الشيخ سعيد حمدان الأغا
1901-1948
لعل الشيخ سعيد حمدان الأغا أول عالم يستقر في بلدته خان يونس ويعمل على تطويرها والمشاركة في فعاليتها المتنوعة: دينية واجتماعية وسياسية وعلمية.
ولد الشيخ سعيد بمنطقة السطر في خان يونس وكانت هذه المنطقية ملكا لوالده. التحق في صغره في الكتاب في مدينة خان يونس وكان يزامله في تلك المرحلة والمرحلة التالية الشيخ حافظ حسن البطة حيث سافرا الى مصر للالتحاق بالازهر وكان لهم وداع حار من أهل خان يونس رجالا وركبانا على الخيل ودقت الطبول وتجمهر الناس لوداعهم(المصدر: توفيق الفرا وهو مناضل قديم) وسافروا عن طريق البحر حيث ركبوا مركبا كان ينقل البطيخ من شاطئ بحر خان يونس- تل ريدان- الى بور سعيد بمصر وذلك عام 1907 ميلادي ومن بور سعيد توجه ومعه (الشيخ) حافظ البطة والتحقا بالأزهر.
تتلمذ شيخنا عل يد مجموعة من الأساتذة منهم محمد رشيد رضا، وقد حصل الشيخ على شهادة العالمية للغرباء ابان الحرب العالمية الاولى. وتزوج من عائلة السقا وأنجب عددا من الأبناء كان من بينهم (كمال) الذي ولد عام 1920. والذي التحق عام 1935 بالازهر بتشجيع من والده واقتداء به.
قام الشيخ سعيد بتشجيع الناس على التفقه في أمور دينهم، وساعد في بناء أول مسجد – المسجد الكبير- وأراد البعض أن يكتب على محرابه "أسسه سعيد" نسبة الى الشيخ ولكن بعض الأفراد اعترضوا فكان أن حول الشيخ أحمد المكي (شيخ سعودي من مكة كان له كُتاب في خان يونس وكان رجلا صالحا، ومصدر هذه المعلومات أ. عبدالشكور الطويل عن والده الذي شارك في بناء المسجد). العبارة الى " من أسس فسعيد" ولها معنى خاص ومعنى عام.
وشيخنا عمل في الافتاء والتدريس والحركة السياسية حيث كان يشارك في المؤتمرات الفلسطينية ممثلا مع غيره مدينة خان يونس ومنها اللجنة التنفيذية لبحث مشكلة الهجرة الصهيونية وبيع الأراضي عام 1933 ومؤتمر علماء فلسطين الأول في 26-01-1935.
شجع تعلم الشيخ سعيد الكثير من أبناء خان يونس على زيادة الطموح لدى بعض التلاميذ للالتحاق بالأزهر وكان من بينهم الشيخ فهمي حافظ الاغا والشيخ زكريا اسعيد الاغا، والشيخ كمال(ابن الشيخ سعيد) والشيخ يحيى البطة، قريب الشيخ حافظ البطة.
علماء خان يونس
عرفت مدينة خان يونس عددا من العلماء الاجلاء الافاضل الذين كان لهم دور باز في مجال العلم والقضاء، ولكنهم أهملوا التاريخ فأهملهم ولم يحفظ أبناؤهم تتبع أفضالهم وحفظ ذكراهم في سجلات التاريخ، ومن هؤلاء الرواد:
- الشيخ احمد اللحام اليونسي الحنفي المتوفي عام 1803 مـ.
- الشيخ صالح السقا النويري المتوفي عام 1854 م.
- الشيخ حامد السقا النويري المتوفي عام 1902 م.
- الشيخ يوسف سالم مقبل شراب المتوفي عام 1912 م.
- الشيخ سعيد حمدان الأغا المتوفي عام 1949 م.
- الشيخ علي شراب.
- الشيخ حافظ حسن البطة المتوفي 1962 م.
- الشيخ محمد الخطيب.
- الشيخ خالد الفرا.
- الشيخ فهمي حافظ الأغا.
