النخلة | عائلة الأغا

 سبحان الله أستاذ مهيب لا أعلم هل أنت مصور أم شاعر أم كلاهما سوياً ؟؟ تارةً تتحفنا بالبحتري وتارةً تذكرنا بالشاعر الكبير محمود درويش في ديوانه الشهير كزهر اللوز أو أبعد أتحفتنا بصور في غاية الجمال ذكرتنا بادئ الأمر بالخالق جل في علاه ، أخذتَ  عقولنا إلى النحلة ثم أبدعت في شجرة اللوز وأزهارها الرائعة ذكرتنا بابن سيرين حيث فسر لنا مناماتنا فماذا قال عنها:- هو في المنام يدل على زوال الأمراض وعلى الخير ومن أكل اللوز نال مالاً مع صحة جسم ، أسأل الله لك الخير والصحة ،،ابتدأ مهيب يضع رؤاه، وأخرج أقرانه المصورين من مراسمهم إلي الفضاء الرحب، أتجه مهيب للبحث في أعماق الطبيعة ، لاكتشاف المجهول (ثمرة اللوز) سألنا الأطباء عنها فكان ردهم:- يسهم تناول ثمرة اللوز في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم ولبذورها الحلوة آثاراً مسكنة ومهدئة وملينة وهي مضادة للتشنج وللأنيميا، فقر الدم، ومرممة للنقص المعدني في الجسم وتساعد على النوم الهادئ.والكثير الكثير من الفوائد. إن الهاوي المبدع مهيب اتخذ الصورة معيارا للدقة في التمثيل الفوتوغرافي لا براز الشكل ذو الإبعاد الثلاثية علي سطح ذي بعدين وانفرادها بتحقيق ما تعجز اليد البشرية للوصول إليه، فبحث ووصل إلي إيجاد بعده الذاتي، ولكنه بعد أن حقق التفوق في صوره المعروفة ، أستمر في النظر إلي المنافس، وهذا ما جعله يعود للاستدارة ليخضع الكاميرا لحسه الفني، وذلك بوضع أمكانية الحركة في الصورة التمثيلية ذات الوضع الثابت المستقر، فظهرت لديه إعمال فنية بالتصوير الفوتوغرافي،فما الذي دعا مهيب إلى الرجوع إلى صورة النبات بعد أن أبدع سابقا في صورة شجرتي اللوز و النخيل ولماذا ذهب لتصوير النحلة واستدار بسرعة وأعاد الكرة مرة أخرى للنبات ؟؟واختتم صوره  بالإنسان؟ أهي صدفة أم مقصودة أم ماذا يا ترى؟؟ يقول ناثان نوبلر في كتابه، حوار الرؤية (( أصبح نتاج (الكاميرا) هو صانع الصور الأعمق أثرا ً في القرن العشرين)) فكما تأثرنا بشجرتي اللوز والنخيل الذي أبدع فيهما مهيب وشموخهما وتحديهما لليهود ، تذكرنا نبتة الحنون المستهدفة أيضاً من أبناء القردة والخنازير ولكن هيهات أن تنحني لهم ، اتجه مهيب إلي أعماق النفس الإنسانية فأراد أن يوجد ما يبعد الإمكانية التي تحرك الكاميرا بهذا الاتجاه الوطني، فاشتغل علي عدة مستويات لإظهار عملا فنياً تتحقق فيه الرؤية للقيمة الجمالية التي تحققها اللوحة التشكيلية، وأدرك أن من أهم المستويات التي تنبني عليها اللوحة هو المستوي المتراكب، ليقود العمل إلي تمثيل العلاقات المكانية ألا وهي علاقة الفلسطيني بأرضه ووطنه وبيته ومواصيه ،إن هذه الصورة الجميلة في الفضاء قصدها وتعمدها المبدع مهيب لإضفاء الإحساس بالعمق، فالشكل يعكس الضوء الساقط عليه، كما هو متعارف عليه علمياً، وهو ما يجعلنا نتحسس هيئته ونسيجه ووزنه.  لقد استطاع مهيب وتمكن من إبراز النواحي التعبيرية التي تعبر عن العفوية والعاطفة المباشرة، والتدفق الوجداني، مشكلاً هذه الانفعالية،في أبهى وأجمل صورها... وأخيراً لا أجد سوى كلمة شكر وتقدير ودمت بود أستاذ مهيب وأعتذر من الشاعر محمود درويش وأقول لك أنت كزهر اللوز أو أقرب !!!