شارع صلاح الدين هو أحد الشوارع الرئيسية والمهمة في قطاع غزة، باعتباره الخط الرئيس الذي يتنقل خلاله السكان من أقصى الجنوب حتى شمال القطاع مروراً بالمنطقة الوسطى، بالإضافة لشارع البحر "الرشيد" اللذين يعتبران خطين رئيسيين لحركة أهالي القطاع.
ونتيجة لكثرة الشكاوى التي تقدم بها المواطنون عن حاجة الشارع للصيانة وتسهيل الحركة، شرعت وزارة الأشغال العامة والإسكان بالتعاون مع بلديات القطاع بإعادة ترميم الشارع وصيانته من باب حرصهم على سلامة المواطنين وسهولة حركتهم.
والشارع في قطاع غزة محاذ للحدود مع فلسطين المحتلة شرقاً, واستشهد كثير من الفلسطينيين على هذا الطريق جراء الاعتداءات (الإسرائيلية), ويعتبر شارعا استراتيجيا من الناحية العسكرية في قطاع غزة.
في طور التأهيل
ذكر مدير تصميمات الطرق في وزارة الأشغال المهندس محمد أبو نادي أنه تم تسجيل ثلاثة مشاريع لإعادة تـأهيل شارع صلاح الدين خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن جميعها تأتي ضمن حملة الإصلاحات التي تقوم بها وزارة الأشغال في العديد من شوارع القطاع.
وقال أبو نادي "المشروع الأول كان تأهيل الشارع من مفترق المطاحن وحتى مدخل مدينة دير البلح، أما المشروع الثاني تأهيل المنطقة الواقعة بين مفترق بني سهيلا ومعبر رفح، في حين أن المشروع الأخير تمثل في ترقيع حفر الشارع من منطقة بني سهيلا وحتى معبر بيت حانون".
وكشف عن نية وزارته تنفيذ مشروع لتكملة الإصلاحات في شارع صلاح الدين من مفترق نتساريم وحتى معبر رفح، متوقعا البدء بتنفيذ المشروع بداية سبتمبر المقبل.
وأوضح أنه سيتم توسيع عرض الشارع في ذلك المشروع المنوي تنفيذه من تسعة أمتار إلى ثلاثة وخمسون مترا، بالإضافة إلى إمداد الشارع بشبكات الصرف الصحي والأمطار والعديد من الخدمات الرئيسية الأخرى.
وعن تنسيق المشاريع التي تقوم بها وزارته أشار مدير تصميمات الطرق أنه يتم التنسيق بشكل مباشر مع وزارة الحكم المحلي والتي هي بدورها تتواصل مع بلديات القطاع لإتمام العديد من المشاريع المشتركة فيما بينهما.
وبخصوص التمويل، لفت أبو نادي أن جميع الإصلاحات التي تتم في الشارع بتمويل من الحكومة الفلسطينية، بالإضافة إلى بعض التبرعات من مؤسسات خيرية في قطر.
وتابع أبو نادي قوله " شرعنا في رصف المنطقة التجارية القريبة من الأنفاق جنوب قطاع غزة، ويأتي ذلك بعد تضرر المواطنين من غبار الشاحنات التجارية وتقدمهم بالعديد من الشكاوي، وسننتهي من ذلك المشروع خلال شهر كحد أقصى".
دور البلدية
وبيّن الدكتور نهاد المغني -مدير عام الهندسة والتخطيط في بلدية غزة- الأمور الواقعة على عاتق البلدية تنفيذها ابتداءً من شارع الشعف بالتفاح حتى مفترق الشهداء، والذي يشمل صيانة حجر الجبهة المكسرة وتجديد المفقود منها، بالإضافة إلى الشوارع والمفترقات التي تضررت نتيجة الحرب، وصيانة بلاط الأرصفة والحواجز المكسرة.
وذكر المغني أنهم بدأوا بالعمل في الشارع نهاية شهر إبريل الماضي على أن يتم انجاز المشروع نهاية يونيو، مشيرا إلى أنهم أصلحوا المشاكل المرورية عند تقاطع دولة، وطوروا النظام المروري على طول شارع صلاح الدين في مدينة غزة بشكل كامل.
وفيما يتعلق بالممول وتكلفة الصيانة العامة، قال مدير عام الهندسة والتخطيط لـ"الرسالة": "إن التكلفة العامة بلغت مئة ألف دولار وبتمويل مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية.
ومن الجدير ذكره أن بلدية غزة طوّرت العديد من الشوارع التي تضررت بعد الحرب وكان من أهمها شارع البحر بتكلفة تتجاوز (3.5 مليون دولار)، وتأتي هذه الأعمال كسلسلة من الحملات التطويرية التي تقوم بها البلدية لتطوير القطاع.
وكانت بلدية النصيرات -وسط قطاع غزة- قد وقّعت مع شركة الصناعات الكهربائية، عقداً يقضي بإنارة جزء من شارع صلاح الدين بتكلفة 100 ألف دولار.
وفي تصريحات صحفية أوضح مدير دائرة التخطيط والتطوير في بلدية النصيرات المهندس خليل إسماعيل أن مشروع الإنارة سيبدأ من جسر وادي غزة حتى مسافة كيلو متر واحد باتجاه الجنوب، لافتاً إلى أن البلدية تواصلت مع شركة توزيع الكهرباء؛ لتسهيل مهمة شركة الصناعات الكهربائية لتوريد المواد اللازمة، مثل المحولات والأعمدة والأذرع، موجهاً الشكر لها على قدمته من تسهيلات.
وتأتي المشاريع البنائية للشوارع والأماكن العامة ضمن ثورة الإعمار التي يشهدها القطاع بعد ما يقارب ست سنوات من الحصار، ولا تزال أغلبية شوارع قطاع غزة بحاجة إلى ترميم إعادة تأهيل، وتبقى المشكلة بصعوبة وجود التمويل.
[1] اياد محفوظ مصطفى الأغا | مداخلة | 20-03-2013