- الشيخ سليم شراب.
- الشيخ حسن العقاد.
- الشيخ زكريا إسعيد الأغا.
- الشيخ محمد محمد الشريف.
الشيخ احمد اللحام اليونسي الحنفي
المتوفي عام 1218 هـ.
أحد أقدم أبناء خان يونس الذين تعلموا في الأزهر بمصر فقد التحق به عام 1178 هـ. وعرف بالعريشي الحنفي ويبدو أن سبب التسمية أنه تفقه على يد الشيخ عبد الرحمن العريشي ولازمه. إلا انه تعلم ايضا على كل من الشيخ البيلي، والشيخ محمد الجناحي، والصان الفرماوي، غيرهم.
وكان على علاقة طيبة بوالد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وتعلم على يديه "المختار" من أول كتاب البيوع إلى كتاب الإجازة‘ وذلك في عام 1182 هـ.
هذا وقد لازم الشيخ العريشي ملازمة كلية، وسافر بصحبته الى اسلامبول سنة 1190 هـ. وقرأ هناك الكتب الأصيلة.
وعندما مات العريشي حصل على كل كتبه وبوصية منه، وخلفه وحل محله، في مشيخة رواق الشوام. ويصفه المؤرخ (الجبرتي) بأنه فقيه علامة ونحرير فهامة وفصيح متضلعا في المعقولات والمنقولات. قصده الناس في الإفتاء واعتمدوا أجوبته، وتداخل في القضايا والدعاوي، اشتهر ذكره واشترى دارا واسعة بسوق الزلط بحارة المقس خارج باب الشعرية، وتجمل بالملابس وركب البغال وصار له أتباع وخدم، وهرع الناس والعامة والخاصة في دعاواهم وقضاياهم وشكاواهم إليه.
وتفقد شيخنا مناصب في القضاء المصري منها نيابة القضاء، وعندما حضرت الحملة الفرنسية الى مصر تم تعينه بالمحكمة الكبيرة، وألبسه كليبر القائد المعروف "خلعة مثمنة"، وركب يصحبه قائم مقام في موكب إلى المحكمة، وفوضوا إليه أمر النواب بالأقاليم، ولما قتل كليبر، إنحرف عليه الفرنسيون لكون القاتل من رواق الشوام وعزلوه.
ويقال انه عاد الى منصبه بعد ذلك حيث فاز بالقرعة بالمنصب.
وعندما حضر العثمانيون وقاضيهم معهم، انفصل ولازم بيته ولكنه استمر في فصل الخصومات والافتاء، ثم قام بتأدية فريضة الحج، وفي طريق العودة توفي ودفن في نبط بالأردن.
وقد كان صديقا لوالد المؤرخ المعروف عبدالرحمن الجبرتي وكان ينقل إليه عندما يعود من زياراته لخان يونس اللوز المر الذي كان يصنع منه دواء يوزع على الفقراء.
وقد ورد في بعض المراجع اسم عالم يعرف بام أحمد الخان يونسي من علماء القرن الثاني عشر الهجري وهناك احتمال بأن يكون هو نفس الشيخ أحمد اللحام اليونسي وهذا أمر يحتاج إلى تحقيق.
الشيخ صالح السقا النويري
توفاه الله عام 1854 ميلادي
وهو ثالث المعروفين من علماء خان يونس من حيث التسلسل الزمني بعد السيخ أحمد اللحام اليونسي وذلك كما ذكرته كتب التاريخ المتوفرة. والسقا لقبه واسمه صالح بن يوسف ويبدو أن والده أو جده كان شيخا أيضا حيث كتب عادل مناع نقلا عن عثمان الطباع انه ابن الشيخ احمد بن صلاح الدين النويري ووضع تحت اسمه صفة العالم الأزهري والمفتي والقاضي بمدينة غزة.
ولد في اواخر القرن الثاني عشر الهجري وتتلمذ في الكتاب في خان يونس ثم سافر إلى غزة لإكمال تعليمه الديني. وعندما أتم تعليمه سافر إلى مصر للاستزادة من العلم من الجامع الأزهر وكان ذلك في سنة 1798 م.
