بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا"
"وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا"
استعراض واستنهاض
"شؤون عائلية"
عائلة الأغــا كبيرة العدد , واسعة الانتشار , متعددة الفروع , عريقة الجذور والأصول , تعيش وتقين في منطقة خان يونس منذ بداية تأسيس المدينة وتشغل مساحــات واسعـــة من الأراضـى التى تعتبر من أجود الاراضي في هذه البقعـة الممتدة من القرارة شمالآ الى قاع القرين جنوبا الى عبسان وخزاعـة شرقا والمواصــى على شاطئ البحر غربا..
هذه العائلة ثرية بممتلكاتها وعقاراتها والأهم من هذا ثراؤهـا برجالاتها، وشخصياتها وشبابها الذين هم خير ثروة وخير زاد ، كانت منغلقة على نفسها في البداية لا تصاهــر خارج نطاقها ولا تتصاهر الا مع نفسها ، لكن الوضع تغير منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين – حيث اختلطت مع غيرها في الاقامه والسكن والعمل والدراسة والمتاجـرة وكذلك في مناطق الشتات التى جمعت أعدادا لا يستهان بها من الذين خرجوا بحثا عن العمل أو طلبا للعلم..فاتسعت العائلة انتشــارا وازدادت معمارا..
كانت العائلة ومازالت من أهم العائلات قيادة ومركزا أو مكانة في جنوب الوطن اذا لم يكن ذلك على مستوى الوطن كله ، تفتح ذراعيها لكل غريب ولجميع الذين يلجأون إليها للحاجة أو للإصلاح أو للمساندة..
قاد العائلة منذ البداية رجال هم من أبرز الرجالات وأقدرهم على تيسير الأمور وضبط الأوضاع ويتمتعون بالحكمة والنخوة والكرم والشهامة وقلما توجد هذه الكفاءات فى عائلة أو قبيلـة على مستوى المنطقة أو على مستوى الوطن ، وهذا بشهادة جميع الذين عاصروهم والذين عاشوا بينهم أو الذين استفادوا من صفاتهم وخصالهم وصنائعهم..
ولما تفرعت العائلة وزادت كثافتها وانفتحت أكثر فأكثر وأصبحت تسمح بالمصاهرة من والى وأصبحت الآوضاع العامة تتغير من حولها وتتشعب ، وفي الوقت نفسه تفقد العائلة مع الزمن معظم قياداتها التاريخية المؤثرة والفاعلة ذات الشأن الاجتماعي والعائلي ،لم يكن هنالك مفر من البحث عن طريقة أو وسيلة من أجل مساعدة القيادات الجديدة و تمكينها من الحفاظ على ماتركه الآباء والآجداد من تراث اجتماعى وسمعة ومبادئ وقيم أخلاقية وانسانية ظلت مضرب الأمثال في الآوساط العائلية على مستوى العائلات التى تشاركهـا في المكان والزمان..
فكانت فكرة مجلس العائلة كخطوة من الخطوات الادارية والاجرائية العمليه التى يمكن أن تكون ذات اثر وتأثير وأهمية في تسيير الأمور والمشاركة فى تحمل المسؤولية الجماعية وتنظيم حياة الأفراد وترتيب العلاقات الانسانية والاجتماعية والتغلب على كافة المشكلات الطارئة والتى لا تخلو منها حياة أى جماعة من الجماعات ، وكان الأمر شورى بينهم حيث تًرك لكل فرع من الفروع حرية اختيار العضو الممثل لهذا الفرع بموافقة الأغلبية وبمسايـرة الأقلية حتى لايكون هناك صراع أو عرقلة أو تخاذل لأى سبب من الأسباب وتكون العائلة على قلب رجل واحد، وتكون للمجلس المنتخب كلمته المسموعة وقراره الصائب فيما يعرض عليه أو يتعرض له من قضايا ومشكللات ربما تكون فرعية فى معظم الأحيان ولكنها اذا ماتركت تصبح مع التراكم والاهمال قضايا أساسية تعطل حياة الأفراد والجماعات وقد تعيق تقدم الكل الكبير...
وكانت التجربة على قدر من الجدية والانضباط وكان لها وجودها وأثرها في محيط العائلة ، واستطاع مجلس العائلة وعلى مدار عدة سنوات أن يشارك في قيادة العائلة وأن يأخذ دوره الفعال و المفيد ، وكانت تحكمه روح الأخوة وقانون المحبة..
لكن العائلة لم تسلم من الهزات والممارسات الخاطئة أحيانا ولم يكن في الامكان أفضل مما كان ، وغابت الى حد ما المشاعر الطيبة والنوايا الحسنة والمساعى الحميدة ، فطفت فى فترة من الفترات نزعات فرديه وسيطرت مشاعر الشك وحلت محل الثقة التى هى أساس كل عمل ناجح على مستوى الجماعات الصغيرة أو على مستوى التجمعات الأكبر والأكثر عددا..
ومن هنا لم يعد المجلس قادرا على متابعة القضايا أو التدخل في الامور الطارئة أو الأحداث المتلآحقة وربما القضايا المفتعلة، وعليه تعطل المجلس و توقف عن أداء دوره ، ونستطيع أن نقول أنه قد حل نفسه بنفسه لاتاحة الفرصة أمام تشكيل جديد يتناسب مع الوضع الجديد المتجدد..
ظل هذا الوضع سائدا لعدة سنوات والكل يتساءل والكل يستفهم والكل يجتهد ويقترح ولكن بدون نتيجة وبدون اتخاذ قرار للتوصل الى موقف معين حول مصير المجلس السابق وتجاه مجلس جديد..يتولى مهماته ويؤدى أعماله التى أصبحت من ألزم اللوازم وأصبحت العائلة في أمس الحاجة الى أى شكل من أِشكــال العمل الجماعي الفوري والسريع سعيآ للحفاظ على كيان العائلة واسمها وموقعها..
ومن هنا كانت مبادرة طيبه من بعض الاخوة وهم أبناء العائلة الذين عملوا لسنوات في مجال وحدة الصف العائلي ووحدة الهدف العائلى..
والغيورون على مصلحة العائلة كثيرون ومن جميع الفئات العمرية شيوخا وكهولآ وشبابآ.. فاتفق على أن تكون هناك " لجنة" أو" مجموعة " أو " فريق عمل" يبدأ في الحال لدراسة الوضع وتشخيص أهم المشكلات والقضايا الملحة والضرورية التى تحتاج الى حلول والتى لاتحتمل الانتظار وكان من أهمها وأولها وفي مقدمتها مجموعة تهتم بقضايا الاصلاح وفض المنازعات الخاصة بالعائلة بل بالأسرة الواحــدة...
وعلى هامش هذه المجهود قامت مجموعة أخرى لبحث أمور وموضوعات خاصة بالانتخابات والعلاقات العامة ... حيث أن العائلة لها وزنها وثقلها.. ويجب أن لا تغيب أو تغّيب عن الساحة الوطنيـة سـواء على مستوى البلديات أو على مستوى المجلس التشريعي..
وتولت المجموعتان مهماتهما واختصاصاتهما وبدأت التشاور مع بعض الشخصيات والفعاليات في العائلة ، وكذلك مع بعض الاطـر المهنية والتخصصية للاسترشاد بأرائها والاستفادة من تجاربها ، كل ذلك تمهيدآ أو استعدادا وتحضيرا للوصول الى" صيغة عامـة" يتم الاتفاق عليها تكون ذات مدلول ولها مفعول...
وخلال شهرين أو أقل قليلا خطت خطوات هامة وتوصلت الى نقاط وبنود كان يجب أن يتم اتخاذ القرار بشأنها في اطار وحدة العائلة والحفاظ على جميع مكوناتها وامكاناتها البشرية والمادية الأساسية والفرعية في تكافل اجتماعى وتفاهم عائلي وعلى قاعدة ( درء المفاســد مقدم على جلب المنافع)....
نسوق هذه الديباجة بمناسبة مرور(6) ست سنوات بالكامل على طرح "تصور مقترح لمجلس عائلة الاغــا" الذي كان مقررا له أن يبدأ بتاريخ(1-7-2005)..
كان التصور عبارة عن ورقة عمل متواضعة عرضت على شاشة موقع العائلة العتيـد متضمنة الفكرة والأساس والأهداف " العشرة" وطريقة التمثيل والتشكيل والصلاحيات , والموارد وبرنامج العمل وتفاصيل أخرى يمكن العودة اليها والاطلاع على محتوياتها من خلال الموقع الذى أصبح وسيلتنا السريعة والبديهة للتواصل والتشاور والتحاور..
ان المتغيرات والمستجدات على مستوى العائلة وعلى مستوى المدينة والمنطقة الجغرافيه التى نشغلها ونقيم عليها وكذلك على مستوى الوطن الفلسطينى والوطن العربي بشكل عام ، تتطلب منا جميعا أن نجدد الطرح وأن نعيد النظر وأن نبدأ في التذاكر والتفاكر والتحاور استعدادا لمواجهة الاحداث القادمة والتطورات المتلاحقـة للاتفاق فيما بيننا على مافيه مصلحة العائلة، ومايجب عمله والتحضير له وماهى التوقعات والاحتمالات والطموحات والأمنيات مستعينين بالله عز وجل ومسترشدين برأى الجماعة ..
هذه دعـوة خاصه وعامـة ، أرى والله أعلم أن الوقت مناسب للتعرض لمثل هذا الموضوع من جديد وعرضه أمام كل من يريد الاسهام والمشاركة بالرأى المفيد من خلال الفكرة الصائبة أو المشورة الصادقـة أو وجهة النظر السديدة بايجابية وموضوعية من باب الحرص والمسئولية..
نحن على ثقة كاملة بأن موقع العائلة كفيل بل جدير بأن ينسق ويوثق ويعمق المفاهيم ويجّمع الأفكار والأهداف ويرتب الأوراق ويقود الحملة وينظم السباق..
ان الأجيال القادمة لن ترحمنا- ولن تترحم علينا – اذا تحن قصرنا ولم نقم بواجباتنا وننهض بمسئولياتنا وننتبه وننبه الى مايدور حولنا ، أو مايحاك ضدنا وضد اسلامنا ومقدراتنا، واذا لم نتصدى للمتطاولين والمغرضين ، واذا لم نوضح ونستوضح ونبين ماهو غامض أو مجهول أو مشبوه أمام الجميع حتى لانقع في متاهات سوء الفهم أحيانا فننشغل بالفروع وننسى الأصول ، ونخوض مع الخائضين فيما لاينفع الناس ويسئ للوطن والدين..
ان الواجب يحتم علينا والواقع يلزمنا أن نكون عند حسن الظن بنا وأن نقبل بما اختاره الله لنا من دور ومكانة وماحملنا اياه من مسئولية وأمانة .. فالوقت مازال متوفرا والتذكرة واجبة وامرهم شورى بينهـم..
(إن الرياح اذا اشتدت عواصفها * فليس ترمى سوى العالى من الشجر)..
(الحاج عاشور أبو مسعود)
[1] د. مروان سليم ابراهيم الاغا | شكر واقتراح | 16-09-2011
[2] مسعود عاشور مسعود الاغا | / | 17-09-2011