وأودع فينا غرائز تساوى فيها جلُّ البشر، فمن قضاها بحقها فمآله الجنة فنعم المستقر، ومن جار فيها ولم يقضها بحقها فمأواه النار ومسلكه سقر.
ولقد أنعم الله علينا إذ جعل لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة، ومَنَّ علينا إذ أباح لنا النكاح، وحرم علينا السفاح، فالأول يحفظ الدين والعقل والمال والنسل، والآخر يهلك المال ويفضح الأهل.
وأنعم علينا بنعمة التعدد التي ل يدرك حكمتها إلا العقلاء، ولا يجهلها وينكرها ويهزأ منها إلا الحمقى أو الجهلاء.
أمور يضحك السفهاء منها ويبكي من عواقبها اللبيب
فإذا سمعنا عن التعدد، أو تكلم به داعية أو استحبه عالم، فنحن بين: مُفْرِطٍ لا يرى سوى التعدد ويأبى ما دون ذلك، وبين مُفْرِّطٍ لا يرضاه أبداً، وبينهما العاقل الذي يزن الأمر بالقسط، ويرى هذه وتلك، كلٌّ حَسْب حالِه ومآله.
ولقد لقي موضوع التعدد نقدا واسعا بين أوساط المسلمين، لا سيما الذين يستحسنون سَنَنَ الغرْبِ ويعتبرونها في حياتهم، ولقد أضحى ثغرة ولج منها أعداء الملك العلّام ليطعنوا في دين الإسلام، فأنى لهم ذلك!!
وإني لما رأيت الاستفتاء في الموقع عجبت لمّا رأيت أن عددا لا بأس به يرفضون التعدد في مقابل عدد قريب منه يرضاه وإن كنت – أصلاً- لا أوافق على وجود الاستفتاء في الموقع أو غيره ولا حتى بين أوساط الناس، لكون هذا الأمر تشريع من الله جل وعلا لا يقبل العرض على العقول ليلقى استحساناً من طائفة أو استقباحاً من طائفة أخرى، فلا يستقيم عرض الأحكام على البشر قاصري الأفهام.
والحق أن أمر التعدد يحتاج لصاحب علم يحكم به على بصيرة من الله، وعليه يكون الحكم بحسب الحال والمآل، فتارة يكون واجبا، وتارة مستحبا، وتارة مباحا، وتارة مكروها، وتارة محرما.
فدع ما يسبق إلى القلوب إنكاره، ولو كان عندك اعتذاره، ورُدَّه لأهل العلم ليحكموا فيه، ولا تجعل لعقلك مجالا فيما نزّل الله تبارك وتعالى وشرّع، ففي تشريعه الخير لنا، ولا يستقيم أن يكون قد شرع لنا ما يضرنا.
ولن أطيل في هذا المقام، فقد ألف شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى رسالة نفيسة في بابها أسماها إظهار البينات عن محاسن تعدد الزوجات وهو مرفق أسفل المقال، وأرجو ممن قرأ هذا المقال أن يقوم بتحميل الرسالة، فهي صغيرة الحجم، قليلة الصفحات، عظيمة النفع والفائدة، وفيه تحقيق طيب لمسألة التعدد، وفقنا الله وإياكم للخير.
والله الموفق...والحمد لله رب العالمين
لمشاهدة الملف فلاش
كتبه:
حمزة عبد الكريم الأغا
19 جمادى الآخرة 1432هـ
24 مايو 2011م
[1] احمد جمال محمد الاغا | احياناا نجدها مضحكه | 24-05-2011
[2] عبدالله حسين عبدالله الاغا | جزاك الله عنا كل الخير | 25-05-2011
[3] أ. محمد انيس الأغا(أبو أنيس ) | تعدد الزوجات | 25-05-2011
[4] هند محمد قاسم الأغا | تعدد الزوجات مشاكل و آراء | 25-05-2011
[5] محمد عوني وصفي الاغا | صح طرحك اخي الكريم | 26-05-2011