وتتلمذ على يد علمائه ومنهم العلامة الشيخ أحمد الطحاوي، مفتي الحنفية في مصر ، وشيخ الازهر حينئذ عبدالله الشرقاوي. وكان الشيخ صالح على مذهب أبي حنيفة ومتفوقا في فقهه. عاد الى غزة عام 1815 م بعد ان ادى فريضة الحج.
وتولى وظيفة الافتاء في نحو 1225 م. ثم تولى وظيفة النيابة والقضاء وتتلمذ على يده كثير من المجتهدين في العلوم الدينية.
وفي نهاية عمره ضعف بصره ولزم بيته ويزكر عادل مناع (ص 219) انه كان ذائع الصيت وآلت إليه مشيخة الحنفية ورئاسية العلماء في غزة في أواخر سنواته.
توفى سنة 1854 م عن نحو تسعين سنة. وقد تأثر بالشيخ صالح ابن أخيه الشيخ حامد السقا النويري 1834-1902 م.
وعائلة السقا عائلة خانيونسية غزية. وقد ولد الشيخ في خان يونس وتوفى في غزة.
الشيخ حامد السقا النويري
1834-1902
وهو ثالث المعرفين من علماء خان يونس من حيث ال التسلسل الزمني بعد الشيخ أحمد اللحام اليونسي، وعمه الشيخ صالح السقا النويري وهو أوسط سلسلة علماء من عائلة السقا فقد سبقه الشيخ صالح عمه وتبعه الشيخ محمد السقا ولده الفقيه: الذي خلفه في وظائف في جامع الوزير (توفي عام 1918) عن عمر يناهز الاربعين، وكتب عنه عادل مناع في كتابه "أعلام فلسطين:: هو حامد بن الحاج أحمد بن السيد يوسف السقا بن الشيخ أحمد بن صلاح الدين النويري."
ولف في غزة في عام 834 ميلادي، وتتلمذ على يد عمه الشيخ صالح. تزوج عام 1852 ميلادي وسافر الى الازهر بمصر لإكمال تعليمه مقتديا بعمه وعلى مذهبه. ومكث حوالي ست سنوات وأجازوه في شعبان 1862 ميلادي.
عاد الشيخ حامد إلى غزة وتصدر للتدريس والإفتاء في الجامع الكبير وتولى القضاء في مدينة خان يونس بعد ادائه فريضة الحج عام 1866 ثم تولاه في المجدل. ثم عاد إلى غزة حيث تولى العديد من المناصب: وكيلا عن المفتي ثم نظارة الأوقاف وإماما وخطيبا ومدرسا في جامع الوزير في غزة وفي مكتب الفنون حيث درس التجويد والتوحيد والحساب والنحو والتاريخ والجغرافيا والخط والاملاء ومبادئ اللغتين التركية والفارسية ثم عمل ناظرا لأوقاف جامع الوزير وخطيبا له بالوكالة. وكان حجة يعتمد عليه. وكان يأتي الى خان يونس لزيارة اهله واقاربه.
وفي عام 1902 وفي احدى زياراته لأقاربه في خان يونس مرض بالربو وتوفي بعد ثلاثة أيام ودفن في مقبرة الشيخ يوسف.
الشيخ يوسف سالم مقبل شراب
1838-1912
العالم الأزهري والمدرس في مساجد غزة والأزهر بمصر وشيخ من شيوخ الطريقة الشاذلية، كان ضريرا.
ولد الشيخ يوسف سالم مقبل شراب سنة 1838 في خان يونس، وطلبا للعلم سافر غزة.
حفظ القرآن وتتلمذ على يد الشيخ محمود سكيك وأخذ عنه الطريقة الشاذلية، وكغيره من العلماء البارزين انتقل الى الأزهر بمصر في عام 1864. ودرس على يد علماء أفاضل مثل محمد الرفاعي، والشيخ محمد الأنباري، والشيخ عبدالرحمن الشربيني.
