نداء عاجل في شهر العفو والتسامح
نبيل خالد الأغا – الدوحة
تربطنا بمجتمعنا الذي نعيش في أكنافه، شبكات عديدة من الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف، وأعضاء هذه الشبكات يعدّون جزءاً أساسياً من حياتنا، ولا يمكننا أبدا الاستغناء عنهم.
وبحسب طبيعتنا البشرية القائمة في جانب منها على الخطأ والصواب، فقد تتعثر تلك العلاقات لسبب أو لآخر، فتضمحل وتخبو وقد تزول إلى الأبد.هذه حقيقة من الحقائق الأساسية في العلاقات الإنسانية.
وبمناسبة قدوم شهر شهر رمضان المبارك ..شهر العفو والتسامح والانتصار على همزات ووسوسات الشيطان الرجيم فانني اناشد قرائي الفضلاء بفتح صفحات جديدة في علاقاتهم الاجتماعية،وبفضل من الله وحده فقد سبق لي ان اخذت على نفسي عهدا ، ونشرته في «موقع النخلة» بتاريخ 12-2-2013م بعنوان:
«اللهم اشهد أنني عفوت»،
وقد أعلنت فيه بصراحة ووضوح: «أنني عفوت وصفحت وسامحت إلى الأبد كل إنسان أساء لي بفعل أو قول ماضياً وحاضراً ومستقبلاً سواء أكان حياً أو ميتاً، وأشهد الله تعالى وملائكته وحملة عرشه وكل عباده الصالحين على هذا العهد الذي لا رجعة فيه، ويلزمني ما دمت حياً، وذلك بهدف التقرب إلى الله تعالى وطمعاً في نيل رحمته.
وبالتالي فإنني أناشد احبابي ومعارفي وغيرهم أن يتكرموا بالعفو والصفح عني إذا كنت قد أسأت إلى أحد منهم بقول أو بفعل لجهل مني، أو لسوء تقدير لعاقبة ذنبي، أو بحض من وسوسة الشيطان الرجيم».
انتهى نص العهد.
ولقد أفاض الله على هذا العبد الضعيف المسكين بفيوضات رحماته. ووارف عطاءاته ومن بينها: نقاء القلب، وخلوه من الأمراض الاجتماعية المعدية والمستوطنة المتمثلة في قبائح الكذب والنفاق، والرياء، والغيبة والنميمة والمراءاة وما شابهها. "يمكن الاستئناس بالاطلاع على مقال:
«إشهار جبهة محاربة الغيبة والنميمة» المنشورفي موقع النخلة ".
هذا وكنت قبل أكثر من عشرين عاماً قد خطوت خطوات تصالحية مباشرة مع بعض زملائي في العمل فأكرموني بالتسامح، ومن بينهم زميل كان يصر على اتهام الزعيم الشهيد ياسر عرفات بأن أصوله يهودية!
وكان الزميل الحاقد قد أخذ نصيبه من انتقاداتي ولذلك أشترط لحصولي على صك التسامح أن لا أذكره بسوء بعد ذلك، وإلا فسيسحب مني بساط تسامحه! وقد وافقته والتزمت بعهدي له.
ومعلوم أن مساحة التسامح تزداد اتساعاً كلما تقدم الإنسان في عمره.
ويحضرني قول الحق تبارك وتعالى: «حتى إذا بلغ أشُدَّه وبلغ أربعين سنة قال ربِّ أوْزِعْني (ألهمني) أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ، وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تُبْتُ إليك وإني من المسلمين». ( الأحقاف : 15).وقوله تعالى: «فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره» (البقرة: 108).
ومن الأحاديث النبوية يحضرني قول الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «مَن بلغ الأربعين ولم يغلب خيره على شره فليجهز نفسه للنار».
وقوله محذراً وناصحاً: «الشيطان يتسلط على الإنسان في خمس ساعات: ساعة الغضب، والمفاخرة والمجادلة والشهوة والخلوة».
وقوله عليه الصلاة والسلام: «ابتغوا الرفعة عند الله، قالوا وما هي يا رسول الله؟ قال: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتحلم عمن جهل عليك».
