متفرقات

انترنت بدون كهرباء أو خط تلفون في غزة بغضون ثلاثة أعوام

يعمل مهندسون في مدينة غزة منذ نحو شهر ونصف على إمداد شبكة اتصالات ذكية معروفة باسم “كوابل الألياف الضوئية- (فايبر أوبتك)”، ضمن مشروع حصلت شركة “وورلدنت” المحلية على الوكالة لتنفيذه في محافظات القطاع، من شأنها أن توفر العديد من الخدمات التقنية الخاصة بالانترنت، وغيرها من الخدمات الأساسية للمشتركين.

ويقوم المشروع على إمداد شبكات الـ”فايبر أوبتك”، إلى المنازل من خلال الاعتماد على شبكة الكهرباء الرئيسية بالتنسيق مع شركة الكهرباء بغزة التي طرحت مناقصة قبل عام تقريباً لاستخدام شبكتها، وفق المدير التنفيذي لشركة “وورلدنت” المهندس سعيد الأغا، الذي أشار إلى أن شركة (smt) الكندية حصلت على مناقصة المشروع، فيما تنفذه شركة “وورلد نت” من الألف إلى الياء.

واعتبر الأغا أن هذا المشروع “قومي واستراتيجي”، نظراً للخدمات التي يمكن أن يوفرها للمستخدمين، كل حسب رغبته في الخدمة التي يريدها، لافتاً إلى أن الشركة الكندية منذ خمس أعوام وهي تتفاوض مع شركة الكهرباء في غزة للبدء في إمداد “كوابل الألياف الضوئية”، وهي شبكة خاصة بنقل الإشارة عن طريق الضوء.

وأشار الأغا إلى أن التقنية الحديثة تعطي سرعة أكبر للانترنت ومختلف الخدمات التي تقدمها، وهي أكثر تقنية سرعةً في نقل الإشارة عبر الكيبل.

وبين أن قطاع غزة من أول المدن الذي يطبق هذا المشروع “كوابل الألياف الضوئية”، في منطقة الشرق الأوسط، على مستوى القطاع كله.

وحول ميزات الشبكة، أوضح المدير التنفيذي لشركة “وورلدنت”، أنها تقدم خدمة الهاتف، وقنوات التلفزيون أيضاً، إضافة إلى الانترنت، وما على المشترك إلا اختيار الخدمة التي يرديها في بيته.

وبشأن إمكانية تطبيق المشروع على مستوى قطاع غزة، أشار إلى أنه من الممكن نجاح تطبيقه خاصة أنه مطبق في بلدان كبيرة من كندا، وأمريكا، وبعض الدول المتقدمة تكنولوجياً.

ويدرس القائمون على شركة “وورلدنت” مشروع شبكة “كوابل الألياف الضوئية”- بحسب الأغا- منذ عامين، وقد تم بعد فترة البدء في تنفيذه، ونجح المهندسون في إمداد الشبكة في جزء من مدينة غزة، وتحديداً من مفترق اللبابيدي شارع الجلاء إلى حد برج الشروق، وسط المدينة.

وبين أن شركة ومقرها في برج الجوهرة، كانت أول شركة تحصل على خدمة الانترنت عبر شبكة الألياف الضوئية.

وبين أن الشبكة الذكية توفر انترنت بسرعة تفوق الانترنت العادي بأضعاف، وقليل التكلفة، مشيراً إلى أن عملية تحميل وتنزيل البيانات لن تكون محكومة بسرعة معينة.

ونبَّه الأغا إلى إمكانية الاستفادة من خدمة الانترنت حتى في حال انقطاع الكهرباء، حيث سيتم توفير وحدة ضمن شبكة الـ”فايبر أوبتك” تتوفر فيها الطاقة اللازمة لتشغيل الانترنت في البيت بدون توفر الكهرباء.

ويناسب هذا الحل الكثير من مستخدمين الانترنت في ظل تكرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تعصف بالمواطنين في القطاع المحاصر.

وتابع “بالاتفاق مع وزارة الاتصالات يمكن تقديم خدمات للشركات ولن تكون حكراً على أحد”.

يشار إلى أن شركة “وورلدنت” تأسست عام 2004، كشركة متخصصة في مجال الشبكات، ومن ثم تطور عملها من الشبكات السلكية إلى اللاسلكية إلى أن حازت على ثقة المؤسسات والشركات المحلية، وعملت أيضاً في مجال تركيب أنظمة المراقبة قبل أن تعمل في مجال كوابل الألياف الضوئية، فيما يطمح القائمون عليها، إلى العمل مستقبلاً في مجال الطاقة الشمسية الخاصة لتوفير الكهرباء.