عرف أنه شارك في التدريس بالأزهر. وتوطن في مصر ويقال انه شاك في ثورة احمد عرابي عام 1881. وألقى القبض عليه وأبعد عن مصر إلى غزة.
وكان يدرس في الجامع الكبير بغزة وفي مدارس غزة. وعمل أيضاً إماماً وخطيباً ومدرساً في جامع كاتب الولايات بغزة. وفي عام 1904 كان شيخ علماء غزة.
ويقول عادل مناع (ص221):" إن الشيخ أراد الرجوع إلى مصر فانتهز فرصة قدوم الخديوي عباس إلى العريش، فتوجه إليه واجتمع معه هناك ومدحه بقصيدة، فسمح له الخديوي بالعود إلى مصر فسافر إليها عام 1904 وترتب له معاش للتدريس في الأزهر. وعاش هناك حتى وفاته في 2/8/1912 م".
الشيخ حافظ حسن البطة
1892-1962
ولد الشيخ حافظ في خان يونس عام 1892، وتذكر كتب التاريخ أن عائلته قدمت قديماُ من بلدة حجة من الضفة الغربية. أما أمه فمن عائلة شعت وقد توفيت وهو مازال طفلاَ.
إلتحق في صغره بالكتب في مدينة خان ينس وكن زميله المفضل (الشيخ) سعيد حمدان الأغا. فكر الإثنان في الذهاب إلي مصر لتلقي العلم في جامعة الأزهر بمصر.
وتوجها في عام 1907 على ظهر سفينة شرعية من خان يونس إلى بور سعيد. وقد انتظر الاثنان على تل ريدان بشاطئ خان يونس والتحق بالزهر محققاً أغلى أمنياته.
كان من أساتذته الشيخ محمد رشيد رضا الذي كان يحبه ويقدره ويساعده. وقد قامت الحرب العالمية وهو بمصر فتولت الأوقاف والأزهر الانفاق عليه واشترك في مظاهرات مصر وانغمس في النشاط السياسي.
حصل على العالمية وكانت أعلى شهاد يحصل عليها طالب أزهري غريب. ولما لم يستطع العودة عمل في مطبعة البابي الحلبي وما تزال قائمة حتى الان- وتزوج من سيدة مصري وأنجب منها طفلة. وبعد ولادتها بأربعة أشهر وصلته أخبار سيئة من خان يونس فاضطر للعودة وحالت ظروف زوجته دون مرافقته فاتفقا على الطلاق عن تراض وكان ذلك عام 1291 .
عين فور عودته مدرسا في بئر السبع. وهناك تزوج أخت مدير حرس الحدود" ربيحة نامق بك الإدريسي" عام 1923 . ثم عمل في المجدل. وفي عام 1928 أعيد إلى بئر السبع . وفي عام 1931 عمل في مدينته خان يونس. وتوفيت زوجته فتزوج شقيقته. كان للشيخ نشاط سياسي وكان يكاتب الملوك عبد العزيز وجمع تبرعات لفقراء السعدية قديماً وتلقى جواب شكر من الملك عبد العزيز. وجمع تبرعات الجائر .وشارك في بناء مسجد خان يونس وأفتا الناس في أمور دينهم ودنياهم .
وقد أنتقل إلى رحمته الله تعال في 22 /12 /1962 وقد جثمانه في موكب مهيب ونعته الماذن والمساجد والصحف ونعاه عبد الناصر في جريدة الأهرام ونعاه أخرون في نفس الجريد شهد في عام 1956 إستشهاد ولديه حسن (عالم أزهري أيضاً ) ونديد (الشاب الطموح).
وقد كان للشيخ فضل في زياد الطموح لدى أقاربه في تلقي التعليم فكان أن درس في الأزهر من عائلته يحي البطة ومحمد حسن (أبن الشيخ ) ودرست في رام الله ابنته مديحة أول فتاة تتعلم في خارج خان يونس من أبنائها وكان من أوائل المعلمين في خان يونس حمدي البطة وحسن البطة وهذا غير حسن أبن الشيخ .