وكذلك قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: «كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون، قيل كيف؟ قال: بأخلاقكم.
وأخيرا.. قال أحد الحكماء مناجياً ربه:
يارب.. إذا اسأت إلى الناس فاعطني شجاعة الاعتذار، وإذا أساء الناس لي فاعطني شجاعة العفو.
إضاءات رحمانية
الاضاءة الاولى : اصدقاء مؤمنون
- قال الحسن البصري رحمه الله:
استكثروا من الاصدقاء المؤمنين فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا: «فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم».
الاضاءة الثانية : اللهم اجعل لي مخرجا
- «اللهم اي امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، بفعل أو بقول، اللهم اني عفوت عنه، اللهم اني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجا ان يعفو عبادك عني.
اللهم انت السميع العليم، تعلم ما بي وما عليّ، اللهم اني ارجو نجاة مما انا فيه، وأنت أرحم الراحمين».
الاضاءة الثالثة : نداء عاجل الى اتباع الحبيب
- من عبد الله الضعيف المسكين نبيل خالد الآغا إلى كافة الأحباب في وطن الأحباب
هذا هو شهر الرحمات والمكرمات ينشر أضواءه الروحية علينا. فلا تضنوا فيه على أقربائكم وذوي أرحامكم الذين تقاطعونهم بوصالكم وتسامحكم. ألم يهز أوتار قلوبكم حديث الحبيب الأحب صلى الله عليه وسلم :" الرحم معلقة بالعرش ،تقول: من وصلني وصله الله ،ومن قطعني قطعه الله".
ألم تهز اوتار قلوبكم مقولة ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان أحدنا يجرؤ على استقبال هلال رمضان وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم!!
يا قومنا ...يا أتباع مصطفانا ,استحلفكم بالله الذي لا إله إلاهو أن تعلنوا حالا حالا تمردكم على وسوسات الشياطين،وتبادروا بالعفو والصفح عن خصومكم ومخاصميكم ،
انصحكم ان تصنعوا كما صنعت حين انتصرت على نفسي الامارة بالسوء وعلى الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس .
اناشدكم باسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب , ان تجففوا مواضع الكراهية والبغضاء في نفوسكم الامارة بالسوء واستعيضوا عنها بتفجير ينابيع التسامح والتصالح العامرة بها قلوبكم التي فطركم الله عليها .
انني وانا الضعيف قهرت نفسي وتصالحت مع كافة اصدقائي,فلم ولن أفرّط بأحد منهم ووالله لست جديرا بمحبتكم إذا ضحيّت بأحد منكم .
ان من السهل جدا أن يخسر الصديق صديقه ،لكن من العسير جدا أن يعوضه في هذا الزمن الرديء الذي يوزن فيه المرء بما يملك من مال ومتاع وليس بما يمتاز به من مواقف ومبادئ.!!
أنتم ثروتي الحقيقية في هذه الدنيا الدنيّة التي لاتساوي عند الله جناح بعوضة.
أنتم الذين تطوقون عنقي بعناقيد وأكاليل مدائحكم ومحبتكم التي ألمسها يوميا من خلال تعاملي المباشر معكم ومن خلال مواقع النخلة وتويتر والفيسبوك.
وأسأل الله تعالى أن يعينني على نفسي حتى تكون سريرتي مثل ما تعرفون وتسمعون عني.
اللهم يا حنان يا منان يا رحمن يا رحيم يا مالك يوم الدين يا كريم يا اكرم الاكرمين برحمتك نستغيث , اغثنا اغثنا ادركنا ادركنا في هذا الشهر الرمضاني العظيم وفي ليلته القدرية المباركة , وتقبل طاعاتنا وانشر الوية رحماتك وبركاتك علينا وعلى كافة شعوب وديار المسلمين امين امين امين .
وصل اللهم وسلم على حبيبك المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بعدد ما علمك صلاة دائمة بدوام ملك الله .
وكل يوم وساعة ودقيقة ونحن الى رحمات الله اكثر قربا وحبا ومغفرة .
[1] علاء الدين فهمي الأغا | شهر رمضان | 09-07-2013
[2] م يحيى محي الدين الاسطل | شكر | 10-07-2013