تعاون رسمي:
في ذات السياق، تحدث مدير عام شركة “وورلدنت” المهندس عبد القادر زيارة، عن مشروع الشبكة الذكية، قائلاً “إن المشروع في طور التركيب، وسيتم إنشاء مراكز للصيانة والمتابعة”.

وأشار زيارة لـ”الاقتصادية” إلى أن المعدات اللازمة لعمل الطواقم الميدانية متوفرة، ويبلغ عدد العاملين لتنفيذ المشروع حالياً في مدينة غزة 22 موظفاً بينهم أربعة مهندسين.

وقال “شركة الكهرباء تسهل لنا الكثير من الأمور، وإدارة المرور تعاونت معنا كثيراً، ومنحتنا امتيازات لتسهيل عملنا”.

وبين أن السبب الأساسي لتعاقد شركة الكهرباء مع شركة (smt) الكندية، هو أن شركة الكهرباء تريد الاستفادة من هذه الشبكة لتركيب العدادات الذكية مع الشركة الرئيسية والاعتماد عليها للحصول على المعلومات الخاصة بالعدادات.

وقال زيارة وهو يمسك بيده خرائط يتابع من خلالها خط سير إمداد الشبكة الذكية، إن “انجاز المشروع بحاجة من ثلاث أعوام إلى ثلاث أعوام ونصف، للوصول إلى كل بيت بشبكة الألياف الضوئية”.

وأضاف أن “تنفيذ المشروع يعتمد على الوصول إلى ترانس الكهرباء، وإيصال خدمات الانترنت، وقنوات التلفزيون والتلفون، من خلال شبكة الكهرباء، ومن خلال الكوابل سيتم تحويل الداتا (البيانات) حتى تسير في أسلاك الكهرباء، وبالتالي يكون في جهاز لدى المستخدم يقوم بتحويل الخدمة مرة ثانية ليستفيد منها كانترنت، أو تلفون، أو تلفزيون”.

ومن مميزات الشبكة أيضاً، أنها “تمنح مسافة لإمدادها وسرعة غير محدودتين، لذلك يمكن أن تحمل الكثير من البيانات من خلالها”، وفق زيارة.

مراحل المشروع:
وبشأن مراحل استكمال المشروع في مدينة غزة، أشار إلى أن المرحلة الأولى قد انتهي منها تقريباً، فيما سيبدأ العاملون في المرحلة الثانية في غضون أيام قليلة، متوقعاً أن تستغرق شهر ونصف، فيما قد تستغرق المرحلة الثانية وقتاً أطول إلى حد ما، لأنه سيتم إيصال الخدمة إلى كل مستخدم مشترك في الشبكة.

وأشار إلى نظام آخر يتم تركيبه أيضاً ضمن الشبكة في شوارع غزة يطلق عليه rooming”"، حيث سيتم تركيب وحدات إرسال لاسلكي تمنح المستخدمين والمشتركين في شبكة “كوابل الألياف الضوئية” إمكانية الاتصال بالانترنت من أي مكان عبر الجوال، أو غير ذلك من الأجهزة التي لديها إمكانيات اتصال بالانترنت.

ومن بين الخدمات التي ستقدمها الشبكة- كما يقول زيارة- تأجير أي جهة تطمح لتقديم أو الحصول على خدمات معينة عبر الشبكة، وقال “يسعدنا أن نتعاون مع الحكومة إذا كانت تسعى لتطوير رقابة شرطة المرور في المفترقات، حيث أصبح الأمر لا يحتاج سوى ثمن الكاميرات التي سيتم تركيبها، ومن خلال ذلك نستفيد التأجير، والحكومة يمكن أن توفر على نفسها ثمن تمديد شبكة كوابل الألياف الضوئية”.

ويمكن من خلال الشبكة أيضاً، ربط سيارات الإسعاف بمقرات وزارة الصحة، وخاصة أن هذا الأمر يلزم في حالات الطوارئ، وكان هذا الأمر مكلف جداً، ولكن في ظل وجود شبكة كوابل الألياف الضوئية “فايبر أوبتك”، يمكن أن تشترك الوزارة في الشبكة مقابل قسط شهري للحصول على الخدمة التي تريدها.

وقال “نحن الشركة الوحيدة التي تعمل في كوابل الخلايا الضوئية في قطاع غزة، وعملنا كثير من الدراسات، وحصلنا على دورات، ورأينا تطورات كبيرة في بعض البلدان، ولكننا خلال المرحلة السابقة لم نتمكن من تطبيق المشروع بفعل عدم توفر الإمكانيات”.

لكنه أضاف أن “تعاون شركة الكهرباء، والشركة الكندية، سهل علينا البدء في مشروع إنشاء الشبكة الذكية”.

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. سعيد مأمون سعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد