مقالات

في ذكري إعلان الاستقلال الفلسطيني الرابعة والعشرين- بقلم أ. محمد سالم الأغا

في ذكري إعلان الاستقلال الفلسطيني الرابعة والعشرين
كتب : محمد سالم الأغا *

في مثل هذه الليلة قبل أربع وعشرين عاماً وقف الزعيم الخالد ياسر عرفات بين إخوانه القادة التاريخيين الفلسطينيين في قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية التي ساندت نضالنا الفلسطيني منذ تحررها وقيام دولتها الجزائرية الشقيقة ، ليعلن من هناك بصوته وباسم شعبنا الفلسطيني قائلا:

" 'باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف'، لتجسد حلم الشعب الفلسطيني، بإعلان قيام دولة فلسطين أمام العالم، متوجا بذلك تضحيات شعبه ونضالاته وتتوقه للحرية والتحرر، الذي جاء كثمرة من ثمار نضالنا الفلسطيني وثورتنا المسلحة وانتفاضتنا الشعبية المُعمدة بدماء شهدائنا الأكرم منا جميعاً، وتضحيات أسرانا وجرحانا البواسل.

وفي تلك الليلة العظيمة من حياتنا الفلسطينية، اختلطت العبرات والزفرات، وأمتزج الفرح بالبكاء، وتعالت أصوات شعبنا الفلسطيني في الواحدة صباحاً بتوقيت قدسنا بعد قراءة وتلاوة " إعلان وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني والتي كتبها خصيصاً لهذه المناسبة الوطنية العظيمة شاعرنا الكبير محمود درويش رحمه الله ، والتي عبر فيها عن طموحاتنا الوطنية وجسد فيها مطالبنا وثوابتنا الوطنية، وأعلن فيها خريطة طريقنا وتمسكنا بحقنا التاريخي في وطننا الفلسطيني المحتل، وتمسكنا بالقرارات الدولية التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة . وقد رفعنا الرايات الفلسطينية في تحد سافر للاحتلال وقواته، وتعالت أصوات مكبرات الصوت ومن أجهزة الراديو والتلفزيون من علي أسطح المنازل، و سعدنا يومها ونحن نسمع الدول الشقيقة والصديقة وهي تُقر بحقوقنا وتعترف بدولتنا الفلسطينية التي أعلنها القائد والزعيم ياسر عرفات من قصر الصنوبر بالجزائر العاصمة، شقيقة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة بإذن الله.

وتوالت يومها اعترافات الدول الشقيقة والصديقة المحبة للسلام العالمي، بدولتنا الوليدة حيث بلغت أكثر من مائة دولة وافتتحنا السفارات والقنصليات والمكاتب الممثلة لشعبنا في الدول التي اعترفت بحقوقنا وأيدت استقلالنا المعلن في الجزائر.

وفي ذكري الاستقلال نتذكر ما ألم بشعبنا من نكبات وويلات لتشريده وتهجيره من أرضه بالبطش والإرهاب تارة وبالقوة المفرطة والقتل والمجازر مرات عديدة، ورغم مرارة الأيام والأعوام الماضية لا زلنا نتطلع إلي تحرير الوطن السليب، والعودة إلي مدننا وقرانا وبناء دولتنا الفلسطينية والعيش فيها وبظلها بحرية، و بأمن و بطمأنينة وسلام. وفي ذكري الاستقلال ندعو الله بأن يوحد صفوفنا ويهدي قادة شعبنا إلي ما فيه الخير لشعبنا ولصلاح حالنا الذي لا يسر إلا عدونا الصهيوني الماكر، الذي يُغذي الانقسام ويشجع الانقساميين ومروجي الفتنة القاتلة، علي مبدأهم القديم الحديث " فرق تــــسد "، وعلينا جميعاً العمل علي مواجهة العدو الصهيوني علي قلب رجل واحد حيث يتعرض شعبنا بين الحين والآخر لهجمة شرسة لبلع أراضينا وتهويدها وطمس معالم شعبنا الفلسطيني الدينية والتاريخية ومواصلته لمشروعه الصهيوني . وفي ذكري الاستقلال نتطلع لقادة شعبنا بعدم اعتمادهم في شئ علي الإدارات الأمريكية والأوربية ولجانهم الرباعية والثنائية والسداسية وغيرها من المنظمات والجمعيات التي لا تسمن شعبنا ولا تغنيه، و علينا أن نكثف مجهوداتنا للضغط علي دول العالم لتطبيق القوانين الدولية الخاصة بقضيتنا الفلسطينية، والاعتراف بحقنا في الحرية والاستقلال وتقري المصير ومساعدتنا علي إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

• كاتب وصحفي فلسطيني • m.s.elagha47@hotmail.com

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد